“حزب الله” ورسالة المسيّرات فوق كاريش: “الأمر لي”
بيان «حزب الله» اعقبه اتصال من الوسيط الاميركي برئيس الحكومة نجيب ميقاتي ونائب رئيس مجلس النواب بو صعب لاستيضاح موقف لبنان. كان الوسيط الاميركي صريحاً في ان خطوة كهذه ستعيد المفاوضات الى الوراء. وطلبت السفيرة الاميركية موقفاً لبنانياً رسمياً حيال خطوة «حزب الله» لكن المسؤولين في لبنان حاولوا تطويق التداعيات قدر المستطاع. أتى كل ذلك بينما كان لبنان تسلم من السفيرة شيا الرد الاسرائيلي على المقترحات اللبنانية، والتي جاءت بدورها كرد على المقترحات التي حملها الوسيط الاميركي من اسرائيل قبل ان تصل باخرة التنقيب الى حقل كاريش. ويرفض الجواب الاسرائيلي اقتراح كاريش كاملاً مقابل قانا كاملاً. يقع الجواب في اربع نقاط اساسية يقول ملخصها ان اسرائيل واميركا ترحبان بموقف لبنان بطي ملف الخط 29 وعدم التطرق اليه نهائياً، والمقايضة بين كاريش وقانا مرفوضة اي كاريش كاملاً مقابل قانا كاملاً مع خط متعرج، واذا اراد لبنان بحث موضوع الحقول المشتركة في قانا فنحن مستعدون للتفاوض بشأنها. والنقطة الاخيرة تلك تلخص الاقتراح الذي سبق وتقدم به هوكشتاين ويقضي بان تتولى شركة اميركية توزيع الحصص ما بين لبنان واسرائيل، ولمّحوا الى انهم ما زالوا بعيدين عن كاريش فعلياً، ولم يقتربوا من الحدود اللبنانية المتنازع عليها. الرد الاسرائيلي الذي اعتبره البعض في لبنان مريحاً عاجل «حزب الله» الى الرد عليه بطريقته ليؤكد استحالة التخلي عن حقل كاريش لصالح اسرائيل وأن أي تنازل عن حق لبنان غير ممكن.ورسالة «حزب الله» وان كانت استطلاعية غير عسكرية، لكنها كفيلة بان تفرمل المفاوضات الحدودية وتعيدها الى نقطة الصفر، او سيصار الى تجاوزها طالما انها استطلاعية ولاسرائيل سوابق بالجملة حيث ان طائراتها الاستطلاعية لا تغادر الاجواء اللبنانية. منذ بعث «حزب الله» برسالته والموضوع قيد المعالجة حيث من المتوقع ان يعمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبو صعب على تطويق ذيول الموضوع، ومحاولة استئناف المشاورات بشأن ما حملته السفيرة شيا موفدة من هوكشتاين والمتعلق بالرد الاسرائيلي. على ان يكون اليوم مفصلياً فإما تطوى صفحة المسيّرات ويتم تجاوزها وهذا معناه القفز فوق «حزب الله» الذي قال الأمر لي في هذا الملف، أو طيّ ملف المفاوضات حول الحدود.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook