آخر الأخبارأخبار دولية

مواطنون في فرنسا والبرتغال وإسبانيا يتطوعون لمساعدة رجال الإطفاء في مواجهة موجة الحرائق


نشرت في: 19/07/2022 – 19:11آخر تحديث: 20/07/2022 – 16:08

تواصل عدة دول في غرب أوروبا مكافحة موجة حرائق الغابات المدمرة الثلاثاء 19 تموز/ يوليو. ولمساعدة رجال الإطفاء، نظم مواطنون عدة مبادرات تضامنية على وسائل التواصل الاجتماعي في إسبانيا وفرنسا والبرتغال حيث يقدمون مواد غذائية أو يساعدون في مد خراطيم المياه من صهاريج جهاز مكافحة الحرائق للمساعدة في إخماد النيران.

فرنسا “لقد وصلنا إلى المكان ومعنا 5 صهاريج مياه”

في منطقة جيروند، جنوب غرب فرنسا، التهمت النيران أكثر من 20 ألف هكتار من الغابات. وجاء نحو ألفي رجل إطفاء من كل أنحاء البلاد مدعومين بمعدات إطفاء جوي هائلة للمساهمة في مجابهة حريقين ضخمين قرب مدينتي تاست دو بوش ولانديراس.

وأظهرت عدة صور نشرت على شبكة الإنترنت حجم هذه النيران على غرار ما يظهره هذا المقطع المصور في منطقة “كثبان بيلا” الشهيرة والتي اشتعلت فيها النيران يوم الإثنين 18 تموز/ يوليو.


وتحت درجات حرارة عالية، أخذ مزارعون من بلدة دوراس في منطة لو إي غارون، الطريق باتجاه منطقة جيروند يوم الجمعة 15 تموز/ يوليو لمد يد المساعدة لرجال الإطفاء. وقاموا بنقل آلاف اللترات من المياه معهم في صهاريج شاحناتهم.

أنطوني جوغيت هو من أطلق هذا المبادرة ويوضح قائلا:

اجتمعت بعدد من أصحاب المؤسسات الزراعية والغابية المحلية بهدف إيجاد طريقة ما لمساعدة رجال الإطفاء في مواجهة النيران.

في البداية، طلبنا من محافظة الشرطة كيف يمكن لنا أن نساعد رجال الإطفاء فقالوا لنا إنه يجب علينا الانتظار. ولكن الانتظار يعني وقتا طويلا ضائعا وبالتالي فإن النيران ستواصل زحفها السريع. وهو ما جعلنا نتصل برؤساء بلديات منطقة جيروند الذين قالوا إنه يمكننا القدوم في اقرب وقت.

انطلق موكبا في مساء يوم الجمعة (15 تموز/ يوليو) وبعد رحلة استمرت ثلاث ساعات ونصف، وصلنا إلى عين المكان ومعنا خمسة صهاريج مياه، جرار غابات وآلة لمجابهة النيران. كان هدفنا هو ربط الصلة بين خط النار وصهاريج المياه. عملنا في جهد جماعي وفي روح تضامنية رغم أن العملية لم تكن بالسهلة أبدا.

منظر الحرائق ليس جميلا لتشاهده فقد التهمت ألسنة اللهب مناطق كثيرة وأحرقت كل ما أتى في طريقها. أكوام الرماد في كل مكان، لم يكن هناك حيوانات ولا عصافير، إنه منظر محزن، لقد كانت (الغابة) أشبه بالصحراء.

ومنذ وصولنا إلى عين المكان، نعمل ليلا نهارا ونتداول على المهمات ونقوم بأقصى ما في وسعنا لمساعدة رجال الإطفاء حتى يتم وقف زحف النيران. لقد كنا خائفين في معظم الأحيان لأننا لسنا متعودين على مواجهة النيران. وفي بعض الأحيان، كان الأمر صعبا جدا وذلك لأن الطرقات ليس واسعة بما يكفي ويمكن أن نجد أنفسنا عالقين. وما يمنحني الأمل، كان رؤية الكم الهائل من الناس والمؤسسات تتحرك بهدف وقف زحف النيران والمجيء لمساعدة السكان.




في يوم الإثنين 18 تموز/ يوليو، تم حبس شخص احتياطا في إطار التحقيق في حريق قرب مدينة لانديراس في منطقة جيروند. وأعلن الادعاء العام في 15 تموز/ يوليو أنه يرجح وجود “سبب إجرامي” يفسر اندلاع النيران.

البرتغال: “رجال الإطفاء منهكون إلى أقصى حد”

في البرتغال، يواصل أكثر من ألف رجل إطفاء جهودهم منذ ليلة الإثنين 18 تموز/ يوليو لمكافحة ستة حرائق كبيرة في شمال البلاد.

وبدءا من مدينة لوريس مرورا بالعاصمة لشبونة، ينظم باولو جيب ينتو بفضل جمعيته “بروجيتو سوليداريو Projeto Solidario” (مشروع تضامني” عمليات تبرع بالمواد الغذائية الأساسية بهدف مساعدة رجال الإطفاء في مختلف مناطق اندلاع الحرائق. وعلى صفحته في فيس بوك، ينشر بينتو صورا لرجال إطفاء منهكين ومتطوعين تحركوا لتزويدهم بالحاجيات الأساسية بفضل تبرعات الأشخاص والشركات. ويوضح بينتو قائلا:

رجال الإطفاء منهكون إلى أقصى حد، في مدنية فونداو، تركنا رجال الإطفاء الذي رأيناهم في وقت سابق عند اندلاع حريق في مدينة بالميلا قبل عشرة أيام كما كانوا نفسهم من قاموا بإطفاء حريق قرب مدين سيا… إنهم يتنقلون من حريق إلى حريق لمجابهة زحف النيران.

يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن قضاء مثل هذا الكم من المساعدة في مواجهة حريق يعني مواجهة النيران والدخان وهو ما يؤدي إلى حالة إنهاك تامة. ليس لديهم الوقت للعودة إلى مقرات الإطفاء لجب المياه. إنه يحتاجون المياه في ميدان العمل. قمنا بنقل الماء لهم والمشروبات والحليب والشوكولاتة… على بعد نحو كيلو متر واحد من مكان وجود خط النار.

لقد تركنا بحوزتهم نحو أربعة أطنان من المواد الأساسية في مركز الإطفاء بمدينة فونداو. وبالنسبة إلى جمعية بحجم جمعيتنا التي لا تتمتع بدعم الدولة، فإنك ذلك يمثل شيئا ضخما.



يوم الإثنين 18 تموز/ يوليو، أعلنت الحماية المدينة مقتل شخصين طاعنين في السن في منطقة فيلا ريال (في شمال البرتغال). وهنا زوجان كانا يحاولان الهرب من النيران المشتعلة لكن تم العثور عليهما متوفيين داخل سيارتهما. ودائما في شمال البرتغال، تحطت طائرة ضخ مياه كانت تكافح لإطفاء النيران في إحدى الغابات في بداية مساء 15 تموز/ يوليو. وأدى حادث السقوط إلى وفاة قائد الطائرة.

ومنذ بداية سنة 2022، التهمت النيران نحو 44 لألف هكتار من الغابات في البرتغال، حسب إحصاءات معهد الحفاظ على الطبيعة والغابات (إي سي أن أف) يوم الإثنين 18 تموز/ يوليو. ولم يسجل هذا الرقم منذ سنة 2017 التي شهدت اندلاع نيران كثيقفة في الغابات أدت إلى سقوط مئة قتيل.

إسبانيا: رجل ينجو من النيران في آخر لحظة

منذ يوم 10 تموز/ يوليو، اندلعت عشرات الحرائق في إسبانيا أيضا حيث التهمت النيران أكثر من 25 ألف هكتار من الغابات، كما لاقى شخصان حاصرتهما النيران حتفهما في منطقة زامورا في شمال شرق البلاد.

ويوم الإثنين 18 تموز/ يوليو، أظهر مقطع فيديو مذهل نشر على وسائل التواصل الاجتماعي قطارا بصدد التوقف في وسط الحريق.. 

وفي نفس اليوم،  نجا رجل في بلدة تابارا بإسبانيا من الموت بأعجوبة عندما كان يحاول حماية قريته من النيران. ويتعلق الأمر بأنخيل مارتين أرجونا الذي كان يحاول حفر خندق في حقل باستخدام آلته المحاصرة. ونقل أنخيل مارتن أرخونا الذي أطلق عليه اسم “بطل تابارا” إلى المستشفى على متن طائرة مروحية وقد احترق 80 بالمائة من جسمه.

وفي محافظة مالقا، حاول السكان أيضا إطفاء نيران حريق مثل ما تظهره هذه الصور التي نشرت على شبكة الإنترنت في 16 تموز/ يوليو ولاقت انتشارا واسعا.

ولكن على موقع تويتر، ذكر أنتونيو مالدنادو، عضو فرقة الغابات في المركز الإيبري للبحوث ومكافحة حرائق الغابات (سليفو CILIFO) الخطر المحدق التي تمثله مثل هذه النوعية من المبادرات حيث كتب: “بهذه الطريقة، أنتم لستم بصدد تقديم المساعدة، بل تضعون حياتكم في خطر وتضعون حياتنا نحن أيضا في خطر في حال توجب علينا إخراجكم من وسط النيران”. وفي تغريدة أخرى على توتير، حيا مالدونادو في المقابل مساهمة عدد كبير من السكان في مدينة ألهورني إيل غراندي في إطار مبادرة تم تنسيق ترتيباتها مع رجال الإطفاء.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى