آخر الأخبارأخبار دولية

بعد يوم من اتفاقية تصدير الحبوب… صواريخ روسية تستهدف ميناء أوديسا بجنوب أوكرانيا


نشرت في: 23/07/2022 – 17:58

استهدفت صواريخ روسية ميناء أوديسا السبت، حسب ما أعلنته السلطات الأوكرانية التي علقت على الحادثة وقالت إن فلاديمير بوتين “بصق في وجه” الأمم المتحدة وتركيا، وتخلى عن تطبيق الاتفاق الموقع قبل يوم في إسطنبول بشأن استئناف صادرات الحبوب العالقة بسبب الحرب. وأوديسا هي أكبر مدينة وأهم ميناء على ساحل البحر الأسود، ما يمنحها أهمية بالغة لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية.

قصفت روسيا ميناء أوديسا السبت، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو “لم يستغرق الأمر أكثر من 24 ساعة لتخلّ روسيا الاتحادية بالاتفاقات والوعود التي قدمتها للأمم المتحدة وتركيا في الوثيقة الموقع عليها أمس في إسطنبول”.

وأضاف أن الرئيس الروسي “بصق بذلك في وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللذين بذلا جهودا للتوصل إلى اتفاق”، مؤكدا في الوقت ذاته أن موسكو ستتحمّل “المسؤولية الكاملة” في حال فشل الاتفاق على تصدير الحبوب.

من جهته أكد غوتيريس أنه “يدين بشكل لا لبس فيه الضربات”. وقال في بيان “لا بد من التنفيذ الكامل (للاتفاق) من قبل الاتحاد الروسي وأوكرانيا وتركيا”.

أما في بروكسل، اتهم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا بتنفيذ هجوم صاروخي “مستهجن” على ميناء أوديسا. وكتب على تويتر، إن “ضرب هدف أساسي لتصدير الحبوب بعد يوم على توقيع اتفاقات إسطنبول، هو أمر مرفوض ويُظهر مرة أخرى تجاهل روسيا التام للقانون الدولي وللالتزامات”.

وعلق المتحدث باسم إدارة منطقة أوديسا سيرغي براتشوك إن “العدو هاجم ميناء أوديسا بصواريخ كروز من نوع كاليبر”، مضيفا أن المضادات الجوية أسقطت صاروخين.

بينما أكد المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات لوكالة الأخبار الفرنسية أن ميناء أوديسا تعرض للقصف، حيث كانت تجري عمليات شحن” الحبوب على وجه الخصوص.

ضربات في وسط أوكرانيا

ولم يسلم وسط أوكرانيا من القصف الروسي الذي تواصل السبت وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بعد هدوء في منطقة دونباس (شرق).

وسقط 13 صاروخ كروز على بلدة كروبيفنيتسكي الواقعة في منطقة كيروفوغراد (وسط)، وفقا لحاكم المنطقة اندريي رايكوفيتش. وقال إن البنية التحتية للسكك الحديد والمطار العسكري تم استهدافهما بالقرب من بلدة كروبيفنيتسكي، موضحا أن “تسعة عسكريين أوكرانيين جُرحوا وقتل جندي واحد”.

وتأتي هذه الضربات غداة التوقيع على اتفاق لتصدير الحبوب. غير أن روسيا وأوكرانيا وقعتا على ورقتين منفصلتين تحتويان على نصين متطابقين بطلب من الأوكرانيين الذين رفضوا التوقيع على ورقة واحدة مع الروس.

وكان رحب الاتحاد الأفريقي السبت بهذا الاتفاق مشيدا بـ “تطور مرحب به” في القارة التي تواجه مجاعة متزايدة.

ويسمح الاتفاق بتصدير بين 20 و25 مليار طن من الحبوب المحاصرة في أوكرانيا. 

وللتذكير أدى غزو روسيا لأوكرانيا، الدولتان اللتان توفران معا 30 في المئة من صادرات القمح العالمية، إلى ارتفاع حادّ في أسعار الحبوب والزيوت، الأمر الذي أسفر عن معاناة كبيرة للقارة الأفريقية التي تعتمد بشدة على هذين البلدين في إمداداتها.

ويأتي ذلك بينما يواجه القرن الإفريقي (كينيا وإثيوبيا والصومال وجيبوتي) أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما، تهدد على الأقل 18 مليون شخص بالجوع.

“مسؤولية الأمم المتحدة”

وبعد الاتفاق، انخفض سعر القمح بشكل كبير الجمعة في شيكاغو وفي بورصة يورونكست، ليبلغ سعره في فترة ما قبل الحرب على أوكرانيا.

وتم توقيع هذا الاتفاق الذي جرى التفاوض بشأنه تحت رعاية الأمم المتحدة وأنقرة، في إسطنبول وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكان أوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الشروط اجتمعت لتطبيق الاتفاق “في الأيام المقبلة”.

من جهتها، وضعت واشنطن مسؤولية نجاح الاتفاق على عاتق روسيا. وقالت المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند “الأمر متروك لروسيا الآن من أجل تطبيق الاتفاق بشكل ملموس”.

وبدورها، أظهرت أوكرانيا حذرها، وأعلن رئيسها فولوديمير زيلينسكي مساء الجمعة أن “مسؤولية الأمم المتحدة” هي ضمان احترام الاتفاق، مشيرا إلى أنه ينتظر “استفزازات ومحاولات لتشويه الجهود الأوكرانية والدولية”.

وقال “الاتفاق يتوافق تماما مع المصالح الأوكرانية”، مضيفا أن الجيش الأوكراني سيواصل السيطرة “مئة في المئة على المنافذ التي تؤدي إلى الموانئ”، وذلك بعدما كانت قد طالبت روسيا في البداية بإزالة الألغام.

“ممرات آمنة”

وينص أبرز بند يحتويه الاتفاق على إقامة “ممرات آمنة” يمكنها السماح بعبور السفن التجارية في البحر الأسود، وقد تعهدت موسكو وكييف بـ “عدم مهاجمتها”، وفق قول مسؤول أممي.

وسيكون الاتفاق صالحا “120 يوما” أي أربعة أشهر، وهي المدة اللازمة لإخراج نحو 25 مليون طن من الحبوب المكدسة في الصوامع الأوكرانية بينما يقترب موعد موسم حصاد جديد.

وتخلى المفاوضون عن إزالة الألغام من البحر الأسود (التي كان الأوكرانيون قد زرعوها لحماية سواحلهم). وبررت الأمم المتحدة الأمر بأن “إزالة الألغام ستستغرق وقتا طويلا”، مضيفة أن “طيارين أوكرانيين” سيفتحون الطريق أمام سفن الشحن في المياه الإقليمية.

وستجرى في إسطنبول عمليات تفتيش للسفن المغادرة من أوكرانيا أو المتوجهة إليها بهدف إزالة مخاوف روسيا التي تريد ضمانات بأن سفن الشحن لن تجلب أسلحة إلى الأوكرانيين.

وقبل ساعات من توقيع الاتفاق، اعتبر الكرملين أنه “إذا كان سيُسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية”، يجب أيضا أن “يُسمح للأسواق بتلقي كميات إضافية من الأسمدة والحبوب” الروسية، التي توقّف تصديرها بسبب العقوبات الغربية.

ومن جهتها أعلنت واشنطن الجمعة عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 270 مليون دولار، بما في ذلك أربعة أنظمة مدفعية دقيقة جديدة من طراز “هيمارس”، وما يصل إلى 500 طائرة من دون طيار من طراز “فينيكس غوست”.

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى