آخر الأخبارأخبار دولية

ما هو “اتحاد الديمقراطيين المسلمين الفرنسيين” الذي لم يتجاوز الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية؟

نشرت في: 15/06/2022 – 19:00آخر تحديث: 15/06/2022 – 19:10

 لاقت الحملة الانتخابية لحزب “اتحاد الديمقراطيين المسلمين الفرنسيين” في فرنسا، رواجا ملفتا لا سيما في الأحياء الشعبية وضواحي المدن الكبرى، لكن لم يتمكن أي من مرشحيه التأهل إلى الجولة الثانية للانتخابات التشريعية التي تنظم الأحد المقبل. يبقى الأهم مع ذلك في رأي رئيسه نجيب أزرقي هو “المشاركة في النشاط السياسي ونشر أفكار ومبادئ الحزب بشكل أوسع داخل المجتمع الفرنسي”.

يعتبر “اتحاد الديمقراطيين المسلمين الفرنسيين“، إلى جانب “حزب القراصنة”، من بين الأحزاب الصغيرة وغير المعروفة على الساحة السياسية الفرنسية. لكن هذا لم يمنعهما من خوض غمار الانتخابات التشريعية واختبارات أخرى منذ نشأتها.

وسبق لحزب “اتحاد الديمقراطيين المسلمين الفرنسيين”، الذي أسسه في 2012 مهندس فرنسي من أصل مغربي يدعى نجيب أزرقي، أن شارك في مواعيد انتخابية عديدة، على غرار الانتخابات المحلية والجهوية التي جرت في 2014 والانتخابات الأوروبية في 2019.

خلال هذه الانتخابات، تصدر رئيس هذا الحزب قائمة المترشحين، لكن لم ينل القدر الكافي من الأصوات لكي يفوز ولو بمقعد واحد في البرلمان الأوروبي.

وتعود فكرة تأسيس حزب سياسي يمثل الفرنسيين المسلمين وانشغالاتهم إلى تسعينيات القرن الماضي. وأكد نجيب أزرقي أن حزبه تأسس في 2012 بعدما “لاحظت أن المواطن الفرنسي المسلم تحول إلى وسيلة تستغل لأهداف انتخابية كبيرة ومتكررة في الحياة السياسية الفرنسية”.

ولا مقعد واحد في البرلمان

وتابع “رغم كل الأزمات التي تمر بها فرنسا، على غرار الأزمة الاقتصادية وتفاقم الديون العامة وهروب الأغنياء من البلاد ومشكلة البطالة والسكن، إلا أن الموضوع الوحيد الذي يدور دائما في النقاشات السياسية والاجتماعية هو الإسلام والمسلمين”.

شارك “اتحاد الديمقراطيين المسلمين الفرنسيين” في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2017 . واستطاع أن يترشح عشرة من أعضائه لكن دون أن يفوز أي واحد منهم ولو بمقعد واحد في البرلمان. النتيجة الوحيدة العالية نسبيا التي حققها خلال ذلك الموعد الانتخابي كانت من نصيب المرشح كمال مسعودي بجزر مايوت متحصلا في الجولة الأولى على 5,1 بالمائة من الأصوات.

أما في باقي الانتخابات الأخرى، بما فيها انتخابات 2022، فلم يحصل “اتحاد الديمقراطيين المسلمين الفرنسيين”على نسبة تتجاوز 1 بالمائة من الأصوات.

ويرى نجيب أزرقي أن “المهم هو المشاركة ونشر مبادئ وأفكار الحزب بشكل أوسع في المجتمع الفرنسي والدفاع عن العدالة والديمقراطية”.

صورة لاتحاد الديمقراطيين المسلمين الفرنسي 15 يونيو/حزيران 2022 © صورة التقطت من موقع الحزب

” مشهد سياسي فرنسي نخبوي ومنغلق على نفسه”

وفي بيان صحفي نشر غداة الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية 2022، اعتبر نجيب أزرقي أنه “مهما كانت النتيجة التي تحصل عليها حزبه فسيبقى هو المنتصر الأكبر”. وأضاف: “في ظل سياق سياسي فرنسي يميل أكثر إلى تجريم كل ظهور لمواطن فرنسي مسلم في المكان العام، بقي حزبنا متمسكا بمبادئه وبأفكاره ومخلصا لالتزاماته ورفض أن يساوم على مبادئه من أجل منصب أو موقع سياسي”.

فيما نجح هذا الحزب في ترشيح خمسة وثمانين (85) شخصا في الانتخابات التشريعية 2022 “بعدما كان في السابق لم يكن قادرا على أن يرشح أكثر من عشرة”، وقال “نجحنا في فرض أنفسنا في مشهد سياسي فرنسي نخبوي ومنغلق على نفسه”.

وعندما ندقق في نتائج “اتحاد الديمقراطيين المسلمين الفرنسيين”، نرى أن لا أحد من المرشحين الـ85 سجل أكثر من 1 بالمئة من الأصوات، عدا مرشحة واحدة تدعى كريمة زروالا التي استطاعت أن تحصد 1.36 بالمائة من الأصوات خلال الجولة الأولى في إحدى الدوائر الانتخابية بمدينة مرسيليا، جنوب شرق فرنسا. والسبب حسب نجيب أزرقي يكمن في “تهميش المسلمين الفرنسيين، ما جعل من الصعب عليهم الانضمام إلى حزب سياسي كحزبنا، الذي يدافع عن قيم الإسلام بكل افتخار” وفق بيان الحزب.

اتحاد الديمقراطيين المسلمين الفرنسيين يكشف عن أولوياته والمواضيع التي يريد الدفاع عنها

اتحاد الديمقراطيين المسلمين الفرنسيين يكشف عن أولوياته والمواضيع التي يريد الدفاع عنها © صورة ألتقطت من موقع الحزب

69 بالمئة من مسلمي فرنسا صوتوا لصالح ميلنشون

كما شرح أيضا أزرقي في نفس البيان أن حوالي 69 بالمئة من المسلمين الفرنسيين فضلوا التصويت لصالح الاتحاد الشعبي والبيئي الجديد بزعامة جان لوك ميلنشون بحكم أنهم لن “يتعرضوا إلى الانتقادات في حال صوتوا لصالح هذا الحزب وليس لحزبنا”.

وفي شريط فيديو ترويجي لحملته الانتخابية، ركز الحزب من بين قضاياه على مسألة الحجاب. وقال بعض المتحدثين في الفيديو: “حجابي أثار الجدل أكثر من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأزمة الاقتصادية التي تمر بها فرنسا”، “حجابي أثار جدلا أوسع بكثير من الفساد الذي طال رأس الدول”، “عندما يذكرون قضية الحجاب، يضيقون أكثر حرياتنا ويدمرون مكتسباتنا الاجتماعية. فلهذا السبب يجب عليكم أن تنضموا إلى حزبنا لأننا ندافع عن الحرية وعن العدالة الاجتماعية كما نطالب بتقاسم منصف لثروات البلاد”.

وحاولنا الاتصال بنجيب أزرقي عدة مرات لكنه لم يرد.

 

فرانس24


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى