“مفاجآت”.. ماذا سيكشف نصرالله في خطابه غداً؟
على مدى العامين الماضيين، شاء الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله أن تأتي خطاباته المُرتبطة بذكرى حرب تمّوز 2006، خلال منتصف شهر آب الذي كان شاهداً على نهاية تلك الحرب، ومتوّجاً لـ”ذكرى الإنتصار”.
إلا أنه في العام الحالي، ما يظهر بشكل واضح وجليّ هو أنّ الأمور اختلفت تماماً، إذ بات العصبُ مشدوداً باتجاه ما سيحمله نصرالله من رسائل في ظلّ التطورات الراهنة، شواء على الصعيد السياسي الداخلي أو على صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية وما ترافق معه من قضايا مؤخراً أبرزها تلك المتعلقة بـ”مسيّرات حزب الله” التي حلّقت صوبَ حقل كاريش المُتنازع عليه بين لبنان والعدو الإسرائيلي.
ما يظهر هو أنّ تأجيل نصرالله لخطاباته أكثر من ذلك سيزيدُ من الأجواء المتشنجة على صعيد ملف ترسيم الحدود باعتبار أن الأمور ما زالت مُعلّقة بين “حرب و سِلم”. ولهذا، ما يبدو تماماً هو أنّ نصرالله شاء الكشف عن آخر المعطيات لديه بشأن ملف الحدود الذي يتصدّر المشهد، فقرّر أن يُطل يوم غدٍ الأربعاء لإسداء رسائل جديدة في أكثر من اتجاه.
عملياً، فإن إطلالة نصرالله المُرتقبة تحملُ في طياتها الكثير من الدلالات، إذ أن ما سيقوله الأخير سيشكل نقطة تحوّل مهمة في ملفات عديدة، لاسيما على صعيد ترسيم الحدود أو على صعيد استحقاق رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة.
من دون أدنى شك، شكّل تعاطي “حزب الله” مع ملف ترسيم الحدود مادة دسمة للنقاش على الصعيد السياسي الداخلي من جهة، وعلى الصعيد السياسي الإسرائيلي من جهة أخرى، في حين أن “المُسيّرات” التي أطلقها الحزب باتجاه حقل كاريش ساهمت في خلط الأوراق بقوة سواء لناحية تحركّات إسرائيل في البحر بشأن الغاز، او لجهة عزم الأخيرة على شنّ أي عدوان على لبنان في حال لجأ الحزبُ إلى خيار القوّة معها في البحر، وألزمها بوقف التنقيب عن الغاز في حقل مُتنازع عليه.
ماذا سيتضمّن خطاب نصرالله؟
فعلياً، فإنّ خطاب نصرالله يتقاطع مع زيارة مهمّة ستشهدها المنطقة يوم الخميس، فالرئيس الأميركي جو بايدن سيزور إسرائيل حيثُ سيلتقي عدداً من السياسيين هناك، قبل الإنتقال إلى المملكة العربية السعودية.
حتماً، ما يكشفه سياق الأحداث هو أنّ خطاب نصرالله لن يغيب عن تلك الزيارة التي تُشكل منعطفاً غير عادي في المنطقة. فمن جهة، سيكون لنصرالله تعليق عليها، ومن جهة أخرى سيتحدث عن آثارها والدلالات المرتبطة بها وتأثيرها على المنطقة ككل.
مع هذا، فإنّ مُصادفة خطاب نصرالله لبداية حرب تمّوز يحمل إشارة إلى “التحدّي”، ودلالة على أن “منطق المواجهة” ما زال قائماً، وأن “حزب الله” مستعدّ لخوض مواجهة مماثلة لا بل أقوى من تلك التي شهدتها المنطقة في تمّوز عام 2006، وذلك في حال قرّرت إسرائيل التمادي في ملف الغاز في حقل كاريش، واستمرّت بالتنقيب عن الغاز وصولاً إلى ضخّه في أيلول المقبل، بحسب ادعاءاتها.
تقول مصادر مقرّبة من “حزب الله” لـ“لبنان24” إنّ “رسالة نصرالله ستكون واضحة: ممنوع على الإسرائيليين البدء باستخراج الغاز من كاريش قبل إنهاء مسألة الحدود البحرية وحسم مسألة خطوط الترسيم وفق ما تطلبه الحكومة اللبنانية”.
وتضيف: “سيكون لنصرالله موقف حازم وحاسم بشأن تلك القضية، إذ سيؤكد ويجدّد على أن الحزب ملتزمٌ بما تقرره الدولة اللبنانيّة على هذا الصعيد، لكنه في الوقت نفسه سيؤكد أن حزب الله لن يقف مُتفرجاً عند أي اعتداء أو تجاوزٍ تقوم به إسرائيل بحقّ لبنان”.
بحسب المصادر، فإن نصرالله سيتطرّق إلى ملف “المُسيّرات” التي أطلقها “حزب الله” قبل أسبوعين، ومن المتوقع أن يتحدث عن “مفاجآت عسكرية” مرتبطة بالحزب، في حين أنه قد يكشف عن نمط عمل تلك المُسيّرات ووظيفتها ويعلّق على ما أثير بشأنها من تحليلات على أكثر من صعيد.
مع هذا، تلفت المصادر إلى أنّ نصرالله سيكون له كلمة بشأن الموقف الرسمي اللبناني بشأن “المُسيّرات”، كما سيتحدث عن الوساطة الأميركية وآفاقها والحدود التي وصلت إليها، في حين أنه قد يستطرد باتجاه المساعي التي بذلتها إسرائيل مع فرنسا للتدخل مع لبنان بشأن ملف ترسيم الحدود البحريّة.
كذلك، أوضحت المصادر إن نصرالله قد يتحدث أيضاً عن ملف الحكومة وما يرتبطُ به من تطوّرات، كما أنه قد يفتح باب النقاش بشأن ملف انتخابات رئاسة الجمهورية وما يرتبط بها من تطوّرات سياسية.
في خلاصة الحديث، سيرسمُ خطاب نصرالله ملامح المشهد خلال الفترة المقبلة، وسيسلط الضوء على ملفات عديدة داخلية، في حين أن الأمر الأهم هو ما سيحمله الخطاب من رسائل عسكريّة ينتظرها الإسرائيليون بفارغ الصبر لمعرفة قياس تحركاتهم واحتسابها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook