لبنان في فراغ منذ سنوات
كتب الدكتور كلود عطية مدير معهد العلوم الاجتماعية الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية:
لبنان الغارق في الظلام يغرق في نقطة ماء ما بين الخطوط الوهمية المرقمة بأرقام الذل والتسويات والاتفاقات المهينة.. وبين الخطوط الأمامية لمواجهة المد الاسرائيلي! هو لبنان المسلوب من كرامته وسيادته وأمنه واقتصاده وحرية شعبه وحق أطفاله وشبابه بالحياة.. ألا يكفي كل هذا الرقص على أشلاء ما تبقى من هذا البلد التعيس.. ألا يكفي لبنان كل هذه التنازلات لارضاء هذه السفارة من هنا وهذه الدولة من هناك.. هل هكذا نواجه الحصار المالي والاقتصادي بفتح المعابر الى ساحات الطائفية والقيادات المطبّعة الرجعية وعشرات القيادات العاملة في المنظمات الدولية المشبوهة.. هل هكذا تكون المواجهة لأعداء الداخل والخارج من المستعمرين والمجرمين والفاسدين؟ دولة فارغة من مبادىء الدولة ومجتمع ارتضى لنفسه الذل والهوان والضعف والفقر والتبعية باسم الطائفة ورئيسها ورجالاتها من السياسيين والأمنيين وقطاع الطرق..
هو لبنان بين رغيف الخبز وحبة الدواء ينهار ويسقط أمام قناعة تجمع اللبنانيين والعالم أن الشعب اللبناني يتحمل مسؤولية الصمت عن جوع الرضع وتهجير الشباب واهانة المسنين..
هذا الشعب الذي تحركه غريزة الخطاب السياسي المدروس الذي يقتحم الأرواح المريضة.. فيجعلها في قلب القطيع لا تخرج منه الا بأعجوبة لم تتحقق منذ ولادة هذا الكيان..
لبنان في الفراغ منذ سنوات.. فهل يبقى في الفراغ حتى الانتحار.. أو أن المواجهة والصراع والمقاومة الحقيقية ستكون بالمرصاد وتمنع السقوط الأخير؟
يبدو أننا في القعر وعلى كل المستويات.. باستثناء التسويات التي ترضي المتحكم الأساسي باللعبة التهويدية بالذات!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook