آخر الأخبارأخبار محلية

“القوات” امام سيف ذو حدّين… فماذا عن وعود التغيير؟

منذ حراك 17 تشرين تمكنت “القوات اللبنانية” من الاستفادة من خطابها السياسي واستغلال الانهيار من خلال معارضة السلطة القائمة لشدّ عصب جمهورها، واستطاعت التقدّم شعبياً وفق ما أظهرت نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة على عكس الغالبية العظمى من القوى السياسية، إذ أبدعت “القوات” في اختيار عناوين سياسية وخطابات جذابة للرأي العام.

منذ انتهاء الانتخابات يتعرّض حزب “القوات” لهجمة اعلامية وسياسية ممنهجة يقودها “التيار الوطني الحر” بالاضافة الى العديد من الشخصيات “التغييرية” في مسعى لتهشيم خطاباته السياسية والشعبية التي اعتمد عليها في المرحلة الماضية، لا سيّما وأن سلوك “القوات” مؤخراً أضعف مناعتها وسهّل اصابتها بانتكاسات موجعة.

وقعت “القوات اللبنانية” بنفس الخطأ الذي ارتكبه “الوطني الحر” عند انتخاب “الجنرال” ميشال عون لرئاسة الجمهورية عام 2016، حيث ركن لشعارات وتسميات “رنانة” أثبتت مع مرور الوقت أنها لم تتعدّ سقف الوهم، الامر الذي حمّله أعباء انهيار لبنان في ظلّ “العهد القوي”، وعلى هذا المنوال انطلقت “القوات” في مسارها قبل الفوز الذي اعتبره البعض ساحقاً او بمعنى أدقّ قبل العبور الى البرلمان.

وبالعودة الى مرحلة ما قبل 16 ايار الفائت، تركّزت حملة “القوات” الاعلامية انذاك على “نحنا فينا، ونحنا بدنا”، ما أوحى بأنها قادرة على هندسة عملية تغيير منهجية تحرّر لبنان من قبضة الفساد الامر الذي شكّل أساس البنية السياسية والاعلامية “للقوات”. لكن، وبالرغم من تقدّمها الكبير نيابياً وما سبقه من ارتفاع في وتيرة المواجهة مع السلطة ومعاداة “حزب الله”، لم تستطع ان تتعامل مع نتائج الانتخابات، حيث انها تعرضت لخسائر كبيرة في مجمل الاستحقاقات الاساسية كانتخابات نائب رئيس مجلس النواب، وانتخابات اللجان  ومؤخراً في معركة التكليف التي انسحبت منها “القوات” ولم تسمّي احدا، الامر الذي طرح العديد من التساؤلات حول الاكثرية التي تحدثت عنها منذ انتهاء الانتخابات. فأين هي الاكثرية التي لم تستطع “القوات” تقريشها في أي مكان.

الاهم من ذلك كله ان “القوات” بدأت تفتح نافذة للحوار مع القوى السياسية، الامر الذي بات يؤخذ عليها من قِبل النواب”التغييريين” وجمهورهم ويعرّضها لهجوم عجزت عن مواجهته بالحجة والدليل. وهنا تبدو “القوات” امام سيف ذو حدّين، فإما التوافق مع القوى السياسية الاساسية والمشاركة في الحكومة، الامر الذي سيُعيدها الى طاولة السلطة ويؤدي بالتالي الى انهيار خطابها التغييري، إما ان تبقى في المعارضة وفي كلتا الحالتين لن يتوانى “الوطني الحر” عن مهاجمتها باعتبارها فشلت في تنفيذ أي من وعودها للبنانيين.  

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى