آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – المرتضى في احتفال بمناسبة ولادة الإمام علي ابن موسى الرضا: هو الإنسان الذي بلغ من القرب إلى الله ما يجعلنا نتقرّب به إليه

وطنية – نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان بمناسبة ولادة ثامن الأئمة الإمام علي ابن موسى الرضا، ندوة افتراضية بعنوان: الإمام الرضا معدن العلم والتقوى وقدوة الأجيال بمشاركة، وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، آية الله الشيخ الدكتور محمد حاج ابوالقاسم دولابي عضو مجلس الخبراء ومستشار رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ الدكتور زهير جعيد، الأب ابراهيم سروج، وأدار الندوة الدكتور علي قصير.

 

مرتضوي 

بداية كلمة للسيد محمد رضا مرتضوي الملحق الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان اعتبر فيها “أن الإمام الرضا، ثامن الأئمّة الإثني عشر، نشأ في بيت العلم والتقوى، بيت النبوة والإمامة، وأقام مع أبيه الإمام موسى بن جعفر خمساً وثلاثين سنة، فأخذ منه علوم النبي وعلوم جدّه أمير المؤمنين وآبائه الطاهرين، مضافاً إلى ما منحه الله من العلم اللَّدُنِّي”.

وقال: “ان كل من عاصره الامام الرضا اقر بمنزلته، لناحية علو شأنه وعلمه من مواليه ومعارضيه. وكان الامام الرضا سيد بني هاشم وكان المأمون يعظّمه ويجُلّه، لذا عهد لـه بالخلافة وأخذ لـه العهد”. وشدد على “ان  شخصية الامام الرضا تميزت ببعدها الإسلاميّ والإنسانيّ والقرآنيٍّ، من خلال دعوته الى إصلاح حال الامة”.

وتحدث مرتضوي ايضا عن سجايا الإمام الرضا وهيبته، وقوّة شخصيّته، في موقفه مع الفضل ابن سهل ـ أعظم رجل في البلاط العبّاسي ـ وذلك عندما طلب منه الفضل كتاب الضمان، والأمان.

وتابع: “الإمام الرّضا هو الإمام الذي بلغ العُلى في المرحلة التي عاش فيها، سواء في المدينة أو في طوس، عندما ولاّه المأمون ولاية العهد بعده، من خلال اعترافه بفضله ورؤيته بأنّه ليس هناك في العالم الإسلامي، لا من العباسيّين ولا من العلويين، من يقاربه علماً وفضلاً وحكمةً وروحانيةً وقوّةً في الله”.

 

المرتضى

من جهته قال الوزير المرتضى “ذكرى مولد الإمام عليّ بن موسى الرِّضا غريبُ أهلِ بيتِ الرسالةِ قد نحتاج إلى أن نولد من جديد، فثمّة ولادتان للإنسان في حياته: الأولى يوم يفتح عينيه على الحياة في هذا الوجود، والثانية يوم يبدأ بالتفكّر والتعلّم حيث ينمو ويعمل ويتحوّل إلى عنصر يستطيع أن يعطي الحياة في كلّ موقع من مواقعه شيئاً جديداً، يعطي الحياة من فكره ليولَد للحياة فكرٌ جديد، ومن طاقته لتولد للحياة طاقةٌ جديدة، لأنّ الله أراد للكون أن يبقى في حالة تجدّد دائم حتى يستمرّ العطاء”.

واشار الى “اننا نحتاج إلى أن نتجدّد دائماً، أن نجدِّدَ طاقتنا فلا نقبل بما عندنا من الطاقة، بل لا بدّ من أن نضيف إلى هذه الطاقة طاقة جديدة، لأنَّنا إذا بقينا على طاقتنا الأولى فسوف نتجمّد ونموت قبل أن نموت. ولكن عندما نأخذ في كلّ يوم طاقة جديدة نصنعها من نشاطنا، ومن فكرنا وحركتنا، وكلّ مواقعنا في الحياة فعندها نحيا في طاقات جديدة وروحيَّة جديدة ورساليَّةٍ جديدة وهو ما نستوحيه من مولـــدِ الإمام عليّ بن موسى الرِّضا”.

وقال: “الإمام علي بن موسى الرِّضا هو قمّةٌ من قمم الإسلام، وهو الإنسان الذي بلغ من القرب إلى الله، ما يجعلنا نتقرّب به إليه تعالى، كما نتقرّب إليه تعالى بآبائه وأبنائه، وهذا هو خطّ أهل البيت خط الإسلام الذي يقودنا إلى الصراط المستقيم. فنحنُ عندما نطلّ على ذكرى هذا الإمام العظيم، فإننا نلتقي بكل القيم الكبرى التي تتمثّل بالإسلام كلّه، فكراً وروحاً وعاطفة وحركة.. حيث كانَ الرِّضا يؤكّد على إعانة الضعفاء فيقول: “عونَك الضّعيفَ من أفضل الصّدقة”، ويؤكِّد على استنطاق العقل ومصادقته، فيقول: “صديقُ كلّ امرئ عقلُه، وعدوُّه جهلُه”.

وختم المرتضى “قد نحتاج إلى الكثير الكثير من عمقِ الزَّمن إذا أردنا السياحة في رحاب حياة هذا الإمام العظيم غريب طوس صاحب حديث سلسلة الذَّهب والَّذي اكَّد فيه على عظيم الإرتباط بالله تعالى، وكان يريد أن يحرِّر الناس من كلّ عبادة للأشخاص، لتكون عبادتهم لله وحده، ولتكون طاعتهم لله وحده، وليكون اعتقادهم بالله وحده”.

 

دولابي

بعد ذلك تحدث دولابي فقال: “ان الامام الرضا، الذي هو الثامن من ائمه ال بيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهم الذكر الذي لا يفارق القرآن الكريم ولا يضل من تمسك بهما ابدا، وهم سفينة النجاة التي من ركبها نجى، ومن تخلف عنها غرق. قد ولد هذا الامام العظيم في عصر المنصور العباسي وبعد استشهاد جده الصادق ونشأ في أكرم بيت من بيوت قريش، بيت الإمامة والشهادة، وترعرع في أحضان ابيه الكاظم وعاش معه أكثر من ثلاث عقود، وعاصر فيها كلا من المنصور والمهدي، والهادي وهارون الرشيد، من خلفاء بني العباس الذين لم يئسوا جهدا لإطفاء نور هذا البيت الرفيع، وبرز الامام الرضا على مسرح الحياة السياسة الإسلامية، كألمع سياسي عرفه التاريخ الإسلامي في عصره”.

واكد على “ان الامام العظيم الامام الرضا  قد استشهد بعد ان أرسى قواعد الرسالة والمذهب الحق، لفهم الإسلام وتبليغه، كما ربى عدة أجيال من العلماء النابهين الذين حملوا مشعل الهداية في تلك الظروف العصيبة التي عانت منها الامة الإسلامية”.

 

قبلان

الكلمة التالية كانت للمفتي قبلان والذي اعتبر “ان ولادة مولانا الامام الرضا دلت الخليقة على باب وصراط أوحدي، وطالما حذر سلام الله من حواشي الطبقة السلطوية وذلك لشدة اثر هذه الحاشية بالقرارات السياسية السلبية وصفقاتها ووجهات مشاريعها، لقد كان يبعث العيون في الافاق ويعيب تحفيز قوة السلطة ومواردها بالطبقة الشعبية، أولا ليحقق ميزان عدل الموارد وثانيا ليمنع القلة من السيطرة على الحاجات الأساسية فيمنع الاحتكار ويمنع الاستبداد في الأصوات ويزيد من تبديل الموارد، فلم تبق من ناحيهً في زمن الامام الرضا الا واتسع رزقها وزادت وفرتها، وقلت أسعارها حتى قالت الناس هذا من خير الرضا حفيد المصطفي ولان وظيفة امامته امتدت لعشرين سنه فقد أسس فيها المدارس ، والدور والمجامع، فضلا عن قيم الاجتماع العام ، وعن شرطة العدل فمالت الناس لها هكذا لدرجة ان المأمون كان يخرج للناس فيميل الناس عنه ناحية الامام الرضا فخشي المأمون  على الكرسي، ولم يكن اثقل عليه من  ذلك من وجود الامام الرضا”.

 

جعيد

من جهته تحدث جعيد مزايا الامام الرضا، واشارالى “اننا اذا اردنا ان نسرد ما حدث مع الامام الرضا من مناظرات و من حكايات مع المأمون يضيق الامر بنا ولكن وجود الامام الرضا في مروى اظهر كم ان هذا الامام ضالع في العلم، هو فعلا بحث يحمل ارث النبوة العلمية والفقهية والعقائدية التي اظهرها على علماء زمانه وحاججهم بها وكذلك اظهر هذا الامام تعلق الناس المحبين ، المسلمين من كل الأطراف بكل مذاهبهم وبكل فئاتهم من الطبيعي ان هؤلاء جميعا كانت قلوبهم وافئدتهم وارواحهم اهفوا الى اهل بيت النبوة والى المؤمنين الى المخلصين الى العابدين الى الصالحين من اهل بيت محمد واكر ذلك كان يتجسد في هذا العصر في الامام الرضا من هنا ظهر هذا الامر في حين طلب المأمون من الامام الرضا ان يصلي بالناس أماماً وهنا في هذا المشهد المهيب يخرج الامام الرضا و هو يخلع حذاءُ ويمشي حافياً الى المصلى منكسراً بثيابٍ رثه ويسير خلفه اهل بيته ومحبيه، وشيعته ومريديه، وفي هذا المشهد المهيب هنا يدرك المأمون ان الامام الرضا  اذا صلى بالناس فانه كما قال له وزيره حينها انه سوف يفتن الناس عنه وعن بني العباس وسيطلب الامر اليه وسيأخذه اليه، وهنا كانت المؤامرة بعدها في قتل وتسميم الامام الرضا من قبل المأمون”.

 

سروج

الكلمة الاخيرة كانت للأب سروج الذي تحدث عن “الامام الثامن من اهل البيت، الامام علي الرضا الذي مات شهيدا والقتل عند الائمة عادة، وقد صدق فيك القولُ “القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة”.

 

==================


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى