آخر الأخبارأخبار محلية

معادلات الرئاسة الاولى… تسوية اقليمية ام انشغال كامل؟

بدأ الحديث في الصالونات السياسية يتركز على امكان بدء المفاوضات الحقيقية بين القوى السياسية من اجل الاتفاق على رئيس جديد للجمهورية، حتى ان البعض بات يستبعد حصول فراغ دستوري في الرئاسة الاولى في ظل تسارع التطورات الداخلية والاقليمية وحتى الدولية

 

الذهاب الى انتخابات رئاسية في موعدها الدستوري يعني ان القوى السياسية ترغب في تجنب فراغ قد يؤدي الى انفراط عقد الدولة بالكامل, ويأخذ البلاد الى مستويات قياسية من التحلل على المستويات كافة ، لذلك فإن التوافق على رئيس جمهورية يعني بالضرورة التوافق على صيغة حكم تدير عهده من دون تكرار خطأ انتخاب الرئيس ميشال عون من دون اتفاق كامل.

 

تزايد امكانية حصول الانتخابات في موعدها يعود الى قاعدتين اساسيتين تقوم عليهما الانتخابات الرئاسية في لبنان، اما تسوية اقليمية شاملة بين القوى المتخاصمة تؤدي الى اتفاق على كيفية ادارة الساحة اللبنانية ليبدأ الاتفاق بإنتخابات رئاسية، او انشغال اقليمي ودولي كامل لاسباب عسكرية او اقتصادية وترك الساحة اللبنانية للقوى المحلية.

 

يبدو المشهد الاقليمي متجها نحو التوتر، اذ ان التسويات والمفاوضات وتحديدا بين ايران والولايات المتحدة الاميركية تعرقلت بشكل كبير كما ان احتمالات حصول مواجهة مباشرة بين ايران واسرائيل في سوريا تتزايد بإستمرار، أضف الى ذلك ملف النفط والغاز الذي تصدر المشهد في لبنان بسبب مفاوضات الترسيم المتوقفة. هكذا يبدو المشهد الاقليمي بالغ التعقيد بالرغم من كل محاولات التسوية الحاصلة.

 

من هنا ينطلق اصحاب نظرية حصول الانتخابات النيابية في موعدها، اذ ان ذهاب التوتر الى حدود قصوى من دون اندلاع اي اشتباكات في الساحة اللبنانية بالتوازي مع ارتفاع منسوب الحرب الاوكرانية التي ستصيب اوروبا اقتصاديا بشكل كبير خلال الشهرين المقبلين، كل ذلك قد يكون فرصة للقوى السياسية للذهاب الى تسوية داخلية صافية.

 

وبحسب اصحاب هذه النظرية فإن التسوية الداخلية قد لا تكون توافقا جامعا، بل على الارجح ستكون تسوية بين جزء وازن من القوى السياسية تشبه تسويات انتخاب رئيس المجلس النيابي او نائبه او حتى تسمية رئيس الحكومة بغض النظر عن عدد الاصوات الذي سيكون اكثر ارتفاعا في عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

كما ان تحييد الساحة اللبنانية عبر تسوية اقليمية قد تكون رغبة اوروبية اميركية لمنع حصول توترات تؤثر على ملف الغاز وتصديره من شواطئ فلسطين المحتلة، وفي هذه الحالة لن تخاطر اي قوة معنية بالساحة اللبنانية بالذهاب الى فراغ كبير وطويل الامد، بل ستكون الانتخابات الرئاسية باب من ابواب الاستقرار السياسي والامني.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى