آخر الأخبارأخبار دولية

ضغوط على جو بايدن قبل زيارته لإسرائيل


نشرت في: 12/07/2022 – 16:46

يصل الرئيس الأمريكي الثلاثاء إلى إسرائيل في مستهل أول رحلة له إلى الشرق الأوسط منذ توليه منصبه، قبل التوجه إلى السعودية، وهي خطوة حساسة أثارت انتقادات كثيرة. ويخاطر بايدن خلال زيارته للدولة العبرية بالتورط في قضية مقتل الصحافية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة في 11 أيار/مايو الماضي.

من المقرر أن يسافر جو بايدن الثلاثاء 12 تموز/يوليو في أول رحلة إلى الشرق الأوسط منذ انتخابه، ما يكسبها أهمية خاصة ويجعلها محل متابعة خاصة من قبل المراقبين في المنطقة. ومن المنتظر أن يقضي الرئيس الأمريكي الفترة من 13 إلى 15 تموز/يوليو في إسرائيل، المحطة الأولى في جولته، حيث سيكون تعميق تطبيع العلاقات بين الدولة العبرية وبعض الدول العربية، وتعزيز التعاون الإقليمي ضد إيران، على جدول محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد.

لكن بايدن يبدأ رحلته في الشرق الأوسط وهو تحت ضغط عال، إذ يجد نفسه محاصرا في قضية اغتيال الصحافية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة في 11 أيار/مايو.

قُتلت مراسلة قناة الجزيرة في الأراضي الفلسطينية، وهي ترتدي سترة واقية من الرصاص مكتوبا عليها “صحافة” وترتدي خوذة واقية، أثناء تغطيتها لعملية عسكرية إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية المحتلة.

هذه القضية، الحساسة للغاية من الناحية الدبلوماسية لإدارة بايدن، تخاطر بتلطيخ زيارته لحليفه الإسرائيلي. ليس فقط بسبب الانفعال والغضب اللذين سببتهما الوفاة المأساوية لشيرين أبو عاقلة في المنطقة وفي الأوساط الصحافية، ولكن أيضا وقبل كل شيء لأن الصحافية التي عرفت بشجاعتها وحرفيتها هي مواطنة أمريكية.

عائلة أبو عاقلة تتحدث مباشرة إلى جو بايدن

ومن خلال التأكيد على هذه النقطة بالتحديد، فإن عائلة الصحافية، التي ارتقت إلى مرتبة الأيقونة الفلسطينية منذ مقتلها، توجهت للرئيس الأمريكي بشكل مباشر في رسالة مفتوحة نشرت في 8 تموز/يوليو.

رسالة تقول فيها إنها “حزينة وغاضبة وتشعر بالخيانة بسبب الرد المرير” من واشنطن على ظروف وفاة الصحافية.

والواقع أن أقارب شيرين أبو عاقلة لا يزالون غاضبين على وزارة الخارجية التي أشارت في 4 تموز/يوليو، إلى أن التحليل الأمريكي للرصاصة التي قتلت مراسلة الجزيرة والتي قالت إنها “متضررة بشدة”، لم تتوصل إلى نتيجة نهائية فيما يتعلق بمصدر إطلاقها.

يؤكد أنطون أبو عاقلة، شقيق شيرين، في الرسالة التي وقعها نيابة عن عائلته، أن “تصرفات إدارتكم تظهر نية واضحة لتقويض جهودنا من أجل العدالة”، متهما الولايات المتحدة بأنها تريد “تبرئة القوات الإسرائيلية” على الرغم من أن “جميع الأدلة الموجودة تشير إلى أن شيرين، المواطنة الأمريكية، كانت ضحية إعدام خارج نطاق القضاء”.

وفي حين خلص الخبراء الأمريكيون إلى أن شيرين أبو عاقلة كانت “على الأرجح” ضحية رصاصة أطلقت من موقع إسرائيلي، إلا أنهم أضافوا أنه ليس لديهم “سبب” للاعتقاد بأنها كانت طلقة متعمدة.

وفي ختام النص الموجه أيضا إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، دعت العائلة الرئيس بايدن للقائها أثناء زيارته للمنطقة من أجل “الاستماع مباشرة إلى همومها ومطالبها بالعدالة”.

كما دعت سيد البيت الأبيض إلى تزويدها بـ”جميع المعلومات التي جمعتها إدارته حتى الآن بشأن مقتل شيرين”، وحثت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي على التحقيق في “إعدام شيرين خارج نطاق القضاء”.

وختاما قالت: “أخيرا، ومن البديهي، نتوقع أن تدعم إدارة بايدن جهودنا للعثور على المسؤولين (عن الجريمة) وتحقيق العدالة لشيرين”.

رئيس تجاوزته السياسة الواقعية

لقيت رسالة الأسرة، التي آلمها أيضا فحص الرصاصة القاتلة من قبل الجيش الإسرائيلي، بعد موافقة السلطة الفلسطينية على تسليمها للسلطات الأمريكية فقط، بعض الصدى في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، التي سارعت إلى تناقلها والتعليق عليها.

فيقول إياد البغدادي، وهو ناشط مؤيد للديمقراطية من أصل فلسطيني يتمتع بتأثير وشهرة نسبية منذ انطلاق انتفاضات الربيع العربي عام 2011، على موقع تويتر “جميع المواطنين الأمريكيين متساوون أمام القانون، باستثناء الأمريكيين العرب. يمكن قتلهم على يد حلفاء الولايات المتحدة (مثل إسرائيل) أو اختطافهم واحتجازهم كرهائن من قبل حلفاء الولايات المتحدة (مثل المملكة العربية السعودية) وستبتسم الإدارة الأمريكية برضى وتصافح المجرمين”.

وما زاد إحراج البيت الأبيض، هو أن القضية اتخذت منحى سياسيا في الولايات المتحدة بعد قيام مسؤولين منتخبين من الحزب الديمقراطي باستجواب الرئيس بايدن قبل مغادرته إلى إسرائيل.

فقد نشرت النائبة الأمريكية من أصل فلسطيني رشيدة طليب بيانا في 8 تموز/يوليو، دعت فيه إلى “تحقيق جنائي مستقل بعيدا عن أي اعتبار سياسي أو تأثير للحكومات الأجنبية في اغتيال شيرين أبو عاقلة”.

شجبت المسؤولة المنتخبة، التي خاضت معركة كلامية معروفة مع الدولة العبرية في آب/أغسطس 2019 بعد رفض دخولها إلى الأراضي الإسرائيلية، “رسالة” الإفلات من العقاب التي أعادت إدارة بايدن إرسالها، وهو ما تبناه أكثر من 80 عضوا في الكونغرس كتابة، مطالبين بفتح مثل هذا التحقيق.

وكان من بين الموقعين النواب ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وجمال بومان، وإلهان عمر، وكوري بوش، وآخرون.

وقالت طليب في ختام بيانها إنه “يجب على الرئيس بايدن عند لقائه القادم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، الحصول على أسماء الجنود المسؤولين عن مقتل شيرين، وكذلك قائدهم، حتى تتمكن وزارة العدل من محاكمة هؤلاء الأفراد بشكل كامل على جرائمهم”.

وتأتي هذه الضغوط لتزيد من حرج موقف الرئيس الأمريكي الذي يتعرض مسبقا لانتقادات شديدة في بلاده بسبب المحطة التالية في زيارته، وهي المملكة العربية السعودية التي سيصلها الجمعة. الرياض شريك تاريخي للولايات المتحدة في المنطقة، أعلن بايدن خلال حملته الانتخابية أنه ينوي التعامل معها كدولة “منبوذة” بسبب اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في تشرين الأول/أكتوبر 2018.

وفي إشارة إلى انزعاج البيت الأبيض، وجد جو بايدن نفسه مضطرا لتبرير لقائه المرتقب مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في عمود نشرته صحيفة واشنطن بوست في 9 يوليو/تموز.

هذا بعدما رفع هو نفسه في شباط/فبراير 2021 السرية عن تقرير من أجهزة المخابرات الأمريكية خلص إلى أن بن سلمان قد “صادق” على العملية التي تهدف إلى “القبض على أو قتل” الصحافي الذي كان مقيما في الولايات المتحدة وكاتب عمود لنفس اليومية الأمريكية.

وقال بايدن في عموده “أعلم أن العديد من الناس لا يتفقون مع قراري بالذهاب إلى المملكة العربية السعودية. آرائي حول حقوق الإنسان واضحة وقديمة، والحريات الأساسية دوما على جدول الأعمال عندما أسافر للخارج، كما سيكون الحال خلال هذه الرحلة، وسيكون الحال نفسه في إسرائيل والضفة الغربية”.

 

النص الفرنسي مارك ضو/ اقتباس: فؤاد حسن


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى