فرنسا تحيي الذكرى الثمانين لحملة اعتقالات اليهود في “فال ديف” بباريس
نشرت في: 17/07/2022 – 08:05
في 16 و17 يوليو/تموز 1942، ألقت الشرطة الفرنسية القبض على 12 ألفا و884 يهوديا، أكثر من 4000 منهم أطفال، في العاصمة باريس وضواحيها بعد اتفاق بين السلطات الألمانية النازية وحكومة فيشي. ووزع الموقوفون اليهود في معسكرين: معسكر الاعتقال في درانسي (شمال شرق باريس) واستاد سباق الدراجات الشتوي (Vélodrome d’Hiver) بالدائرة الخامسة عشر. هذا الأخير هو الذي سيعطي اسمه بعدها (حملة فال ديف) لهذه الحلقة المظلمة من تاريخ فرنسا. احتفالات وتكريمات تشهدها فرنسا الأحد بمناسبة الذكرى الثمانين لحملة “فال ديف” التي تبقى الأكبر التي نفذت على الأراضي الفرنسية في إطار حملة التهجير الواسعة التي استهدفت يهود أوروبا خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
تحيي فرنسا الأحد بمشاركة الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء إليزابيث بورن، الذكرى الثمانين لحملة “فال ديف” التي اعتقل خلالها آلاف اليهود بينهم أطفال في العاصمة باريس وضواحيها، ليتم ترحيلهم بعدها إلى معتقلات داخل البلاد وخارجها… عدد قليل جدا منهم عاد حيا منها.
وتعتبر حملة “فال ديف” التي نفذت في 16 و17 تموز/يوليو 1942 الأكبر التي تتم على الأراضي الفرنسية في إطار حملة التهجير الواسعة التي استهدفت يهود أوروبا خلال فترة الحرب العالمية الثانية، إذ قام تسعة آلاف موظف حكومي بينهم خمسة آلاف شرطي فرنسي باعتقال 12 ألفا و884 يهودي بينهم 4115 طفلا من منازلهم في باريس وضواحيها بأمر من رينيه بوسكيه قائد شرطة فيشي وبطلب من السلطات الألمانية النازية.
ونقل الموقوفون، وبينهم شيوخ ومرضى، في حافلات، بعضهم إلى استاد سباق الدراجات الشتوي (Vélodrome d’Hiver) بالدائرة الخامسة عشر لباريس والآخر إلى معسكرات درانسي شمال شرق باريس، لينقلوا بعدها إلى معسكرات الإبادة في أوشفيتز ببولندا. ولم ينج من تلك الحملة سوى العشرات.
حلقة مظلمة في تاريخ فرنسا
اعتراف الدولة الفرنسية بمسؤوليتها عن الجريمة
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) رفض الجنرال ديغول والرؤساء الفرنسيون الآخرون الذين توالوا على السلطة في البلاد، لغاية التسعينيات من القرن الماضي الاعتراف بمسؤولية فرنسا في ترحيل اليهود.
وفي 1993 حدد الرئيس فرانسوا ميتران “يوما وطنيا لذكرى ضحايا الجرائم العنصرية والمعادية للسامية التي ارتكبت تحت سلطة ما يعرف بحكومة الدولة الفرنسية (1940-1944)”. وحدد هذا اليوم في ذكرى تنفيذ حملة “فال ديف”.
وللمرة الأولى أقر الرئيس اليميني جاك شيراك بمسؤولية فرنسا في ترحيل اليهود، إذ قال في خطاب ألقاه في 16 تموز/يوليو 1995 “نعم دعم فرنسيون، دعمت الدولة الفرنسية الجنون الإجرامي لسلطات الاحتلال (النازي)”.
وفي تموز/يوليو 2012 ذهب الرئيس الاشتراكيفرانسوا هولاند إلى أبعد من ذلك بالقول “الحقيقة هي أن هذه الجرائم ارتكبت في فرنسا من قبل فرنسا”.
وفي 2017، أكد مجددا الرئيس إيمانويل ماكرون في ختام مراسم الاحتفال بالذكرى 75 للحملة، مسؤولية الدولة الفرنسية عن الجريمة التي ارتكبت بحق اليهود إبان الحكم النازي عام 1942، مشددا على أن الاعتراف بارتكاب الجرم هو السبيل للتصالح.
فرانس24
مصدر الخبر
للمزيد Facebook