دعوات لمقاطعة المنتجات الهندية وطرد العمال الهنود في عدة دول خليجية إثر تصريحات اعتبرت مسيئة للإسلام
نشرت في: 09/06/2022 – 15:40
لا تزال ردود الفعل المنددة والشاجبة متواصلة في العديد من الدول العربية والإسلامية إزاء تصريحات المتحدثة الرسمية باسم حزب “بهاراتيا جاناتا” الهندوسي الحاكم في الهند نوبور شارما التي اعتبرت مسيئة للنبي محمد. فيما عبرت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة عن استياءها واعتبرت أن هذه الإساءات تأتي في سياق تصاعد حدة الكراهية والإساءة للإسلام في الهند. بينما تعالت أصوات شعبية في العديد من دول الخليج لمقاطعة المنتجات الهندية وطرد العمال الهنود، إذ يعيش نحو 8,7 ملايين من بين 13,5 مليون مغترب هندي في منطقة الخليج وحدها، غالبيتهم في الإمارات.
غضب عارم في العديد من الدول العربية والإسلامية بعد التصريحات التي أدلت بها الناطقة الرسمية باسم حزب “بهاراتيا جاناتا” الهندوسي الحاكم في الهند نوبور شارما بداية الأسبوع والتي اعتبرت مسيئة لرسول المسلمين محمد.
هذه المسؤولة في أكبر حزب هندي كانت قد انتقدت علاقة النبي محمد بأصغر زوجاته عائشة. ما أثار ردود فعل عالمية منتقدة ولاقى شجبا واسعا لدى المسلمين عبر العالم.
وكانت إندونيسيا، أكبر بلد مسلم في العالم، من الدول الأولى التي انتقدت تصريحات المسؤولة الهندية، إذ أعلن المتحدث باسم وزارة خارجية هذا البلد توكو فايزاسيا أنه تم استدعاء السفير الهندي لدى جاكرتا الاثنين الماضي وسُلّم شكوى حكومية بشأن الخطاب المعادي للمسلمين.
استنكار شديد وتصاعد حدة الكراهية للإسلام
وأضاف العضو البارز في مجلس العلماء الإندونيسي، سودارنوتو عبد الحكيم في بيان إن التصريحات “غير المسؤولة والفظة أضرت بمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم”، مضيفا أنها تعارض “قرار مكافحة الإسلاموفوبيا الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في مارس/آذار الماضي”.
نفس الشيء قامت به أيضا الحكومة الماليزية إذ قررت هي الأخرى استدعاء سفير الهند لديها وأبلغته بـ”استنكارها الشديد”، داعية هذا البلد (أي الهند) إلى العمل سويا من أجل “استئصال الإسلاموفوبيا ووقف الأعمال الاستفزازية بما يخدم الأمن والاستقرار”.
أما منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة، فقد اعتبرت أن “هذه الإساءات تأتي في سياق تصاعد حدة الكراهية والإساءة للإسلام في الهند وفي إطار الممارسات الممنهجة ضد المسلمين بها والتضييق عليهم، خاصة في ضوء مجموعة من القرارات بمنع الحجاب في المؤسسات التعليمية في عدد من الولايات الهندية وعمليات هدم لممتلكات المسلمين، إضافة إلى تزايد أعمال العنف ضدهم”.
دعوات عربية لمقاطعة المنتجات الهندية وطرد العمال الهنود
هذا، وتصدر وسم “#إلا_رسول_الله_يا_مودي” اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العديد من الدول العربية، على غرار مصر والسعودية والكويت حيث تعالت أصوات في هذه الدول ودول خليجية أخرى إلى مقاطعة البضائع والمنتجات الهندية وإلى طرد العمالة الهندية من دول الخليج.
ويعيش نحو 8,7 ملايين من بين 13,5 مليون مغترب هندي في منطقة الخليج وحدها، غالبيتهم في الامارات (3,4 ملايين) والسعودية (2,5 مليون) والكويت (نحو مليون هندي)، بحسب إحصائيات هندية رسمية.
ففي الكويت مثلا، أعلنت جمعيات للمستهلكين الكويتيين مقاطعة المنتجات الهندية في الأسواق المركزية داعية أيضا إلى نزع البضائع الهندية من رفوف المتاجر والمطاعم.
وبدورها، استدعت الوزارة الخارجية القطرية السفير الهندي لديها وسلمته رسالة احتجاج ومذكرة رافضة وشاجبة لتصريحات المسؤولة في الحزب الحاكم.
الدول الخليجية تستدعي السفراء الهنديين لديها
وكتب سلطان بن السعد المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريده على تويتر: “إن هذه التصريحات المهينة التي تحرض على الكراهية الدينية هي إساءة لمسلمي العالم أجمع وتدل على الجهل الواضح للدور المحوري الذي لعبه الإسلام في تنمية الحضارات في جميع انحاء العالم، بما في ذلك الهند”.
نفس الخطوة قامت بها أيضا كل من البحرين والكويت اللتين استدعيتا سفيري الهند لديهما، فيما رحبتا بقرار حزب “بهاراتيا جاناتا” إيقاف المتحدثة باسمه عن العمل، وشددتا على “ضرورة شجب أي إساءات بحق النبي محمد، باعتبارها استفزازا لمشاعر المسلمين وتحريضا على الكراهية الدينية”.
تعليق مهام نوبور شارما
أمام ارتفاع شدة الغضب في الدول العربية والإسلامية وحدوث مواجهات وأعمال عنف بالهند، اضطرت نوبور شارما إلى تقديم اعتذاراتها مؤكدة أنها تلقت تهديدات بالقتل. من جهته، عمد حزبها القومي الهندوسي إلى تعليق مهامها بحجة أنها “عبرت عن آراء مخالفة لموقف الحزب”. وأكد في بيان أنه “يشجب بقوة أي شتيمة توجه لمقام ديني أو ديانة”.
وزارة الخارجية تستدعي السفير الهندي وتسلمه مذكرة رسمية برفض دولة قطر التام وشجبها لتصريحات مسؤول في الحزب الحاكم ضد الرسول الكريم
#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/AohizKocjF— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) June 5, 2022
هذا، ووجّه زعماء في حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الذي يرأسه رئيس الوزراء ناريندرا مودي المسؤولين إلى توخي “الحذر الشديد” عند الحديث عن الدين في المنتديات العامة، حسب ما أفادت به وكالة رويترز التي أضافت إن “التوجيهات الشفهية التي قدمها زعماء الحزب شملت حوالي ثلاثين من كبار المسؤولين في الحزب والمصرح لهم في المشاركة في النقاشات السياسية التلفزيونية وتطالبهم بعدم “التحدث بطريقة تؤذي المشاعر الدينية لأية طائفة من جهة ونشر مبادئ الحزب بطريقة متطورة”.
تطاول وسوء أدب حسب جامعة الأزهر
وإلى ذلك، أدان الجامع الأزهر وهو أعلى مؤسسة دينية في مصر التصريحات المسيئة واعتبرها “تطاولا وسوء أدب في الحديث عن النبي محمد وزوجه السيدة عائشة”. وأكد، في بيان رسمي الأحد الماضي أن مثل هذا التصرف “هو الإرهاب الحقيقي بعينه، الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة”. ودعا الأزهر المجتمع الدولي إلى التصدي بكل حزم وقوة لمثل هذه الإساءات.
وتشارك شارما البالغة 37 عاما بانتظام في نقاشات تلفزيونية مدافعة بحماسة عن برنامج رئيس الوزراء نارايندرا مودي.
واتسع نفوذها مع بروز حزب “بهاراتيا جاناتا” في العقد الأخير ليفرض نفسه بصفته القوة السياسية المهيمنة في الهند من خلال دفاعه عن الهوية الهندوسية.
وكانت شارما النجمة الصاعدة في الحزب الذي يتخذ بحسب مراقبين ومنتقدين، مواقف تمييزية حيال المسلمين البالغ عددهم 200 مليون نسمة في الهند، لكنهم يشكلون أقلية.
في العام 2008 عندما كانت لا تزال طالبة انخرطت في صفوف شبيبة الحزب قبل أن تنتخب رئيسة النقابة الطلابية في جامعة نيودلهي العريقة. وقادت حشودا من الطلاب لاقتحام ندوة نظمها أستاذ جامعي مسلم اتهم زورا بتنفيذ هجوم إرهابي على البرلمان لكنه برئ بعد ذلك. وفي اليوم نفسه، خلال برنامج تلفزيوني دافعت بقوة عن تصرفاتها وسلوك رفيق لها بصق على الأستاذ الجامعي. وأكدت يومها “لا أريد الاعتذار. أريد أن أتخذ موقفا. على البلد برمته أن يبصق بوجهه. من دعاه إلى الجامعة للحديث عن الإرهاب؟”
هل تنفذ حكومة مودي سياسة تمييزية حيال المسلمين؟
منذ وصولهما إلى السلطة في 2014 اتهمت حكومة مودي والحزب القومي الهندوسي بتأييد سياسة تمييزية حيال المسلمين.
واقترح رئيس الوزراء قانونا أثار جدلا يمنح الجنسية الهندية للاجئين باستثناء المسلمين في حين أقرت الولايات الهندية التي يسيطر عليها الحزب القومي الهندوسي قوانين تجعل من الصعب على المسلمين الزواج من شخص ينتمي إلى ديانة أخرى.
ولزم مسؤولو الحزب كذلك الصمت بشأن هجمات استهدفت مسلمين متهمين بقتل أبقار وهي حيوانات مقدسة في الديانة الهندوسية.
ترفض الهند الانتقادات الخارجية التي تتهمها بالتمييز الديني. ونشرت وزارة الخارجية الأسبوع الماضي بيانا يعيد تأكيد تمسك البلاد “بالحرية الدينية وبحقوق الإنسان”.
ورأى هارتوش سينغ بال المحرر السياسي في مجلة “كارافان” أن تعليق مهام شارما لا يعكس قناعات الحزب بل إن تعليقاتها حول الإسلام “تجاوزت الهدف” الذي حدده.
فرانس24
//platform.twitter.com/widgets.js
مصدر الخبر
للمزيد Facebook