ماكرون يراهن على الفوز بالغالبية المطلقة للمضيّ في إصلاحاته
نشرت في: 09/06/2022 – 18:37
يعلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون آمالا في فوز حزبه بالأغلبية المطلقة خلال الانتخابات التشريعية التي تجري دورتها الأولى الأحد 12 يونيو/حزيران ليتمكن من تنفيذ برنامجه وإنجاز الإصلاحات التي وعد بها الناخبين خلال الرئاسيات الأخيرة خصوصا ما يتعلق بالقدرة الشرائية وأنظمة التقاعد. من جانبه يأمل زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون بتحقيق الأغلبية البرلمانية لفرض مبدأ التعايش على الرئيس.
يتوجه الفرنسيون مجددا الأحد المقبل إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نوابهم، بعد شهر ونصف شهر على إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون والذي وحسب استطلاعات الرأي سيحظى بغالبية برلمانية، لكن الاقتراع من دورتين مهدد بالمقاطعة واليسار الموحد بالمرصاد.
ويأمل الرئيس ماكرون في تجديد غالبيته المطلقة في الجمعية الوطنية المقبلة، والتي من شأنها أن تترك له مطلق الحرية لبدء سلسلة إصلاحات خلال ولايته الثانية من خمس سنوات خصوصا بشأن رواتب التقاعد.
ويذكر أنه خلال ولايته الأولى التي تخللتها أزمات من تحرك “السترات الصفر” إلى جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، كان لماكرون جمعية وطنية مؤيدة لقضيته.
لكن على خلفية ارتفاع التضخم والتباطؤ الاقتصادي، تبلورت الحملة حول صدام بين معسكر ماكرون وحلفائه الوسطيين وتحالف غير مسبوق بين الأحزاب اليسارية حول شخص جان لوك ميلنشون.
في سن السبعين، أثبت ميلنشون المخضرم في الحياة السياسية الفرنسية، أنه خصم ماكرون الرئيسي على رأس هذا التحالف الذي يضم الاشتراكيين والشيوعيين والخضر وحزبه “فرنسا الأبية”.
للمزيد: مفاتيح لفهم الانتخابات التشريعية الفرنسية
ويأمل زعيم اليسار الراديكالي بالفوز في الانتخابات التشريعية وفرض تعايش على الرئيس. وسخر ميلنشون الأربعاء من “الهلع السائد” في معسكر ماكرون قائلا “عليكم أن تخافوا. ميلنشون عدواني سيلتهم أطفالكم”.
وأمام استطلاعات الرأي غير المشجعة، كثف إيمانويل ماكرون المداخلات والزيارات وتوجه الخميس إلى جنوب غرب البلاد، مركزا هجماته على جان لوك ميلنشون.
المقاطعة سيدة الموقف
وخلال هذه الانتخابات سيكون على الفرنسيين تجديد جميع مقاعد الجمعية الوطنية، أي 577 نائبا في هذه الانتخابات التي تتم على دورتين، في 12 و19 يونيو/حزيران.
وتمنح طريقة التصويت الأفضلية للأحزاب الكبرى المتجذرة محليا والأفضل توزيعا على الأراضي الفرنسية وتعاقب الأحزاب الصغيرة.
للمزيد: راشيل كيك… عاملة النظافة التي تريد دخول أروقة البرلمان الفرنسي من باب الانتخابات التشريعية
لكن كلما اقترب الاستحقاق الانتخابي ازداد خطر الامتناع عن التصويت: فمن المرجح أن تسجل الدورة الأولى رقما قياسيا جديدا لجهة المقاطعة بنسبة تراوح بين 52% و56% (مقابل 51,3% في 2017) وفقا لمعهد إيبسوس سوبرا ستيريا.
والرهان الرئيسي يكمن في ما إذا كان ماكرون سيحظى بغالبية نسبية أو مطلقة في الجمعية الوطنية وحجم المعارضة لا سيما من اليسار. لكن الهوة تقلصت في نهاية الحملة.
فتحالف اليسار بزعامة ميلنشون تقدم بشكل طفيف إلى 28% من نوايا التصويت مقابل 27% للغالبية الرئاسية وقد يهدد أغلبية ماكرون المطلقة، وفقا لاستطلاع لمعهد ايبسوس سوبرا ستيريا نشر الخميس.
سيحصل حزب مارين لوبان من اليمين المتطرف على 19,5% من الأصوات، متقدما بفارق كبير على اليمين التقليدي الحاصل على 11%، والذي يواصل تراجعه.
مصير الحكومة الحالية التي تشكلت منتصف مايو/أيار، رهن أيضا بنتائج الانتخابات التشريعية فالعديد من أعضائها وبينهم رئيسة الوزراء إليزابيت بورن مرشحون.
وهزيمة بورن المرشحة في دائرة انتخابية في نورماندي (غرب) ستعني إجراء تعديل وزاري كبير.
في هذه الأثناء، أدت المواجهة بين معسكري ماكرون وميلنشون إلى إبعاد مارين لوبان التي سعت لإثبات وجودها طوال الحملة الإنتخابية.
واعتبرت لوبان الوضع في البلاد بأنه “مأساوي” مع انعدام الأمن، مشيرة إلى “قضية استاد فرنسا” حين ساهمت مجموعات من “المشاغبين” في نشر “ليلة من الرعب”، في إشارة إلى التنظيم الفاشل لنهائي دوري أبطال أوروبا في 28 مايو/أيار في الملعب المذكور.
وتشهد هذه الانتخابات العديد من النقاط الساخنة: يخوض اليمين المتطرف معركة صعبة في الريفييرا الفرنسية حيث يتنافس المرشح السابق المثير للجدل إريك زمور الذي حل في المرتبة الرابعة في الاقتراع الرئاسي مع مرشحة من الغالبية المنتهية ولايتها ومرشح من حزب لوبان.
وفي شرق البلاد، يراهن وزير التضامن داميان آباد المنشق عن اليمين الذي التحق بمعسكر ماكرون، على مستقبله السياسي بسبب اتهامات بالاغتصاب ينفيها بشدة.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook