آخر الأخبارأخبار دولية

مواجهات مسلحة عنيفة في العاصمة طرابلس تعيد شبح الانقسام العسكري

نشرت في: 11/06/2022 – 18:42آخر تحديث: 11/06/2022 – 18:44

مازالت ليبيا تعيش حالة من الصدمة  السبت بعد ليلة اشتباكات عنيفة بين مجموعتين مسلحتين  بالعاصمة طرابلس في مؤشر إلى استمرار حالة الفوضى المزمنة في هذا البلد. وتأتي هذه المواجهات بعد ثلاثة أسابيع من محاولة فاشلة قام بها فتحي باشاغا ، بدعم من البرلمان والمشير خليفة حفتر، للاستيلاء على السلطة في طرابلس مقر الحكومة المؤقتة التي يقودها الدبيبة.

عاش سكان العاصمة الليبية طرابلس السبت ليلة مرعبة على وقع اشتباكات عنيفة بين مجموعتين مسلحتين في مشهد يعيد شبح الانقسام العسكري في البلاد.

وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (مانول) عن “قلقها العميق” من معارك “بأسلحة ثقيلة” أدت إلى “تعريض حياة مدنيين للخطر”.

من جهتها، كتبت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا الأمريكية ستيفاني ويليامز، في تغريدة على تويتر “كفى. أطالب بالهدوء المطلق وبحماية المدنيين”.

وأسفرت هذه الاشتباكات العنيفة بين مجموعتين مسلحتين مؤثرتين في غرب ليبيا، عن سقوط قتيل من المقاتلين وخسائر مادية كبيرة كما قال مصدر في وزارة الداخلية الليبية لوكالة الأنباء الفرنسية.

وسمع دوي انفجارات وتبادل إطلاق نار خصوصا برشاشات ثقيلة بالقرب من سوق الثلاثاء الذي يضم حديقة عامة كبيرة.

وروى الستيني رضا سعيد الذي يقيم في الحي “رأيت من شرفة منزلي في الطابق الثالث توالي نيران الأسلحة الثقيلة”. وأضاف أنها كانت “اشتباكات عنيفة جدا (…) ربما الأعنف في منطقتنا منذ الثورة في 2011” التي أطاحت معمر القذافي.

وتأتي هذه المواجهات بعد ثلاثة أسابيع من محاولة فاشلة قام بها فتحي باشاغا ، بدعم من البرلمان ورجل الشرق القوي المشير خليفة حفتر، للاستيلاء على السلطة في طرابلس مقر الحكومة الموقتة التي يقودها الدبيبة.ورافقت هذه المحاولة الفاشلة معارك استمرت عدة ساعات في العاصمة.

وأدى باشاغا اليمين أمام البرلمان الذي يتخذ من الشرق مقرا له في آذار/مارس، لكنه يواجه رفض السلطة التنفيذية الحالية التنازل عن الحكم قبل إجراء انتخابات.

ورغم إصرار المجتمع الدولي، لا تلوح بوادر أي اتفاق لإجراء انتخابات.

وساطة

وعاد الوضع السبت إلى طبيعته في طرابلس ولم تكن هناك أضرار واضحة في منطقة القتال.

وقال مسؤول في وزارة الداخلية لوكالة الأنباء الفرنسية طالبا عدم كشف هويته إن “الاشتباكات التي شهدتها منطقة سوق (…) نشبت بين مجموعات مسلحة تابعة لقوة النواصي وجهاز حفظ الاستقرار”.

وأوضح أن المواجهات “اندلعت بسبب احتكاك واحتجاز مسلحين من الطرفين بعدما نشرا في وقت سابق أفرادا وعربات مسلحة في محيط المنطقة”.

وتابع “بحسب الحصيلة الأولية تم تسجيل قتيل (غير مدني) وخسائر في عدد من السيارات المدنية التي كانت رابضة في موقع الاشتباك من دون تسجيل خسائر في صفوف المدنيين”.

وأكد المصدر الأمني نفسه أن “الاشتباكات توقفت تماما بعد وساطة من طرف قوة عسكرية محايدة (لواء 444) نشرت عددا من مدرعاتها في منطقة سوق الثلاثاء وأعيد فتح الشوارع وحركة السير بدأت بالعودة إلى طبيعتها”.

وأظهر شريط فيديو تم بثه ليل الجمعة السبت رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة يأمر زعيم هذه المجموعة عبر الهاتف بتأمين المنطقة.

وأثارت هذه المواجهات موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي ضد هيمنة الميليشيات وهشاشة المؤسسات.

كيف تفاعل الليبيون مع مواجهات طرابلس العنيفة؟


02:21

أزمات متتابعة

كتب سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا خوسيه ساباديل على تويتر “إنه أمر مروع ومشين. تم استخدام أسلحة في حديقة كان الأطفال يجرون فيها ويلعبون”.

ويعد جهاز حفظ الاستقرار مواليا للدبيبة بينما لواء النواصي مقرب من منافسه رئيس الوزراء فتحي باشاغا. وليس هناك ما يشير إلى أن القتال مرتبط بشكل مباشر بالمنافسة بين الرجلين، لكنه ادى إلى شرخ بين مختلف المجموعات المسلحة في طرابلس، التابعة لهذا المعسكر أو ذاك.

 ومن الانقطاع المزمن للتيار الكهربائي إلى البنية التحتية المتضررة، والتضخم… يعاني الليبيون تبعات عدم الاستقرار منذ سقوط النظام القديم.

وقد واجهوا خيبة أمل جديدة في كانون الأول/ديسمبر مع تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى أجل غير مسمى ما أغرق هذا البلد الغني بالنفط مرة أخرى في حالة من عدم اليقين.

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى