“المستقبل” ينتظر… فهل يعود الى الساحة السياسية؟
لكن نتيجةً لهذا المشهد المسيطر على “المستقبل” والذي يفرضه “التيار” على نفسه طوعاً، فإنّ ثمة أسئلة كبيرة تطرح حول جدوى انكفائه من جهة والذي قد يؤدي الى انتهاء مسيرته السياسية، وكيفية استعادة “التيار” لدوره السياسي المحوري على الساحة اللبنانية من جهة اخرى مع اقتراب التسويات في المنطقة.
لا يبدو أن لـ “تيار المستقبل” خطة طريق واضحة المعالم تعيده الى الساحة السياسية، سيما أنه اليوم غير راغب في إظهار حضورٍ واسع، وان الايام المقبلة ستؤدي الى فرز داخل الكتلة النيابية التابعة له، إذ إن العامل المناطقي سينتج عنه انقسام النواب وابتعادهم عن مركزية “التيار” ما يجعله يتحلل سياسياً.
يتمسّك “المستقبل” بخطة واحدة تنطلق من سعي الرئيس سعد الحريري لتمرير الوقت الى حين حصول تسوية اقليمية، من دون أن تتمكّن المملكة العربية السعودية من إيجاد بديل سياسي كامل الاوصاف في الطائفة السنية، لذلك بدا واضحاً أن هجوم “المستقبل” عموماً وإفشال مخططات القوى السياسية يتركّز على النواب السنّة الذين يسعون لوراثته.
ولعلّ الرئيس سعد الحريري يعتقد أن انتظار اكتمال التسوية سيحسّن من واقعه في المرحلة المقبلة، حيث أن المملكة العربية السعودية، بحسب مصادر مطّلعة، ستجد أن لا بديل امامها عن الحريري وإن كانت لا تمانع التنسيق مع قوى سنيّة أخرى، وهذا الأمر يعني استحالة قيام “المستقبل” بأي خطوة باتجاه الملعب السياسي، لأن أي خطوة على عجل قد تؤدي الى رفع وتيرة التوتر مع المملكة وهذا آخر ما يريده “المستقبل” اليوم.
يعمل الرئيس سعد الحريري ومن خلفه “تيار المستقبل” على عدم السماح لأي قوة سنيّة بالبروز، كما أنه يحاول الحفاظ على الحدّ الأدنى من قوته الشعبية والسياسية، الامر الذي نجح به في الانتخابات النيابية الاخيرة، ليكون “الرئيس الجاهز” لحظة التسوية عندما تجد القوى الاقليمية ومنها السعودية أنها تحتاج لأن تكون داخل الساحة السياسية من دون أي منازع، وأن لحظة المقاطعة السعودية للسياسة في لبنان ستنتهي عندها، ويكون الحريري وفق وجهة نظر “المستقبل” هو البديل الوحيد والخيار الأنسب للرياض.
المصدر:
خاص لبنان 24
مصدر الخبر
للمزيد Facebook