“حزب الله” مستمر في التصعيد…فهل يقلب الطاولة؟
بالرغم من خطاب أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله التصعيدي ليل أمس، والذي هدد فيه بقلب الطاولة وأوحى بإمكان حصول تطورات عسكرية بين الحزب والعدو الاسرائيلي على خلفية الخلاف حول ملف النفط والغاز وعملية التنقيب في الجانب الفلسطيني المُحتلّ وترسيم الحدود البحرية الا ان السؤال الابرز الذي يطرح اليوم يتمحور حول مدى احتمال اندلاع حرب في المدى القريب ربطاً بالمؤشرات الاقليمية والدولية.
ترى مصادر مطّلعة أن “حزب الله” ماضٍ في مسار التصعيد بمعزل عن المسار الاقليمي، إذ إن أياً من الاطراف الاقليمية الوازنة لا يبدو راغبا في الذهاب نحو تصعيد عسكري في المنطقة، والامر ليس محصوراً فقط بين لبنان والعدو الاسرائيلي، فالاميركيون يسعون بشكل جدّي الى تهدئة الوضع من اجل التفرغ للملفات الكبيرة كالملف الصيني والروسي، كذلك فإن دول المنطقة لا مصلحة لديها في أي نوع من انواع التصعيد في هذه المرحلة.
يسير الاميركيون بشكل هادىء في المنطقة ويعملون على تعزيز نفوذهم الحالي في مسعى لخوض معركة اقتصادية وسياسية واعلامية مع الصين بعد انتهاء الصراع مع موسكو، الامر الذي سيتكشّف خلال الاشهر المقبلة بعد الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الاميركية، ما يدعم فرضية عدم تفرّغهم لأي زعزعة تؤدي الى انفلات الوضع الى ما لا تُحمد عقباه في المنطقة.
الاهم من كل ذلك هو أن إيران تنوي الاستثمار في التطورات الاقتصادية والمنافذ المرتبطة بتصدير النفط والغاز والتي تنتفع منها في المرحلة الحالية حيث تقوم بتصدير كميات كبيرة من النفط كما انها سترغب طبعا من الاستفادة من عملية رفع العقوبات في حال حصولها بعد العودة الى مفاوضات الاتفاق النووي، وبالتالي فهي غير راغبة عملياً في التصعيد، وهذا ينطبق ايضاً على المملكة العربية السعودية التي انتهت تقريباً من حرب اليمن وتريد التفرغ للتنمية الداخلية واعادة النمو الاقتصادي في البلاد.
اما بالنسبة للاحتلال الاسرائيلي، فهو الاكثر استفادة من الصراع في اوروبا حيث يقوم بتصدير الغاز اليها، وبالتالي فإن أي معركة قد تحصل ستؤدي الى توقّف صادراته ويخسر بذلك فرصة ثمينة تنقذه من الركود الاقتصادي الحالي بعد أزمة كورونا.
من هنا، يبدو أن الوضع الاقليمي بشكل عام يتجه نحو التهدئة والتسوية الا في حال استمر الصراع الحاصل بين لبنان والعدو الاسرائيلي والذي قد يتدحرج بسرعة كبيرة وفي وقت قياسي الى حرب اقليمية لن يتمكن أي طرف من السيطرة عليها وفقاً للقواعد محددة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook