إتاحة “الموت الرحيم” بمساعدة الغير وبشكل قانوني لأول مريض في إيطاليا

نشرت في: 17/06/2022 – 17:05
شهدت إيطاليا الخميس وفاة فيديريكو كاربوني أول شخص سمح له بالانتحار بمساعدة الغير بشكل قانوني بعدما حقن نفسه بدواء باستخدام جهاز خاص، وفق ما قالت جمعية ناشطة من أجل تشريع “الموت الرحيم” وساعدت هذا المريض الذي أصيب بالشلل الرباعي إثر حادث مروري في 2010. ورغم أن القانون الإيطالي لا يزال يعاقب على “الموت الرحيم” بالسجن، فقد أدخلت المحكمة الدستورية في 2019 استثناء على النص القانوني وفق شروط محددة.
توفي الخميس أول شخص أتيح له الانتحار بمساعدة الغير بصورة قانونية في إيطاليا، حيث تخضع هذه الممارسة لرقابة صارمة للغاية، حسبما أعلنت جمعية لوكا كوشوني الناشطة من أجل تشريع هذه الممارسة.
وتوفي فيديريكو كاربوني الذي عرّفت وسائل الإعلام عنه بالاسم المستعار “ماريو” حتى وفاته حفاظا على خصوصيته، بعد أن حقن نفسه بدواء باستخدام جهاز خاص يكلف حوالي خمسة آلاف يورو والذي أطلقت الجمعية من أجله دعوة لجمع التبرعات.
وكان فيديريكو كاربوني (44 عاما) يعمل سائق شاحنة حين أصيب بالشلل الرباعي في 2010 بعد حادث مروري تعرض فيه لكسر في العمود الفقري. وقد طلب مرارا من السلطات الصحية في ماركي، وهي منطقة تقع في وسط البلاد حيث يقيم، الحصول على إذن باللجوء إلى المساعدة على الانتحار. وقد رُفض هذا الإذن إلى أن تدخل فريق محامين تابع لجمعية لوكا كوشوني.
ولا يزال القانون الإيطالي يعاقب على الانتحار بمساعدة الغير، بالسجن لمدة تراوح من 5 إلى 12 عاما. رغم ذلك، أدخلت المحكمة الدستورية أعلى هيئة قانونية إيطالية في 2019، استثناء على هذا النص “للمرضى الذين يستمرون على قيد الحياة بسبب العلاجات […] والذين يعانون من أمراض مستعصية تشكل مصدر معاناة جسدية ونفسية يعتبرونها غير محتملة، مع القدرة الكاملة على اتخاذ قرارات حرة وواعية”.
واستوفى فيديريكو كاربوني كل هذه المعايير. وقال في كلماته الأخيرة بحسب البيان “لا أنكر أنه يؤلمني أن أقول وداعا للحياة، لو قلت غير ذلك سأكون كاذبا ومجافيا للحقيقة، لأن الحياة رائعة ونحن نعيش مرة واحدة فقط”. وأضاف الراحل “بذلت قصارى جهدي لمحاولة العيش على أفضل وجه ممكن (…) لكني استنفدت قواي العقلية والجسدية (…) أنا تحت رحمة الأحداث، وأعتمد تماما على الآخرين. أنا مثل قارب في المحيط”.
واختتم فيديريكو كاربوني كلامه قائلا “أنا على دراية بظروفي البدنية وبالآفاق المتاحة أمامي، لذا فأنا هادئ تماما وبالي مطمئن بشأن ما سأفعله. أنا أخيرا حر في السفر حيث أريد”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook