آخر الأخبارأخبار محلية

دقّ الميّ بتبقى ميّ… هذه هي حال بعض المتهوّرين سياسيًا

ما يحاول أن يقوم به بعض المتهّورين سياسيًا هذه الأيام يشبه إلى حدّ كبير كلمات أغنية “دقّ الميّ بتبقى ميّ”. والمقصود أن من لم يتعّلم من تجارب السنوات الست الماضية وما حملته من مآسٍ طاولت الجميع، لن يتعّلم مما تبقّى من عِبَر الأشهر الأربعة الأخيرة. 

مشكلة هذا البعض أنه لا يريد أن يصدّق أن “نجمه” بدأ يأفُل، وأن ما لم يستطع أن يحقّقه على مدى سنوات، بالتلطي وراء الآخرين، لن يستطيع الوصول إليه في أشهر. وهذا ما يجعل بعض تصرفاته تمامًا كلعبة الصبية عندما يلعبون “أنا أعمى ما بشوف أنا ضرّاب السيوف”. وفي النهاية لا يصيب إلا نفسه، لأنه هو الوحيد المغمّضة عيناه فيما باقي اللاعبين مفتّحين، ويعرفون بالتالي كيف عليهم أن يتجنّبوا ضرباته العشوائية. 

ما إن قدّم الرئيس المكّلف نجيب ميقاتي تشكيلته السريعة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد أقّل من 24 ساعة على إنتهاء إستشاراته النيابية غير الملزمة حتى “غرقت” الساحة الإعلامية بموجة من التسريبات، بدءًا بتسريب مسدودّة التشكيلة، وهي بخط الرئيس ميقاتي شخصيًا لإعتبارات عدة. وفي ذلك دلالة إلى أن لا علم لأحد من المقربين منه بهذه التشكيلة، أو في شكل أوضح لمنع تسريبها في أي شكل من الأشكال عن طريق الخطأ التقني. 
بعض المحللين والمتابعين السياسيين رأوا في خطوة الرئيس ميقاتي غير المسبوقة “ضربة معلم”، وذلك نظرًا إلى حرصه على السباق مع الوقت، والإستفادة من كل لحظة قبل فوات الآوان، بإعتبار أن لبنان لا يملك ترف هذا الوقت، وأن كلفة كل يوم يمرّ من دون حكومة أصيلة هي كلفة باهظة جدًّا. 
وحيال هذه الإيجابية من قِبَل ميقاتي لم يرَ هذا البعض سوى الإمعان في السير بسياسة “محاربة طواحين الهواء”، وكأنه لا يستطيع أن يغمض عينيه قبل أن يقرأ بعضًا من  صفحات كتاب “دون كيشوت”، وهي رواية للأديب الإسباني ميغيل دي ثيربانتس سابيدرا، نشرها على جزئين بين أعوام 1605 و1615.  

فالتسريب المعيب في حقّ المسرّب قبل ان يكون في حقّ من كان المقصود بهذا التسريب تلته تسريبات أقّل ما يُقال فيها أنها تشبه حال الغريق، الذي كلما زاد من “البلعطة” كلما إرتفعت نسب غرقه، حيث تصبح عملية إنقاذه شبه مستحيلة. 
آخر البدع التي سمعها الموطنون من بعض السياسيين “الهواة” أن رئيس الحكومة لا ينطق بإسم الحكومة. لهؤلاء نحيلهم إلى المادة  64 المعدلة بالقانون الدستوري الصادر في 21/9/1990، والتي تنص على أن “رئیس مجلس الوزراء هو رئیس الحكومة یمثلها ویتكلم باسمها ویعتبر مسؤولاً عن تنفیذ السیاسة العامة التي یضعها مجلس الوزراء”. 
لهؤلاء “الهواة” ولغيرهم ممن تستهويهم المماحكات و”الحركشات” لا يمكن إلا القول وبالمختصر المفيد إن المراهنات الخاطئة لم تفد اللبنانيين في شيء، ولن تفيدهم لا حاضرًا ولا مستقبلًا. 
فإذا كان هذا البعض يريد فعلًا أن يكون للبنان حكومة تقوم بما عليها أن تقوم به من خطوات عاجلة وسريعة وملحة قبل أن تدخل البلاد في أجواء الإستحقاق الإنتخابي الرئاسي فما عليهم سوى ترك المعنيين بالتشكيلة الحكومية، أي رئيس الجمهورية والرئيس المكّلف، يتصافيان بهدف تقريب المسافات بينهما للخروج بصيغة حكومية من شأنها أن تؤّمن المصلحة الوطنية قبل أي مصلحة أخرى. 
أمّا ما عدا ذلك فهو فصل من فصول إتقان لعبة “محاربة طواحين الهواء”. 
 
 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى