آخر الأخبارأخبار محلية

أزمة التنقيب عن النفط من منظار لبناني: “التفاوض اولا”

حركت الخطوة العدائية التي اتخذتها اسرائيل من خلال البدء بالاجراءات العملية لاستخراج النفط قرب الحدود البحرية اللبنانية، الحركة السياسية المرتبطة بالتفاوض غير المباشر بين لبنان واسرائيل وبمسألة التنقيب عن النفط في البلوكات اللبنانية ، وهو امر كان متوقفا منذ اشهر لاسباب كثيرة ومتعددة. لكن الحراك الاعلامي والسياسي الذي حصل امس سيخضع لاكثر من امتحان في الساعات القليلة المقبلة.

 

الانظار تترقب بشكل اساسي موقف حزب الله الذي كان قد هدد امينه العام حسن نصرالله بخطوات ردعية في حال قررت اسرائيل الاعتداء على ثروات لبنان النفطية في البحر، لكن السيد حسن نصرالله ربط تهديده بشكل شبه كامل بقرار حاسم من الدولة اللبنانية تحدد عبره الحدود الفعلية للبنان، لكي يتعاطى الحزب مع هذه الحدود.

 

لكن موقف الحزب اليوم ستحكمه اعتبارات واضحة لعل اولها موقف واضح من قبل الدولة او المعنيين فيها يحدد خط الحدود الرسمي الذي تعترف به الدولة اللبنانية، وثانيا الذهاب بإتجاه قرار واضح ببدء عملية التنقيب عن النفط في البلوكات اللبنانية والاتفاق مع شركات لديها الجرأة القيام بذلك.

 

ذهاب الدولة الى مثل هذه القرارات سيعني حتما ان الحزب سيكون له موقف واضح من اي اعتداء اسرائيلي، ان كان عبر التلويح بالقوة او عبر استخدامه الفعلي لها. اما عدم قيام الدولة بأي من هذه الخطوات، فهذا لن يعني عدم اتخاذ الحزب اي خطوات عسكرية او امنية خلال المرحلة المقبلة اذ ان قرارا احاديا من الحزب لحماية الثروة الغازية سيظل احتمالا واردا.

 

على الصعيد الرسمي يبدو ان هناك تعويلا على استعادة زخم التفاوض ضمن شروط مختلفة، خصوصا ان سفينة استخراج الغاز لم تتمركز شمال الخط ٢٩ بل جنوبه ولم تدخله عمليا وهذا يبقي هامشا من الحركة للسياسة اللبنانية وللديبلوماسية التفاوضية التي لا يزال يعول عليها الرئيس ميشال عون.

 

من المتوقع ان يرد الاميركيون اليوم على الاستفسارات اللبنانية بشأن عودة الوسيط الاميركي للقيام بدوره، ومن المتوقع ان يكون الرد ايجابيا ما سيخفف من حدة الموقف الرسمي اللبناني بشكل كبير، اما في حال جاء الرد سلبيا او تأخر فإن الخطوات المتوقعة قد تكون تصعيدية ما سيتدحرج الى مناوشات بحرية.

 

لا شك بأن التطورات الاقليمية والداخلية توحي بأشهر ساخنة قد تكون عمليات التنقيب واستخراج النفط بالقرب من الشواطئ اللبنانية احدى دوافع سخونتها، لكن الاكيد ان الامور متروكة خلال الايام المقبلة للسياسة والديبلوماسية..


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى