بايدن يزور إسرائيل في مستهل أول جولة له بالشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة
نشرت في: 13/07/2022 – 09:52
يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء إسرائيل في مستهل جولة شرق أوسطية تتسم بكونها في غاية الحساسية في ظل سعي الدولة العبرية لتشديد العقوبات على إيران. وسيتوجه بايدن الجمعة إلى السعودية على متن الطائرة الرئاسية “إيرفورس وان” في أول رحلة مباشرة غير مسبوقة بين إسرائيل والمملكة التي لا تعترف بها، حيث من المنتظر أن يتناول قضية حقوق الإنسان، لكن خصوصا النفط في ظل تداعيات الحرب في أوكرانيا، وأيضا مسألة التطبيع.
يصل الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء إلى إسرائيل أول محطات جولته إلى الشرق الأوسط التي تتسم بكونها في غاية الحساسية، حيث يسعى القادة الإسرائيليون لتشديد العقوبات على إيران، قبل أن يتوجه إلى المملكة العربية السعودية.
وستتركز الأنظار على زيارة الرئيس البالغ 79 عاما إلى جدة الجمعة، بعد أن وصف السعودية في 2018 بالدولة “المنبوذة” في أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة، والمعروف بانتقاده لحكام المملكة.
مواجهة إيران
وستقوم الطائرة الرئاسية “إيرفورس وان”، التي أقلعت من الولايات المتحدة ومن المتوقع أن تصل تل أبيب عند الساعة 12,30 ت غ، برحلة مباشرة غير مسبوقة بين إسرائيل والمملكة السعودية التي لا تعترف بالدولة العبرية. وقبل ذلك سيلتقي بايدن مسؤولين إسرائيليين في مسعى إلى توسيع التعاون في مواجهة إيران، وقادة فلسطينيين مستاءين مما يقولون إنه فشل واشنطن في التصدي “للعدوان الإسرائيلي”.
وتحسنت العلاقات بين واشنطن والفلسطينيين في عهد بايدن، بعد أن تراجعت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق في عهد سلفه دونالد ترامب، الداعم القوي لإسرائيل. وزار بايدن المنطقة في 1973 قبل انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ. لكن آنذاك كانت إيران وإسرائيل حليفتين، فيما تعتبر الدولة العبرية الآن طهران أكبر تهديد لها.
مداخلة مراسلة فرانس24 في القدس
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الذي تولى مهامه قبل أقل من أسبوعين إن المحادثات “ستتركز أولا وقبل كل شيء على إيران”.
وبعد لحظات من وصول طائرة بايدن، سيعرض عليه الجيش الإسرائيلي نظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية” الذي يستخدم تقنيات الليزر المضادة للطائرات المسيرة والضرورية كما يقول لمواجهة أسطول إيران. وتشدد إسرائيل على أنها ستبذل كل ما هو ضروري لكبح طموحات الجمهورية الإسلامية النووية، كما تعارض بشدة العودة إلى اتفاق 2015 الذي تضمن تخفيفا للعقوبات عن إيران.
القدس والنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي
ووعدت تل أبيب برفع 1000 علم في أنحاء القدس للترحيب بالرئيس الأمريكي الذي لم يلغ قرار سلفه دونالد ترامب الاعتراف بالمدينة عاصمة للدولة العبرية.
في المقابل، يتطلع الفلسطينيون إلى أن تكون القدس عاصمة لدولتهم المستقبلية. وقبل الزيارة اتهموا بايدن بعدم الوفاء بتعهده استعادة الدور الأمريكي كوسيط حيادي في النزاع. وفي السياق، قال جبريل الرجوب القيادي الفلسطيني في حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس “نسمع فقط كلمات جوفاء ولا نتائج”.
وسيلتقي بايدن الرئيس الفلسطيني في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة الجمعة، لكن من غير المتوقع صدور إعلانات جريئة عن عملية سلام جديدة أي أن الزيارة ستزيد فحسب من إحباط الفلسطينيين.
وتشهد إسرائيل أيضا أزمة سياسية قبيل الانتخابات المتوقعة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، هي الخامسة في أقل من أربع سنوات.
النفط والتطبيع.. ومقتل أبو عاقلة
وشهدت العلاقات الأمريكية الفلسطينية توترا مؤخرا في أعقاب مقتل الصحافية الفلسطينية-الأميركية شيرين أبو عاقلة بالرصاص في 11 مايو/أيار أثناء تغطيتها عملية للجيش الإسرائيلي في جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وتوصلت الأمم المتحدة إلى أن أبو عاقلة قتلت برصاص إسرائيلي، وهو ما رجحته واشنطن لكنها استبعدت أن يكون ما حصل متعمدا. ونددت عائلة أبو عاقلة بنتائج التحقيق الأمريكي في وفاتها، ولم يعلق البيت الأبيض بعد على طلب العائلة لقاء الرئيس في القدس.
ويُنظر إلى زيارة بايدن للسعودية على أنها جزء من الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط التي هزتها الحرب في أوكرانيا، من خلال إعادة التواصل مع هذه الدولة المورد الرئيسي للنفط والحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة على مدى عقود.
لكن إسرائيل وسعت علاقاتها الإقليمية بدعم من الولايات المتحدة في 2020 عندما طبعت العلاقات مع دولة الإمارات والبحرين والمغرب، بعد اتفاق سلام مع الأردن في 1994 ومصر في 1979.
ولو أنه من غير المتوقع اعتراف السعودية بالدولة العبرية في المستقبل القريب، إلا أن مسؤولا إسرائيليا قال في تصريح للصحافيين طالبا عدم كشف هويته إن “زيارة بايدن إلى إسرائيل وسفره منها في رحلة مباشرة إلى السعودية يعكسان ديناميكية التطورات التي شهدتها الأشهر الأخيرة”.
وأضاف: “نأمل بأن تكون الخطوات التي نتّخذها الآن البداية، ونحن نعمل على أن تكون بداية لعملية التطبيع”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook