“الاشتراكي” – “القوات”: المشاركة في الحكومة… ثاني التمايزات
إذ سارعت “القوات” وعلى لسان رئيسها سمير جعجع إلى قطع الطريق على محاولات “إغرائها” بمقاعد وزارية، حيث اعتبر أن “القوات” سترفض أي شخص متحالف مع “حزب الله” لمنصب رئيس الوزراء وستلتزم بمقاطعتها للحكومة إذا تشكلت حكومة توافقية جديدة… ما يضع “القوات” و”الاشتراكي”، من جديد، على خطين منفصلين، بعدما ابتعدا في قرار التصويت للرئيس بري.في الواقع، لا حرج لدى الاشتراكيين في الإفصاح عن تمايزات تجعلهم على مسافة من “القوات” رغم التحالف الانتخابي الذي جمعهما في دائرتيْ الشوف- عاليه وبعبدا، حيث يبدو أنّ المشاركة في الحكومة، أقله في المدى المنظور، ستكون بنداً إضافياً في جدول التباينات بينهما. يقولون إنّ التلاقي مع معراب قائم حول بعض المسائل الأساسية، السيادية بشكل خاص، ولكن هذا لا يمنع بنظرهم حصول التمايز في الكثير من المسائل الحياتية والمعيشية من دون أن يؤدي إلى طلاق أو توتر في العلاقة الثنائية. اذ ليس من الضرورة أن يسود التوافق أو التفاهم في كلّ القضايا لا سيما أنّه لكل طرف اعتباراته وحساباته التي تملي عليه موقفه من القضايا المطروحة.
ويرون أنّ المشاركة في الحكومة هي من باب تحمّل المسؤولية، لأنّ البقاء في صفوف المعارضة هو أسهل الممكن، ولكن الانهيار يجعل من قرار الاعتكاف أو التحجج بعدم الجلوس إلى طاولة تجمعه مع “حزب الله”، هو بمثابة تهرّب من المسؤولية، لافتين إلى أنّ مشاركة “الحزب” في اللجان النيابية وفي مجلس النواب، هي تشريع لوجوده، وبالتالي إمّا تكون المقاطعة شاملة وإما لا تكون، مؤكدين أنّ الوضع المتدهور يفرض علينا المشاركة في كلّ القرارات المصيرية التي ستتخذها السلطة التنفيذية من خلال الاعتراض على طاولة القرار، لا الاكتفاء “بالنكد السياسي”، الذي لا يُفهم في هذه اللحظات إلا بكونه خطاباً شعبوياً خصوصاً وأنّ احتمال قيام حكومة قبل أفول العهد، هو صعب للغاية.
أمّا قيام حكومة جديدة، فلا يبدو أنّه متاح في الوقت الراهن خصوصاً اذا تعامل معها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على قاعدة أنها آخر فرص فرض شروطه. ومن هنا، يبدأ مسلسل الاشكاليات والعراقيل خصوصاً وأنّ قوى الثامن من آذار لا تملك أغلبية متراصة قادرة على تلبية طلباته… فيما الاستعانة بـ”الأصدقاء” ستكون مكلفة وستدفع به إلى تقديم الكثير من التنازلات، قد لا يكون بوارد الاقدام عليها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook