آخر الأخبارأخبار دولية

تحليل ادعاءات موالية لروسيا حول عدم استهدافه مباشرة

نشرت في: 29/06/2022 – 19:46آخر تحديث: 04/07/2022 – 14:58

منذ الهجوم الروسي على مركز تجاري في مدينة كريمنتشوك يوم 27 حزيران/ يونيو، يتم تداول معلومات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي. وتؤكد موسكو أنها لم تكن تستهدف المركز التجاري بل مستودع ذخائر بالقرب منه. لكن النيران اشتعلت في المركز التجاري. ودائما حسب السلطات الروسية، فإن المركز التجاري لم يكن مفتوحا في وقت القصف. ولكن دلائل يمكن الحصول عليها من المصادر المفتوحة عبر الإنترنت تدحض هذه الادعاءات.

علمية التحقق في سطور 

  • تؤكد وزارة الدفاع الروسية، مدعومة من حسابات موالية لموسكو في وسائل التواصل الاجتماعي، أن مركز “أمستور” التجاري في مدينة كريمنتشوك اشتعل بعد قصف استهدف مخازن أسلحة قريبة منه. وحسب موسكو، فإن المركز التجاري لم يكن مفتوحا للزبائن ولكن صور الأقمار الصناعية تظهر عكس الرواية الروسية. 
  • حسب عدة صورة مقتطفة من الفيديو، فإن المركز التجاري الذي تضرر بسبب الغارات الروسية على مدينة كريمنتشوك كان مغلقا منذ نحو عام. وبفضل فواتير الشراء من المركز ومقاطع فيديو، من الممكن تأكيد أن المركز التجاري كان في الحقيقة مفتوحا للعموم. 

عملية التحقق بالتفصيل 

دمر قصف روسي مركزا تجاريا في مدينة كريمنتشوك وسط أوكرانيا يوم 27 حزيران/ يونيو ما أدى إلى مقتل 18 شخصا وخلف أربعين مفقودا حسب تأكيد الحكومة الأوكرانية. 

وحسب السلطات الروسية، فإن قصف قواتها استهدف مخازن أسلحة وليس المركز التجاري. 

في 28 حزيران/ يونيو، نشرت وزارة الدفاع الروسية تصريحا عن الموضوع. ولا تنفي فيه موسكو تنفيذها لقصف صاروخي في مدينة كريمنتشوك وأقرت بتضرر المركز التجاري من القصف. لكنها أكدت في المقابل أن المركز التجاري كان “خارج الخدمة” وأنه تضرر من حريق بسبب القصف الذي استهدف مستودع أسلحة بالقرب منه. 

وتم نشر هذا التصريح على حساب السفارة الروسية بالمملكة المتحدة على تويتر وحصد أكثر من 1000 علامة إعجاب. 

تغريدة السفارة الروسية بالمملكة المتحدة على تويتر قدمت فيها الرواية الروسية بشأن الهجوم على مدينة كريمنتشوك. حساب السفارة الروسية في المملكة المتحدة على تويتر.

وتم إعداد الصورة التي عرضتها السفارة الروسية من قبل موقع “وور أون فايكس” WarOnFakes وهو موقع يدعي أنه يتحقق من الأخبار الكاذبة التي تنشرها وسائل الإعلام الأوكرانية ولكنه في الحقيقة يعتبر موقع في خدمة الدعاية الروسية حسب تأكيد وسائل إعلام فرنسية متخصصة في التحقق من الأخبار الكاذبة. 

وحسب هذه الصور، فقد استهدف صاروخان مصنعا لآلات تخطيط الطرق في مدينة كريمنتشوك ومحطة لتنظيم السلع بالقرب منه. ولم يتم استهداف المركز التجاري مباشرة ولكن النيران اشتعلت داخله بعد الهجوم على الموقعين المذكورين سابقا. 

ويظهر مقطع فيديو نشر على تويتر في 28 حزيران/ يونيو والتقطته كاميرات المراقبة الواقعة في حديقة “ميسكي” شمال المصنع والمركز التجاري وكانت الكاميرات موجهة إلى هذين الموقعين. 

في المقطع المصور، تتوجه كاميرا المراقبة بالتحديد إلى جنوب المصنع. وقمنا بتحديد إحداثيات الموقع الجغرافية بفضل تطبيق “غوغل ستريت فيو” Google Street View. 

الإحداث الجغرافية لموقع كاميرا المراقبة المتوجهة إلى المصنع عبر تطبيق "غوغل ستريت فيو" Google Street View.

الإحداث الجغرافية لموقع كاميرا المراقبة المتوجهة إلى المصنع عبر تطبيق “غوغل ستريت فيو” Google Street View. مراقبون

على هذه الصورة المقتطفة من الشاشة من تطبيق "خرائط غوغل"، تقع كاميرا المراقبة على مستوى النقطة الوردية في الأسفل على اليسار، فيما يوجد معمل آلات تخطيط الطرقات في مدينة كريمنتشوك داخل الإطار الأحمر فيما يقع مركز "أمستور" التجاري داخل الإطار الأزرق.

على هذه الصورة المقتطفة من الشاشة من تطبيق “خرائط غوغل”، تقع كاميرا المراقبة على مستوى النقطة الوردية في الأسفل على اليسار، فيما يوجد معمل آلات تخطيط الطرقات في مدينة كريمنتشوك داخل الإطار الأحمر فيما يقع مركز “أمستور” التجاري داخل الإطار الأزرق. © مراقبون

من الثانية 34 إلى غاية الثانية 39 من المقطع المصور الموجود أعلاه نرى سحابة ( مؤطرة باللون الأحمر في الصورة الملتقطة من الشاشة الموجودة أدناه). 

سحابة دخان ظاهرة في مقطع الفيديو (مؤطرة باللون الأحمر).

سحابة دخان ظاهرة في مقطع الفيديو (مؤطرة باللون الأحمر). مراقبون

وبعد الثانية 39 في الفيديو، يبدو أن صاروخا ثانيا سقط في مكان أقرب بكثير من الكاميرات مع النيران الظاهرة في الفيديو ويبدو أنها النيران كانت في مصنع آلات تخطيط الطرق. 

لحظة الانفجار كانت واضحة في مقطع الفيديو الذي التقطته كاميرا المراقبة.

لحظة الانفجار كانت واضحة في مقطع الفيديو الذي التقطته كاميرا المراقبة. مراقبون

ويمكن أن نستخلص من دراسة إحداثيات كاميرا المراقبة الجغرافية والموقعين اللذين استهدفهما القصف الروسية أن سحابة الدخان الموجودة شرقا هي التي صعدت من المركز التجاري. 

وأرسلت شركة “بلانيت Planet” المتخصصة في توفير صور الأقمار الصناعية، لفريق تحرير مراقبون فرانس24 صورا تم التقاطها بتاريخ 28 حزيران/ يونيو أي غداة القصف الروسي وتظهر موقعي سقوط الصاروخين. 

ومثل ما توضحه وسيلة الإعلام المتخصصة في التحقق من الأخبار الكاذبة “بيلينغكات Bellingcat”، يمكن لنا أن نرى في الصورة التي وفرتها شركة “بلانيت” أن المركز التجاري قد تضرر من القصف. 

كما نلاحظ أيضا الخسائر التي تسبب بها القصف على مصنع آلات تخطيط الطرق. 

صورة التقطتها الأقمار الصناعية وأرسلتها شركة بلانيت لفريق تحرير مراقبون والتقطت في 28 حزيران/ يونيو وتظهر الخسائر التي تسبب بها القصف الصاروخي.

صورة التقطتها الأقمار الصناعية وأرسلتها شركة بلانيت لفريق تحرير مراقبون والتقطت في 28 حزيران/ يونيو وتظهر الخسائر التي تسبب بها القصف الصاروخي. بلاينت لابس بي بي سي Planet Labs PBC.

لكن في المقابل، تظهر خسائر قليلة في المنطقة الواقعة بين نقطتي القصف. كما لا تظهر صورة شركة “بلانيت” أي مؤشر للدمار في محطة إعداد السلع المحاذية للمصنع في مدينة كريمنتشوك والواقعة شرق مركز “أمستور” التجاري، حسب تأكيد السلطات الروسية. 

ويبدو أن المركز التجاري تعرض لاستهداف مباشر بالقصف وذلك باعتبار غياب أي دليل على سقوط صاروخ في المنطقة المحيطة به. 

وحسب المعطيات المتوفرة يبدو أن الصاروخ الأول قد أصاب في البداية المركز التجاري في كريمنتشوك مثل ما يؤكده مقطع الفيديو قبل أن يستهدف الصاروخ الثاني مصنع آلات تخطيط الطرق على بعد كيلومتر واحد من المركز التجاري. 

زد على ذلك أن مقطع الفيديو الذي نشره مستشار الرئاسة الأوكرانية في 28 حزيران/ يونيو يظهر الصاروخ الأول بصدد الاقتراب من المركز التجاري ومن ثم ينفجر فوقه. والتقطت الكاميرا المشهد بالقرب من المركز التجاري وبالتحديد في مساحة تخزين يوجد بها صهاريج ونباتات. وتمكنا من تحديد الإحداثيات الجغرافية للموقع هنا حيث نرى أن الكاميرا كانت مصوبة نحو المركز التجاري وتظهر برج المراقبة (باللون الأزرق) وبرجا آخر أفقيا (باللون الأخر) وجزءا من المركز التجاري (باللون الأحمر). 


بفضل تطبيق "غوغل إيرث"، يمكن لنا تحديد الموقع الجغرافي لكاميرا المراقبة التي كانت مصوبة نحو المركز التجاري.

بفضل تطبيق “غوغل إيرث”، يمكن لنا تحديد الموقع الجغرافي لكاميرا المراقبة التي كانت مصوبة نحو المركز التجاري. مراقبون

العناصر الظاهرة في مقطع الفيديو تساعد في تحديد موقعه الجغرافي بدقة.

العناصر الظاهرة في مقطع الفيديو تساعد في تحديد موقعه الجغرافي بدقة. مراقبون

حسب الجيش الأوكراني، فقد تم استهداف المركز التجاري بصواريخ روسية من طراز إكس – 22 التي أطلقتها طائرات مقاتلة من طراز TU-22M3 والتي أُطلقت من القاعدة الجوية شايكوفكا الموجودة في منطقة كالوغا الروسية. 

هل كان المركز التجاري “خارج الخدمة” لحظة القصف الروسي؟ 

ادعى عدد كبير من الحسابات الموالية لروسيا في تويتر أن الهجوم المفترض ليس سوى مسرحية دعائية من طرف أوكرانيا على غرار ما قيل في هذه التغريدة على تويتر في 27 حزيران/ يونيو والتي يؤكد صاحبها أن المركز التجاري كان خارج الخدمة منذ مدة. فيما نشر مستخدمون آخرون صور شاشة لساعات عمل المركز التجاري الموجودة على غوغل، حيث كُتب أن مركز أمستور التجاري مغلق بالكامل. وبالنسبة إلى أصحاب هذه الحسابات، فإن ذلك يعد دليلا على عدم وجود مدنيين داخل المركز. 

لكن هذه المعلومات ليس لها أساس من الصحة. 

ومثل ما يؤكد موقع بيلينغكات، فقد نشرت قناة على تطبيع تلغرام مهتمة بأخبار مدينة كريمنتشوك صورة ملتقطة من الشاشة يبدو أنها تظهر رسالة صادرة بتاريخ 23 حزيران/ يونيو في مجموعة دردشة على تلغرام للعاملين في مركز “أمستور” التجاري. وتشير الرسالة المكتوبة باللغة الروسية إلى أن محلات المركز تواصل عملها من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الساعة التاسعة ليلا مثل المعتاد رغم صفارات الإنذار المنبهة من إمكانية حدوث قصف جوي. 

وتأكيدا لما توصل له موقع بيلينغكات، نشر عدد كبير من الحسابات على تويتر صورا لفواتير مشتريات تثبت أن المركز التجاري كان مفتوحا قبل ساعات من القصف الروسي على غرار هذا المنشور بتاريخ 27 حزيران/ يونيو الذي يظهر فاتورة مشتريات من المركز التجاري في اليوم ذاته. 

فيما أعلنت محلات تجارية بالمركز أنه تم نقل عدد من عمالها إلى المستشفى بعد إصابتهم بجروح. 

ونشرت قنوات على تطبيق تلغرام رسائل تعطي معلومات عن أشخاص بقوا في عداد المفقودين في الساعات التي تلت الضربة الجوية. 

وعلى يوتيوب، تم نشر مقطع فيديو للمركز التجاري في يوم 27 حزيران/ يونيو. ويظهر المقطع عائلة تتبضع داخل المركز التجاري. 

ومثل ما تؤكده وسيلة الإعلام الإيطالية للتحقق من الأخبار الكاذبة “أوبن Open”، نرى في الساعة الخامسة وست دقائق ملصق على كيس مشتريات من المركز بتاريخ 26 حزيران/ يونيو وتؤكد أن المركز كان مفتوحا قبل يوم واحد من القصف الصاروخي الروسي. 

بالمحصلة، تؤكد الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وتقارير مصورة لصحافيين حاضرين على عين المكان أن المركز التجاري كان مفتوحا ويقصده زبائن، كما أنه كان من الواضح أن المركز التجاري تعرض لاستهداف مباشر عكس ما أكدته السلطات الروسية. 

//platform.twitter.com/widgets.jshttps://platform.instagram.com/en_US/embeds.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى