آخر الأخبارأخبار دولية

طلاب أوكرانيون يحتفلون بحصولهم على الشهادة الثانوية بالتقاط صور وسط أنقاض المباني

نشرت في: 14/06/2022 – 18:26آخر تحديث: 15/06/2022 – 14:40

لم يكن الاحتفال بإتمام المرحلة الثانوية وسط أنقاض المباني المدمرة ما كان يحلم به كثير من التلاميذ الأوكرانيين عندما يقضون آخر أيامهم على مقاعد الدراسة. وتضررت المؤسسات التعليمية في كل أنحاء البلاد من القصف والمعارك الشرسة ولكن بعض الطلاب قرروا إنهاء دراستهم والحصول على الثانوية العامة على غرار ما قام به عدد من الطلبة الذين التقطوا صور حفلة التخرج وسط الأنقاض. وبما أن نيران الحرب مازالت مستمرة، التزم الطلبة بإتمام دراستهم في نهاية العام رغم أن مستقبلا غامضا يبدو ماثلا أمامهم.

في يومي 5 و6 حزيران/ يونيو، نظم طلاب في معاهد تشيرنيهيف الثانوية، المدينة الواقعة في شمال أوكرانيا، حفلة تصوير بمناسبة حصولهم على الثانوية وسط أنقاض المباني التي دمرتها الحرب. وارتدى الطلبة بدلة النجاح ووقفوا لالتقاط صور داخل المباني المتضررة من القصف وعلى متن عربات عسكرية مدرعة متفحمة، في طريقة احتفال غير مألوفة بالنجاح الدراسي.

{{ scope.counterText }}

{{ scope.legend }}

© {{ scope.credits }}

{{ scope.counterText }}

1 تلاميذ في مدينة معاهد تشيرنيهيف يلتقطون صورا أمام الأنقاض التي خلفتها الحرب في مدينتهم. صورة ستانيسلاف سينيك. 

وكانت مدينة تشيرنيهيف مسرحا لمعارك شرسة بين القوات الروسية التي غزت أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير الماضي قبل أن تنسحب قوات موسكو في الأخير من المنطقة في 31 آذار/ مارس لكنها حولت المدينة إلى رماد. وتؤكد منظمة “هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية أن بعض الهجمات في تشيرنيهيف تعتبر “انتهاكا واضحا لقانون الحرب” حيث أدت إلى مقتل عدد كبير من المدنيين وتسببت بضرر بالغ في البنية التحتية المدنية.

وكانت بعض المؤسسات التعليمية هدفا للقصف ومن بينها المعهد 21 في تشرينيهيف التي أصيبت بقنبلة في 3 آذار/ مارس رغم أنه كان يستخدم كملجئ. ويقول المسؤولون المحليون في تشرينيهيف إن سبعة فقط من أصل 35 معهد ثانوي في المدينة لم تتضرر من الحرب. 

وقد تم التقاط صور حفلة حصول التلاميذ على الثانوية في مدينة تشرينيهيف وسط الأنقاض كما تم استخدام العتاد العسكري المدمر في خلفية الصور.

A Chernihiv student poses among the debris left behind by the war in the city. © Stanislav Senyk

تلميذ في مدينة تشرينيهيف يتلقط صورة وسط الأنقاض التي خلفتها الحرب. صورة ستانيسلاف سينيك.

 

“صورنا تظهر حياة تلاميذ تحصلوا على الشهادة الثانوية لكنهم حرموا من نهاية سعيدة لفترة طفولتهم”

شاركت أولغا بابينتس، وهي تلميذة لم تتجاوز 17 عاما وحصلت على شهادة الثانوية العامة في مدينة تشرينيهيف، في حفل التقاط الصور. ومن حسن الحظ أن معهد أولغا نجا من أي أضرار بليغة بعد الهجوم الروسي ولكنها اضطرت إلى إنهاء دروسها عن بعد. وتروي قائلة:

أردنا من خلال هذه الصور إظهار حياتنا اليومية، حياة أطفال أصبحوا بالغين رغما عنها منذ 24 شباط/ فبراير وأصبحوا مجبرين على القتال من أجل حياتهم وحياة عائلاتهم. نحن نمثل مستقبل أوكرانيا وسنبني بلدا أوروبيا قويا وجميلا. نريد أيضا أن نظهر صلابة الأوكرانيين. وتساعد صورنا في إظهار حياة أطفال أوكرانيا: حياة أطفال بصدد إنهاء دراستهم الثانوية لكنهم حرموا من الاحتفال بنهاية سعيدة لفترة طفولتهم”.

Chernihiv student Olha Babynets poses in a graduation sash in front of a broken window.

Chernihiv student Olha Babynets poses in a graduation sash in front of a broken window. © Stanislav Senyk

التلميذة في المرحلة النهائية بمدينة تشيرنيهيف أولغا بابينتس تلتقط صورا أمام مبنى مدمر بمناسبة حصولها على الثانوية العامة.

 

غادرت مع أمي وأخي المدينة منذ الأيام الأولى لبداية الحرب لكن والدي وجدتي بقوا هناك. كنت خائفة جدا على مصيرهم وحاولنا الاتصال بهم كل يوم. غادر عدد كبير من زملائي في الفصل إلى بلدات أكثر أمانا فيما غادر بعضهم البلاد بأكملها. البعض منهم قال إنه لن يعود أبدا إلى أوكرانيا. فيما سيعود البعض الآخر إلى البلاد بعد نهاية الحرب. عدد منهم عادوا إلى ديارهم هنا لإنهاء دراستهم والإعداد للامتحانات.

سأتحصل على الثانوية العامة في غضون أسبوعين. شخصيا، أنا حزينة جدا لإنهاء مرحلة التعليم في المعهد الثانوي بعيدا عن مقاعد الدراسة. ولكني أعلم أن كل واحد منا سيكون له شأن كبير في المستقبل، سنجتاز الامتحانات وسنذهب للدراسة في الجامعات الأوكرانية. بعض أصدقائي وزملائي في الدراسة سيواصلون تعليمهم في أوكرانيا أو في بلد آخر في أوروبا.

“هؤلاء الأطفال سيكونون يوما ما آباء لأطفالهم وسيحدثونهم يوما ما عما نحن بصدد عيشه اليوم”

وتحدث فريق تحرير مراقبون فرانس24 مع المصور الفوتوغرافي لحفل الحصول على الثانوية سينيك ستانيسلاف. ويعمل سينيك كمصور حفلات زواج ولكنه التقط في هذه الفترة صورا حزينة للدمار الذي تسببت به الحرب في أوكرانيا منذ الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير الماضي. ويروي قائلا:

التقطت ألبوم صور لاحتفال تلامذة بالحصول على الثانوية في قرية قريبة من تشيرنيهيف قبل بداية الحرب، ولذلك أردت العودة إلى المنطقة. التقطت صورا لتلامذة أحد الفصول قرب معهدهم. لم يكن المعهد مدمرا بشكل كامل ولكن القنبلة سقطت على بعد ثلاثة أمتار من المدرسة وهو ما تسبب في أضرار داخلها. لكن مدرسة أخرى زرتها في مدينة تشيرنيهيف كانت مدمرة بشكل كامل.

Students stand outside of Chernihiv School 34 in their graduation sashes.

Students stand outside of Chernihiv School 34 in their graduation sashes. © Stanislav Senyk

تلامذة يقفون أمام المعهد 34 لالتقاط صور الاحتفال بحصولهم على الثانوية العامة. صورة ستانيسلاف سينيك.

A student in a graduation sash stands outside of Chernihiv School 34, damaged during the war in Ukraine.

A student in a graduation sash stands outside of Chernihiv School 34, damaged during the war in Ukraine. © Stanislav Senyk

تلميذة في المرحلة النهائية للتعليم الثانوني تقف أمام المعهد 34 في مدينة تشرينيهيف التي تضررت من الحرب في أوكرانيا. صورة ستانيسلاف سينيك.

الهدف الرئيسي من ألبوم الصور هذا هو حفظ الذاكرة. التاريخ يُكتب في الوقت الحاضر. ذلك مهم جدا، ليس فقط للتلاميذ بل لكامل أمتنا. على سبيل المثل، إذا كانت لدينا صور للطريقة التي حكمت بها روسيا أوكرانيا في الماضي -أي إذا ما كان لدى آبائنا وأجدادنا ألبوم صور- أعتقد أنه ما كان لهذه الحرب أن تحدث اليوم. الصور مهمة جدا لأن هؤلاء الأطفال سيكونون يوما ما آباء لأطفالهم وبهذه الصور سيعرضون على أطفالهم صور ما يحدث اليوم. أريد أن أساعد هؤلاء الناس [الذين قام بتصويرهم]. أنا مصور فوتوغرافي والمساعدة التي بإمكاني تقديمها هي التقاط الصور. الصور يمكن أن تساعد في التعبير عن أحاسيس الناس. وأنا أريد أن أقدم المساعدة في التعبير عن مشاعر الناس من خلال نشرها.

Chernihiv students pose among the debris left behind by the war in their city.

Chernihiv students pose among the debris left behind by the war in their city. © Stanislav Senyk

 تلاميذ من مدينة تشرينيهيف يلتقطون صورا وسط الأنقاض التي خلفتها المعارك في مدينتهم. صورة ستانيسلاف سينيك.

يقول ستانيسلاف سينيك إن عددا كبيرا من التلاميذ الذين قام بتصويرهم سيذهبون إلى الجامعة. وشارك في حفلة التقاط الصور نحو أربعين تلميذا ولكن عددا من زملائهم على مقاعد الدراسة هربوا من المعارك في وقت سابق.

ويبحث هذا المصور الفوتوغرافي في الوقت الحاضر عن طريقة لعرض وإظهار صوره في أحد المعارض بهدف الحصول على أموال للتبرع بها للقوات المسلحة الأوكرانية.

التلاميذ يؤدون رقصة “والتس” التقليدية في أوكرانيا وسط الأنقاض داخل معاهدهم

ابتكر تلامذة آخرون في كل أنحاء أوكرانيا طرقا للاحتفال بحصولهم على الثانوية العامة رغم العنف والدمار الذي خلفته الحرب.

في 5 حزيران/ يونيو، عاد تلامذة في الفصل الثانوي النهائي في المعهد 134 التخصصي في مدينة خاركيف شرق البلاد إلى بقايا جامعة مدمرة لأداء رقصة “والتس” التقليدية بأوكرانيا في حفلات التخرج. والتقط التلاميذ الصور أثناء أدائهم الرقصة ببدلة النجاح أمام أنقاض خلفتها قنبلة داخل معهدهم الذي احتمى به جنود أوكرانيون.

وتم تداول صورة طالبة ترتدي فستان النجاح أمام أنقاض مدرسة على نطاق واسع في منصة تويتر. وقالت فاليريا، الطالبة الظاهرة في الصورة التي لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، لموقع بي بي سي ورلد نيوز التابع لهيئة الإذاعة البريطانية: “نصف زملائي في الفصل رحلوا عن المنطقة، فيما قضى بعض المدنيين فترة طويلة في الملاجئ تحت الأرض لكن في الوقت الحاضر، بدأت الحياة تعود إلى نسقها الطبيعي شيئا فشيئا (…) وأردت أنا والمصور الفوتوغرافي الذي التقط الصورة أن نظهر المفارقة بين حالة مدرستي المتهالكة وحالتي وأنا في كامل أناقتي. وهذه الصورة تعبر عن حال البلد.”

وكان المعهد 134 التخصصي في مدينة خاركيف مسرحا لمعارك طاحنة بين القوات الروسية والأوكرانية وتعرض لأضرار جسيمة في الأيام الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا وبالتحديد في 27 شباط/ فبراير وهو ما تؤكده مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. ومنذ ذلك الحين، اضطر عدد كبير من التلاميذ إلى مواصلة دراستهم عن بعد. فيما هرب تلاميذ معاهد أخرى من المعارك الدائرة في المنطقة. وقال تلميذ لموقع “ساس بلاين” الإخباري الأوكراني أن ثلث زملائه في الفصل فقط مازالوا متواجدين في خاركيف وبالتالي مازال بإمكانهم المشاركة في حفل الحصول على الثانوية العامة.

وقالت الحكومة الأوكرانية إن القصف الروسي أحدث أضرارا بما لا يقل عن 1178 مؤسسة تعليمية في كل أنحاء البلاد وتسبب في دمار كلي لـ194 مدرسة منها. ويقول خبراء إن الحرب الروسية على أوكرانيا تسببت في تقطع تعليم نحو 7.5 أوكراني في عمر الدراسة. 

//platform.twitter.com/widgets.jshttps://platform.instagram.com/en_US/embeds.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى