قبيل سينودس المطارنة الموارنة الاثنين في بكركي: الف سؤال وسؤال!
على وقع الانهيار الاقتصادي الكبير وتداعياته على مختلف القطاعات اللبنانية المتعلقة مباشرة بحياة المواطن ومعيشته، وعلى وقع المساس المستمر بكرامة المواطن اللبناني الذي دائما ما تدعو الكنيسة الى حفظها وصونها باعتبارها واحدة من اهم الأمور التي يمتلكها الانسان على هذه الأرض، وفي ذكرى “مجزرة اهدن” التي وقعت في 13 حزيران 1973 وما تحمله من رمزية للتقاتل الماروني الذي على الرغم من ابتعاده عن المشهد الدموي الا انه ما زال حاضرا بشكل أكيد وصريح في مختلف الاروقة المارونية السياسية منها والروحية، ووسط تطلع الشعب الى الخلاص والى من ينجده وينتشله من “جهنم” المأساة اللبنانية القاتلة والمستمرة، ينعقد يوم الاثنين المقبل في 13 حزيران، “سينودوس الأساقفة الموارنة” وذلك في الصرح البطريركي في بكركي.
وانطلاقا من هذا التاريخ، سيجلس المطارنة الموارنة للأبرشيات المارونية المحلية اي المنتشرة في الداخل اللبناني والخارجية اي المنتشرة في مختلف الدول من سوريا وصولا الى أميركا، على طاولة واحدة مع البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وسيناقشون سلة مواضيع مرتبطة بالشؤون الكنسية الداخلية بالاضافة الى الشؤون الوطنية التي لا يمكن بأي طريقة من الطرق فصل بكركي عنها.
والسينودس او المجمع المقدس للكنيسة المارونية ووفقا لمفهومه العام هو عملية التئام للمطارنة الموارنة بهدف مناقشة الامور المشتركة ووضع بعض النقاط الأساسية التي تعتبر خريطة طريق لعمل الكنيسة الروحي والمؤسساتي بمختلف تفاصيله والوطني بطبيعة الاحوال.
وبشكل عام، شهدت الكنيسة المارونية في تاريخها نوعين أساسيين من المجامع: المجامع ذات الطابع العادي والأخرى ذات الطابع الاستثنائي الذي اتخذ صفة المحرّك والمغيّر ليس فقط بمسيرة الكنيسة المارونية انما ايضا بمسيرة لبنان في أكثر من مفصل وأكثر من تاريخ.
لذلك وبغض النظر عن طبيعة المجمع المقدس الذي سيلتئم في بكركي وبغض النظر عن المواضيع الداخلية اي المرتبطة مباشرة بالكنيسة التي سيعالجها ويناقشها، وبغض النظر أيضا عن النتائج التي سيتوصل اليها في هذا الصدد، لا بد من طرح علامات الاستفهام حول الدور الممكن ان يؤديه هذا المجمع على الصعيد الوطني المأزوم من مختلف اتجاهاته.
من هنا، وان أراد آباء المجمع ان يسمعوا صوت رعيتهم، لا بد من سؤالهم عما سيفعلونه او يقررونه تجاه القضايا الآتية:
– المواطنون بشكل عام والمسيحيون والموارنة منهم يعيشون واحدة من أبشع أزماتهم على الاطلاق، فهل ستستمر الكنيسة المارونية بنهجها التقليدي المعروف في الوقوف الى جانبهم ام انها ستطرح خطة طوارىء للتدخل السريع وغير المحدود؟
– المدارس في لبنان بشكل عام والكاثوليكية منها بشكل خاص تعيش صراعا مستمرا بين الادارة والاساتذة والتلاميذ والاهالي، فهل من خطة سريعة للتدخل ووقف نزف القطاع للحفاظ على الرأسمال البشري اللبناني؟
– تتقدم وترتفع أرقام ونسب الهجرة عند مختلف مكونات المجتمع اللبناني، ووفقا للمعطيات فان أكثر الارقام ارتفاعا تطال المجتمع المسيحي بعائلاته وشبابه، فهل من خطط واضحة لوقف هذا النزيف ام ان الشعارات نفسها ستبقى قائمة من دون تبديل او تغيير؟
– على الصعيد السياسي، طرح البطريرك الراعي نقطتين بارزتين، الاولى متمثلة في الدعوة الى الحياد والثانية في الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية في أول المهلة الدستورية التي ستنطلق في الاول من ايلول المقبل، فهل سيناقش المطارنة فعليا هاتين الدعوتين، وهل من تطوير وتدقيق ممكن لهما؟
وعلى صعيد زيارة البابا فرنسيس الى لبنان التي تم الاعلان عنها بطريقة ملتبسة تماما كما تم الاعلان عن الغائها ايضا، هل سيناقش المطارنة هذه الاشارة ويقدمون حولها تصورا واضحا ما يساعد على استقامة الامور مجددا؟
وبطبيعة الاحوال، لا بد من السؤال عما سيقدمه المطارنة على صعيد السكن والطبابة وغيرها من يوميات المواطن الحزينة والفاقدة للأمل والرجاء، من دون ان ننسى طبعا بعض الأمور الكنسية الشائكة التي يعبر عنها واقع بعض الرهبانيات العريقة بالاضافة الى بعض الاحاديث عن طلبات نحو الدوائر الفاتيكانية لتقديم استقالات جماعية او فردية.
وختاما وقبل ان يكرر البعض مقولتهم الشهيرة التي فيها يؤكدون انه لا يمكن ان تحلّ الكنيسة مكان الدولة ومؤسساتها، لا بد من التذكير ان الكنيسة اللبنانية هي العمود الفقري لهذا الوطن المشلّع وفي وقت الأزمات محتم عليها ان تتدخل عمليا وليس فقط نظريا.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook