ازمة تشكيل الحكومة نحو فصول تصعيدية
اضافت” انه الى جانب العوامل التي تعكس تصاعد التوتر بين بعبدا والسرايا، فان جديد الازمة برز في تحريض رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وردّ الاخير بالتمسك بتشكيلته التي قدمها الى رئيس الجمهورية ميشال عون في اليوم التالي للاستشارات باعتبارها “الاطار المناسب” لاستحقاق التأليف بما يوحي بأن القطيعة الحاصلة منذ الأسبوع الماضي بين عون وميقاتي زادت في انسداد الازمة، ولن يكون مرتقبا أي حلحلة لها في المدى القصير الا بمفاجأة ما لا تبدو إمكاناتها ماثلة على شاشة سيناريوات الازمة . وليس خافيا على احد ان الاقتراب من بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية المقبل سيكون عامل اذكاء للازمة الحكومية ما دام الصراع الحالي بدأ يلامس النزاع على الصلاحيات مجددا، الامر الذي سيعقد أي امل في تشكيل حكومة جديدة في وقت قريب وتاليا يزيد احتمالات بقاء حكومة تصريف الاعمال حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ما لم يطرأ ما يدخل البلاد في فراغ رئاسي.
وما اصدره المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي امس بدا بمثابة اثبات لاستفحال الازمة بينه وبين بعبدا شكليا واجرائيا وسياسيا.
أوساط التيار الوطني الحر كررت اتهامها عبر «البناء» لميقاتي بأنه يعرقل تأليف الحكومة عن قصد ويضع العصي بالدواليب ويفتعل إشكالات مع رئيس الجمهورية ويحمل النائب جبران باسيل المسؤولية، بهدف التضليل والتمويه وحرف الأنظار عن دوره التعطيلي لأسباب خارجية بحتة.
وكتبت” نداء الوطن”: تواصل حملة “التشهير الرئاسي” بين قصر بعبدا والسراي مسارها التصعيدي التصاعدي على وقع ارتفاع حدة التصريحات والتسريبات والبيانات المتبادلة خصوصاً بعد دخول رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بقوة أمس على خط الهجوم المباشر على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي متهكماً على تنقله على متن “اليخت والطائرة” بين اليونان وبريطانيا بينما “الحكومة تشكّل في قصر بعبدا”، ليخرج بخلاصة تفيد بأنّ ميقاتي “لا يريد تشكيل الحكومة واعترف بذلك امام كل الوزراء قبل ان يتكلف، ويبحث عن فتاوى دستورية لتعويم الحكومة المستقيلة ويبرر الأمر بأنها “مش حرزانة” تشكيل حكومة لثلاثة أشهر”. وفي المقابل، لم يتأخر الرئيس المكلف بتصويب رده مباشرةً على “رئاسة الجمهورية ومن يدورون في فلكها” عبر بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، فتهكّم بدوره على ما صدر من بيان حول نشاط رئيس الجمهورية ميشال عون يشير فيه إلى أنّ فخامته “يتابع مسار تشكيل الحكومة”، وتساءل: “مع من كان يتابع؟” طالما أنّ الرئيس المكلف لم يتلق بعد أي جواب حول طلبه الثلاثاء الفائت موعداً لزيارة بعبدا.وفي مقابل ما وصفها بـ”التسريبات المغلّفة باللياقات الواهية” من مصادر القصر الجمهوري، شدد ميقاتي على أنّ التشكيلة الوزارية التي سبق أن قدّمها إلى عون في اليوم التالي للاستشارات النيابية “هي الإطار المناسب للبحث خاصةً أنها تنسجم مع مسؤوليته وطروحاته والأهداف الواجب تحقيقها في هذه المرحلة الضيقة جداً، وهذا العمل هو ما يقتضيه الدستور حيث ان رئيس الوزراء هو من يتحمل المسؤولية امام مجلس النواب”، مع تأكيده على أنّ “رئاسة الجمهورية معنية بوقف ممارسات وتدخلات بعض المحيطين بها الذين يمعنون في الإساءة والعرقلة”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook