آخر الأخبارأخبار محلية

“كاريش” مقابل “قانا”: لبنان اقتنع ولكن…

كتب طوني عيسى في ” الجمهورية “: اليوم، هناك فرصة ليقطف لبنان ثمرة المفاوضات، مستفيداً من موقعه على خريطة الطاقة في المتوسط والخريطة الجيوسياسية بين الشرق الأوسط وأوروبا، ولاسيما حاجة القوى الإقليمية والدولية إلى حسم ملف الغاز في الشرق الأوسط، في ظلّ التأزّم الحاصل مع روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا.

 

على الأرجح، لن تكون للبنان فرصة أفضل من المقايضة المعروضة حالياً: «كاريش» مقابل «قانا». ويوحي سلوك قوى السلطة بأنّها كلها موافقة على هذا الطرح، بدءاً برئيس الجمهورية ميشال عون.

 

وفي معزل عن الكلام المثار عن لقاءات غير معلن عنها بين رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل وهوكشتاين في أوروبا، وما قيل عن مساعٍ بذلها باسيل لرفع العقوبات الأميركية عنه مقابل الموافقة على طرح هوكشتاين، فمن الواضح أنّ الرجل موافق على المقايضة بين «كاريش» و»قانا».

 

وبديهي أن يوافق الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي على الطرح أيضاً، لأنّه أفضل بكثير من اتفاق الإطار الذي انطلقت المفاوضات على أساسه، والذي يعتبر الخط 23 حدّاً أقصى للطموحات اللبنانية.

 

هذا المناخ يؤكّد المعلومات التي تفيد بأنّ إسرائيل حصلت على تطمينات أميركية أوّلية، قبل أن تقوم باستقدام سفينة الحفر إلى «كاريش»، ومفادها أنّ الجانب اللبناني ليس في وارد الردّ بمغامرة لأنّه راضٍ مبدئياً بالصفقة.

 

وثمة سببان يدفعان لبنان الرسمي إلى القبول بالمقايضة: 1- هي أفضل عرض يمكن الحصول عليه واقعياً، ومن شأنه أن يتيح للبنان المباشرة في استثمار طاقته النفطية بدءاً من البلوكات الجنوبية، بتشجيع ودعم إقليمي ودولي، وسط مستقبل ستظهر فيه حاجة العالم القصوى إلى غاز الشرق الأوسط، وحاجة لبنان الماسّة إلى الإفادة من موارده الطبيعية الكامنة في عملية النهوض.

2في أي مواجهة سيقرِّر لبنان خوضها مع إسرائيل في ملف الطاقة الغازية في المتوسط، سيجد نفسه معزولاً، وسيكتشف أنّه لا يتحدّى إسرائيل وحدها بل العرب جميعاً، ولاسيما مصر والأردن والخليجيين، ومعهم أصدقاءَه في العالم كفرنسا والولايات المتحدة. فجميع هؤلاء لهم مصلحة في إنهاء أزمة الحدود وبدء استخراج الغاز، وشركاتُهم تنتظر إشارة الانطلاق.

 

ولكن، تبقى الأنظار مشدودة إلى موقف «حزب الله» الذي يلتزم جانب الترقُّب. فما يهمُّه من الصفقة هو أن يكون صاحب القرار الأكبر، وأن تكون حصّته محفوظة. والأهم: هل ستكون هناك شروط سياسية ترتبط بالتوقيع على ترسيم الحدود وتقاسم الغاز؟

يريد «الحزب» أَلّا يدخل لبنان في منظومة الطاقة الشرق أوسطية، أي منظومة التطبيع الاقتصادي والسياسي…إلّا إذا وجدت إيران نفسها أنّ الظروف نضجت لصفقة تحفظ مصالحها. وهذا الأمر ليس وارداً قبل التوقيع مع واشنطن في فيينا. وعند هذه النقطة سيقرِّر لبنان الرسمي كيف يتعاطى مع مسألة «كاريش» أو مع الجولة المقبلة من المفاوضات، بعد وصول هوكشتاين.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى