آخر الأخبارأخبار محلية

باسيل والخازن والرئاسة ثالثهما

كتبت غادة حلاوي في”نداء الوطن”:تتحدث مصادر مطلعة عن محاولات حثيثة بذلت لإسقاط آخر العوائق التي تحول دون عودة العلاقات بين «التيار الوطني الحر» و»تيار المردة» إلى سابق صفائها. وشكلت زيارة النائب الخازن إلى اللقلوق فاتحة لسلسلة مرشحة للتواصل بوتيرة مكثفة، علماً ان هذه الزيارة هي حاجة للخازن لفك عزلته الكسروانية، وأن اختياره فتح الخطوط مع التيار، تم على قاعدة «الكحل أفضل من العمى»، لأن لا «حيط عمار» بينه وبين «القوات اللبنانية» حالياً.في ميزان الحليف المشترك اي «حزب الله» فإن ثمة تقاطع مصالح بأن تعود المياه إلى مجاريها بين الحليفين المسيحيين اي المردة والتيار الوطني الحر وضمن هذا الاطار اندرجت الإشارات الكلامية الإيجابية التي أطلقها باسيل إلى سليمان فرنجية، خصوصاً بعد لقائهما في ضيافة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، وعلى اثر الانتخابات النيابية الأخيرة، إلا أن ذلك بقي في إطار الكلام الذي لم يترجم الى واقع بعد. زيارة الخازن لباسيل تفتح على هدفين، تزخيم حضور الخازن السياسي، ودوره في تدوير الزوايا بين مكونين مسيحيين أساسيين على عتبة الاستحقاق الرئاسي وهو الذي تربطه علاقة عائلية تاريخية مع بكركي.منذ فترة ليست بعيدة يتصرف رئيس تيار المردة وكأنه بات على قاب قوسين أو أدنى من القصر الرئاسي. وفي اعتقاده أن الأجواء الاقليمية والدولية تصبّ في صالحه ما لم يحصل أي طارئ وان «حزب الله» سيفي بوعد أمينه العام لا محالة. الرئاسة التي تذوّق طعمها لدقائق معدودة قبل ست سنوات سيكون لوجوده خارجها اليوم تداعياتها على اكثر من جبهة وأهمها علاقته مع «حزب الله».

يحرص تيار المردة على هندسة علاقته مع باسيل متحسباً للاستحقاق الانتخابي. تشكل علاقة كهذه ممراً طبيعياً الى قصر الرئاسة وضرورة ملحة شرط ان تكون على أسس متينة واضحة لا تلغي اي طرف ما يفسر على انه بداية اتفاق او تفاهم على آفاق المرحلة المقبلة بالتفاهم على سلسلة ملفات اساسية في البلد وقطع الطريق على أي ترشيحات محتملة.وتقول أوساط متابعة للملف الرئاسي إن «حزب الله» يتعاطى بصبر وتأنٍّ شديدين مع هذا الملف، ويحاذر طلب الشيء قبل أوانه، وهو يعمل على طمأنة باسيل، وتعزيز التحالف معه، وتقديم كل الضمانات التي تحصن مستقبله السياسي بعد مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا في الحادي والثلاثين من تشرين الأول المقبل. والحزب ينصح باستمرار فرنجية بعدم القيام بـ»دعسة ناقصة» غير متعمدة، تكون من نتائجها عودة العلاقة بين «الوطني الحر» و»المردة» إلى المربع الأول، إن لم يكن إلى نقطة الصفر.ورئاسياً، ثمة من يخشى، ولأسباب مفاجئة وغير محسوبة، أن يتكرر في مواجهة ترشيح فرنجية «السيناريو» الذي ووجه به مخايل الضاهر في ايلول 1988، عندما اجتمع ميشال عون وسمير جعجع، على ما كان بينهما من حسابات دامية ومواجهات – على رفض ترشيح نائب عكار يومها، وقد تحديا التوافق الأميركي- السوري، ورسالة الإنذار التي وجهها الموفد الأميركي يومذاك: «مخايل الضاهر أو الفوضى» وكان ما كان من تطورات قادت لاحقاً إلى الطائف.
منذ اليوم وقبل نهاية عهد ميشال عون كرّس باسيل نفسه لاعباً رئاسياً. لقاؤه مع الخازن يعد باكورة اللقاءات والحبل على الجرار.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى