مفاوضات ترسيم الحدود “حقل الرماية” الاساسي في مسيّرات حزب الله
وبحسب صحيفة” النهار” يؤكد ذلك ما نقل من ان احدى ابرز الرسائل التي أراد “حزب الله” اطلاقها يوم السبت يتصل بالرد على انتهاك إسرائيل للأجواء اللبنانية صباح السبت في استهدافها ما ذكر بانها مخازن أنظمة دفاعية إيرانية ولـ”حزب الله” في جنوب طرطوس، بما يدلل في حال صحة ذلك الى ارتفاع خطير في وتيرة التوتر الإقليمي الرباعي الذي يشمل إسرائيل وايران وسوريا و”حزب الله” وتمدد هذه التطور العملاني نحو ملف الترسيم والتنقيب عن الغاز في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل. واذا كان هذا البعد يبدو الأكثر جدية في مضمون التصعيد الجديد، فمن غير الممكن أيضا تجاهل مغزى حصول هذا التطور تحت انظار وزراء الخارجية والمندوبين العرب الذين كانوا مجتمعين في بيروت السبت الماضي. لذا بدت الدولة اللبنانية، في تجاهلها كل هذه الدلالات كأنها تثبت واقع تغييبها واستسلامها لكل العوامل الذي تجعل دورها شكليا وهامشيا ومستتبعا.
ولكن الإحراج الذي لازم موقف الدولة زاده تفاقما ما ذكر من أنّ الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين أجرى اتصالات بمسؤولين لبنانيين معنيين بملف الترسيم بينهم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وطلب توضيحاً لما جرى بشأن إطلاق “حزب الله ” طائرات مُسيّرة باتجاه حقل كاريش، السبت. واعتبر هوكشتاين أن إرسال “حزب الله” لتلك المسيرات من شأنه إيقاف جهود التفاوض، وقد يؤثّر على الإيجابية التي رشحت عن المُحادثات الأخيرة.
وكتبت” الاخبار”: شنّت السفارة الأميركية في بيروت، منذ الإعلان عن خبر إسقاط المسيّرات فوق منطقة كاريش، إلى حملة تهويل في لبنان، بدأت بالتواصل مع جهات رسمية لبنانية للاستفسار عما حصل، وللتأكيد بأن تدخل حزب الله بهذه الطريقة يعني أخذ الأمور نحو توتر يهدد المفاوضات. وطلبت السفارة من لبنان إدانة الخطوة رغم علمها أن هذا غير ممكن.
الخطوة التالية تمثّلت في استنفار الجوقة السياسية والإعلامية التي طلب إليها اعتبار ما حصل تصعيداً من حزب الله لأهداف لا تتعلق بمصالح لبنان، وهو ما أشار إليه سياسيون وإعلاميون في الساعات الـ 24 الماضية. جهات رسمية رفيعة أكّدت لمتصلين أجانب بأن ما حصل ليس أمراً كبيراً مقارنة بكل أعمال الاستفزاز والعدوان التي تقوم بها إسرائيل التي استخدمت الأجواء اللبنانية، قبل ساعات من خروج المسيرات، لقصف أهداف في طرطوس وقالت إنها تخص حزب الله.
ونُقل عن مراجع رسمية أن التهويل الأميركي لا معنى له، وأن لبنان يعرف على أي أرض يقف، وهو ليس في وارد التنازل، وما قامت به المقاومة أمر طبيعي ومتوقع، ويعرف العدو كما الأميركيين أنه سيحصل طالما تأخر الإقرار بحقوق لبنان. وسمع ممثلو جهات الدولية كلاماً بأنه لا حاجة إلى التهويل، وأن المهم هو الإسراع في إنجاز الترتيبات لعودة الوفود إلى الناقورة لإطلاق عملية التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود. علماً أن هناك تقديرات بأن خطوة كهذه يمكن أن تتأخر إلى ما بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة بعد عشرة أيام.
وفي تفسيره للعملية قال مصدر مسؤول في حزب الله لـ «اللواء»: ان هدف اطلاق الطائرات كان الاستطلاع، والرسالة كانت: اذا كنا قادرين على الاستطلاع فوق كاريش يعني اننا قادرون على قصفه.لذلك أوقفوا التنقيب طيلة فترة المفاوضات.
اضاف: في المعنى السياسي للرسالة، ان لبنان لا يمكن ان يقبل باستخراج اسرائيل النفط والغاز من دون حصول إتفاق نهائي بالمفاوضات يضمن حقوقه، ولا يقبل ان يُضيّع الاميركي والاسرائيلي الوقت ولا يرد جوابا شافيا وافيا حول المقترحات اللبنانية بحجة عدم وجود حكومة إسرائيلية حاليا، بينما التنقيب قائم.
واعتبرت مصادر مطلعة لـ “البناء” أنّ المُسيّرات تأتي في سياق تأكيد المؤكد أنّ لبنان يرفض تمييع المفاوضات غير المباشرة، مشيرة إلى أنّ حزب الله لا يقطع الطريق على التفاوض، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أهمية التمسك بالخط 29 تفاوضاً، مع تشديد المصادر أنّ المُسيّرات رسالة للإسرائيليين للتوقف عن البحث والتنقيب في حقل كاريش طالما أنه حقل متنازع عليه.
وكتبت” نداء الوطن”: سقطت مسيّرات “حزب الله” في البحر وبقيت تداعياتها طافية في الأجواء، فتطايرت “رسائلها” في أكثر من اتجاه داخلي وخارجي تأكيداً على أنّ إصبع “الحزب” دائماً على الزناد ويده هي العليا في تقرير مصير لبنان وتحديد مساراته وخياراته. ولأن إطلاقها أتى بالتزامن مع الحشد العربي في بيروت حاملاً “رسالة دعم ومساندة للبنان في أوضاعه وظروفه الصعبة”، حملت المسيّرات تحت أجنحتها “رسالة مشفّرة” في المقابل إلى الدول العربية “تذكّر بسطوة “حزب الله” ومحوره الإقليمي على مجريات الأحداث اللبنانية”، كما رأت مصادر ديبلوماسية، معتبرةً أنّ هذه الرسالة التي تزامنت مع انعقاد الاجتماع التشاوري على مستوى وزراء الخارجية العرب على الأراضي اللبنانية “عزز وجهة النظر العربية التي ترى استحالة إصلاح الأوضاع في لبنان طالما بقيت الدولة ملحقة بأجندة “حزب الله” الاستراتيجية وقرارها مُصادراً في الحرب والسلم .
وكتبت” الديار”: يقول أحد المُحللين السياسيين أن هذه الحادثة أرعبت العدو الإسرائيلي وبالتالي قد تُشكّل دافعًا رئيسيًا لقيادات العدو لإتخاذ قرار بعمليات إستبقاية ضدّ لبنان وضدّ حزب الله على الأراضي اللبنانية، وذلك خوفًا من أن تتحمّل «إسرائيل» مُخطّطًا وضعه حزب الله قد يُكبّدها خسائر كبيرة. وأضاف أن هذا الأمر مدعوم بحجّة جوهرية وهي عدم قدرة لبنان على الصمود كما فعل في العام 2006 والتي أثبت فيها الشعب أنذاك أن وحدته قاومت 34 يومًا من القصف المدمّر ولم يستطع أي جندي إسرائيلي البقاء في الأراضي اللبنانية.
إقتصاديًا، يقول مرجع إقتصادي أن أي حرب على لبنان ستؤدّي حكمًا إلى ضرب مقومات العيش بحدّه الأدنى للشعب اللبناني خصوصًا إذا ما قامت «إسرائيل» بإستهداف السفن التجارية المُحمّلة بالمحروقات والمواد الغذائية والأدوية. وهذا الأمر سيزيد من نسبة الفقر والعوز ويجعل من لبنان منطقة منكوبة بكل ما للكلمة من معنى.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook