آخر الأخبارأخبار محلية

عرض عضلات “مضبوط” ولا حرب في الافق؟!

كتب جورج شاهين في” الجمهورية”:

تلاقت الإرادتان اللبنانية والاسرائيلية على توجيه دعوة عاجلة الى الوسيط الاميركي في مفاوضات الناقورة عاموس هوكشتاين للعودة إلى المنطقة للحؤول دون اي عمل عسكري “يخربط” الوضع فيها، ويقودها الى حيث لا يريد أحد في مثل الظروف التي تعيشها المنطقة في ظل تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، ما يدفع الى منع اي حرب في الشرق الاوسط أيّاً كان سببها او حجمها.

ويدرك المراقبون الديبلوماسيون كما العسكريين انّ ما تقوم به الباخرة ليس استطلاعاً ولا استكشافاً، فهذه المرحلة انتهت اسرائيل منها قبل سنوات. ولمن لا يدرك ذلك فإنّ “شركة الطاقة البريطانية اليونانية Energean، التي نقلت باخرتها نهاية الاسبوع الماضي الى المنطقة، هي التي تمتلك حقوق استثمار حقول غاز كاريش منذ عام 2016. وانّ خطوتها الاخيرة تهدف الى ربط المنصة بخطوط النقل لاستخراجه في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة”.

تُرجّح التقارير الواردة الى بيروت من اكثر من عاصمة غربية وعربية ان تأخذ الديبلوماسية الاميركية مدعومة من مجموعة من القوى الدولية الاخرى مَداها الاقصى من خلال الزيارة التي ربما ستكون الأخيرة لهوكشتاين إلى المنطقة قبل التفكير بأي عمل عسكري من اي جهة كانت وعلى مستوى القوى التي تمتلك قرارها المحلي او تلك التي تُدار من الخارج. صحيح انّ اليد على الزناد، ولكن النتائج في حال استخدامه لن تكون نزهة بالنسبة الى لبنان قبل غيره من دول المنطقة. فالمعركة ستكون على أرضه وعلى ابواب صيف واعد، وانّ اي خطأ او دعسة ناقصة ستكون كارثية بالمعنى الحقيقي للكلمة.
وبناء على ما تقدّم، تبدو الصورة اكثر وضوحاً من قبل، فليس في العالم من هو على استعداد لمواجهة آثار مثل هذه العملية العسكرية التي لا يستطيع أحد ان يحدّد لها اي نهاية ان تم تأريخ انطلاق شرارتها. وعلى هذه المعطيات يمكن التكهّن بما ستقود إليه المساعي المبذولة وسط اعتقاد كُثر بأنّ المهل باتت قصيرة وانّ مسلسل المفاوضات اقترب من نهايته بما يترتّب عليه من قرارات عاجلة لم تعد تتحمّل التأجيل المعتمَد منذ سنوات. فالحاجات الدولية الى اي إنتاج اضافي من الغاز قد تدفع الولايات المتحدة الى ترتيب علاقات فنزويلا وإيران الدولية من أجل استخدام إنتاجها تعويضاً عن النقص من الغاز الروسي. فهل تحتمل ان تتفرّج على إنتاج في شرق المتوسط يمكن استثماره قبل نهاية الصيف المقبل على أبواب خريف بارد ستُعانيه اوروبا والعالم ما لم يتوافَر البديل سريعاً؟ وهي ملاحظات لا يمكن تجاهلها وهي تتجاوز اي معطيات أخرى محلية كانت او اقليمية او دولية، وانّ مرحلة استنساخ سياسة النعامة في طمر رأسها في الرمال قد وَلّت.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى