آخر الأخبارأخبار محلية

برّي: للمجلس ان يُشرّع في المهلة الدستورية

كتب نقولا ناصيف في ” الاخبار”:على أبواب المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس، بدءاً من الساعة الصفر من الأول من أيلول، يفترض تلاحق بضع خطوات ملزمة دستورياً: توجيه رئيس المجلس دعوة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية يحدد لها زمان الجلسة. عدم توجيه الدعوة حتى 21 تشرين الأول، وهو اليوم العاشر الذي يسبق نهاية ولاية الرئيس الحالي، يلزم مجلس النواب الالتئام حكماً من دون دعوة من رئيسه الذي يفقد إذّاك حقه الدستوري بتوجيهها. ليس في تاريخ البرلمانات اللبنانية أن تردّد أيّ من رؤسائها المتعاقبين في استخدام الصلاحية الدستورية هذه، ولا سبب مبرّراً يحول دونها. في الغالب يقترن توجيه الدعوة وتحديد الجلسة الأولى بانقضاء الشهر الأول على المهلة الدستورية.

أما مصدر السجال المرجّح أن يحدث في المرحلة اللاحقة من بدء المهلة الدستورية، فيدور من حول الموعد الذي يتحول فيه مجلس النواب إلى هيئة انتخابية لا تملك أن تشترع، أو تعقد جلسة سوى انتخاب الرئيس.ثمّة أكثر من وجهة نظر حيال هذا الجانب. في ما تنص عليه المادة 75 من الدستور، أن مجلس النواب الملتئم لانتخاب الرئيس يُعتبر هيئة انتخابية لا اشتراعية و«يترتّب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة من دون مناقشة أو أي عمل آخر».لرئيس البرلمان نبيه برّي وجهة نظر في ممارسته صلاحيته هذه، وهي أن المجلس الملتئم في الجلسة المحدّدة لانتخاب الرئيس يصبح هيئة انتخابية ليس له أن يشرّع أو أي عمل آخر. إلا أن ارفضاض الجلسة دون انتخاب الرئيس، سواء لعدم اكتمال النصاب القانوني أو صار إلى تعطيله في الدورة التالية للدورة الأولى، لا يحول في الغداة دون أن ينعقد البرلمان مجدداً في جلسة إقرار قوانين، مستعيداً دوره الاشتراعي كاملاً. تالياً بحسب برّي، تطبيقاً لما تنادي به المادة 75، مجلس النواب مقيّد بجدول أعمال انتخاب رئيس الجمهورية في الجلسة المحددة لهذا الغرض فقط، ولا يمكن حرمانه الاشتراع في مرحلة ما قبل انعقادها، أو ما بعدها، إذا استمر تعذّر انتخاب رئيس الدولة، وإن من ضمن المهلة الدستورية.
مع أن لا سابقة في ما مضى أن التأمت الهيئة العمومية لمجلس النواب في جلسة اشتراعية في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، وقصرت إمرارها المهلة الدستورية على عقد جلسات انتخاب الرئيس، إلا أن ثمة وجهة نظر معاكسة تقول انسجاماً مع العرف السائد إن البرلمان يفقد حقه في التشريع ما إن يدخل في المهلة الدستورية. مبعث الخلاف على تفسير المادة 75 أسباب مختلفة قد يكون أبرزها أن البرلمانات المتعاقبة منذ الاستقلال لم تحتج مرة سوى إلى موعدين فقط لانتخاب الرئيس، كان يتم في ثانيهما، بينما انتُخب الرئيس ميشال سليمان عام 2008 في الجلسة الـ20، والرئيس ميشال عون عام 2016 في الجلسة الـ46. أضف عاملاً آخر يتداخل السياسي فيه بالدستوري كان أُثير جدياً إبان الشغور الرئاسي الأخير (2014 ـ 2016) عندما امتنعت كتل كبرى، معظمها مسيحية، عن المشاركة في جلسات اشتراع ما لم يسبقها ملء الشغور في منصب رئاسة الجمهورية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى