الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على رأس جدول أعمال قمة السبع في ميونيخ
نشرت في: 26/06/2022 – 10:54
يجتمع قادة دول مجموعة السبع في جبال الألب بمقاطعة بافاريا في جنوب ألمانيا اعتبارا من الأحد، في قمة تستمر لثلاثة أيام وتطغى عليها الحرب في أوكرانيا وتداعياتها بعيدة المدى، من نقص الطاقة إلى الأمن الغذائي، إضافة إلى أزمة المناخ. ومن المرتقب أن يشكل استمرار الدعم لأوكرانيا التي دخل الهجوم الروسي على أراضيها شهره الخامس، صلب أعمال قمة المجموعة.
يلتقي قادة دول مجموعة السبع الأحد اعتبارا من الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش في جبال الألب البافاريّة لحضور القمة السنوية للدول الصناعية السبع الكبرى، ألمانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة، في وقت يعيش العالم أزمات متعددة بدءا من الحرب في أوكرانيا مرورا بالمناخ وصولا إلى الأمن الغذائي.
ونشر آلاف من رجال الشرطة لضمان أمن القمة التي تتواصل أعمالها حتى الثلاثاء في مجمع فاخر عند سفح الجبال.
وعلى بُعد نحو مئة كيلومتر من المكان، سار آلاف المتظاهرين السبت في شوارع ميونيخ، للمطالبة بخطوات أقوى لصالح المناخ.
دعم أكبر لأوكرانيا
من المرتقب أن يشكل استمرار الدعم لأوكرانيا التي دخل الهجوم الروسي على أراضيها شهره الخامس، صلب اجتماع مجموعة السبع، وكذلك محورا رئيسيا في جدول أعمال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي ستُعقَد على مدى يومين في مدريد اعتبارا من 28 حزيران/يونيو الجاري.
في هذا السياق، ذكر المستشار الألماني أولاف شولتز الذي تستضيف بلاده قمة مجموعة السبع، بأن دعم أوكرانيا سيتطلب “مثابرةً لأنّنا ما زلنا بعيدين” عن حصول مفاوضات سلام بين كييف وموسكو.
من جهته، حذر الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أن الحرب في أوكرانيا قد تستمر “سنوات”.
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يخاطب قادة مجموعة السبع الإثنين عبر الفيديو، فسيُطالب مجددا بإرسال أسلحة ثقيلة إلى بلاده بعد سيطرة الروس على سيفيرودونيتسك الواقعة بشرق البلاد.
ويريد بايدن أن يُظهر لحلفائه أن مقارعة روسيا والتصدي للصين هدفان متكاملان وغير متعارضين، حسب ما قال منسق التواصل الاستراتيجي في البيت الأبيض جون كيربي.
من جهته، أكد مسؤول رفيع في البيت الأبيض أن قمة مجموعة السبع يجب أن تتوصل إلى “مجموعة مقترحات ملموسة لزيادة الضغط على روسيا وإظهار دعمنا الجماعي لأوكرانيا”.
ولم يُحدد المسؤول بالتفصيل هذه الإجراءات المحتملة، بينما اتخذت الدول الغربية من قبل قرارات بشأن جوانب عدة من العقوبات ضد نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وعشية القمة، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قادة مجموعة السبع إلى عدم “التخلي عن أوكرانيا”، محذرا من أيّ “تراخٍ” في دعم كييف. وأعلن عن مساعدات اقتصادية إضافيّة لكييف.
غير أن البيت الأبيض نفى وجود أيّ تراخٍ غربي في هذا الإطار، وقال كيربي “لم نشهد تصدّعات وشقوقًا” داخل الحلف الأطلسي.
أزمات متتالية
يتوقع أن يُدرج الخفض الكبير في شحنات الغاز من قبل موسكو، الذي يهدف حسب الغربيين إلى التسبب بأزمة طاقة في أوروبا قبل فصل شتاء سيسوده التوتر على الأرجح، على رأس جدول أعمال المناقشات اعتبارا من الأحد.
وسيبدأ قادة الدول السبع محادثاتهم بجلسة حول الاقتصاد العالمي الذي يعاني من تضخم متسارع مرتبط خصوصا بارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.
وتهدف مشاركة إندونيسيا والهند والسنغال وجنوب أفريقيا والأرجنتين، وهي اقتصادات ناشئة معرضة بشكل خاص لخطر نقص الغذاء وأزمة المناخ، في القمة، إلى صياغة ردود مشتركة على هذه التحديات.
وتتوقع الجهات الفاعلة في مجال المناخ أيضا تقدما ملموسا من مجموعة السبع، بما في ذلك “التخطيط” للتخلص بشكل كامل من الوقود الأحفوري.
وستستكمل الجلسات بلقاءات ثنائية تبدأ صباح الأحد باجتماع بين المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الأمريكي جو بايدن، نظرا للصعوبات والتحديات الداخلية التي يواجهها كل منهما في بلده. إذ شهد المستشار الألماني انخفاضا في شعبيته في الأشهر الأخيرة بسبب عدم إظهاره دعما قويا لكييف، لذلك فهو يعول على مجموعة السبع لتحسين صورته داخل ألمانيا وخارجها.
أما بايدن فيواجه بلدا أكثر انقساما بعد أن ألغت المحكمة العليا حق الإجهاض، في بلد يعاني بشدة من ارتفاع معدلات التضخم.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هو الآخر ليس بمنأى عن هذه التحديات، إذ فشل قبل أسبوع في الحصول على الأغلبية المطلقة لتشكيل الحكومة، وسيتعين عليه التعامل مع أطراف أخرى في التزام غير مسبوق بالنسبة له.
أما جونسون الذي أضعفته فضيحة الحفلات (بارتي غيت)، فقد شهد خسارة حزبه مقعدين في انتخابات فرعية، ويبدو حسب مراقبين أنه في مأزق.
فرانس24/ أ ف ب / رويترز
مصدر الخبر
للمزيد Facebook