شروط باسيل تصطدم بواقع مأزوم ومخاطر الارتطام الاخير
ليس في القول بأن لبنان يسير بخطى سريعة نحو الفوضى العارمة مبالغة، فنتائج الانتخابات النيابية التي يرغب البعض باستغلالها لا يمكن صرفها فورا أمام حدة الازمات و سرعة الانهياراتظ، فيما الادارة العامة كما الأسلاك المدنية و العسكرية والأمنية باتت عاجزة على القيام بادنى واجباتها.
المعطيات المتوفرة تشير إلى بروز نوع من الاستعصاء في تشكيل حكومة نهاية العهد ، الأسباب كثيرة وعديدة لكنها لا تهم المواطن المنكوب الذي بات يبحث عن خشبة خلاص تقيه العوز و الحاجة، حيث تكاد العائلات لا تجد أدنى متطلبات الحياة ، و لا تنفع معزوفة نفض اليدين، فيما السعي إلى تقاسم أدنى مغانم السلطة من مأموري الاحراج حتى قائد الجيش تحت يافطة المشروعية السياسية.
الحقيقة الثابتة مهما تغافل عنها البعض، كامنة بعدم امتلاك المجلس النيابي المنتخب حديثا المشروعية الشعبية في ظل نسبة الاقتراع المتدنية، والمجلس الحالي باقلياته او باكثريته المتحركة ليس سوى ارهاصات قانون انتخابي متخلف بكل المقاييس بشهادة اهل السلطة، ورغم ذلك هناك من يقفز فوق ذلك محاولا اقتناص الفرصة و تشكيل حكومة وفق منطق “تركيب الطرابيش”.
تسمية رئيس مكلف لتشكيل الحكومة ، ليست بالمهمة السهلة طالما ان الخارج لا يزال يتعاطى بحذر شديد تجاه لبنان ، و لا يبدي اكتراثا بالاستحقاقات الداخلية الا بمقدار انتظام عمل المؤسسات و الشروع باصلاحات جدية و فعالة، بالمقابل بات واضحا سعي النائب جبران باسيل تفصيل حكومة تتناسب مع وضعه و ظروفه لناحية الأمساك بالقرار الحكومة اولا ثم فرض شروط و متطلبات معينة تحت يافطة التمثيل السياسي والمشروعية السياسية.
هنا يتسائل اكثر من طرف سياسي، عن قدرة باسيل على فرض شروطه او اللجوء إلى نهجه في تعطيل الاستحقاق الدستورية حتى يحظي بما يريد، بينما البلاد والعباد بحالة نكبة حقيقية، والمرحلة المقبلة سوداوية في شتى المجالات، فضلا عن قدرة باسيل على إقناع حلفائه و تحديدا حزب الله بما يريد كما التفاهم بين الأطراف المختلفة.
يشير مسؤول سياسي بارز، الى كون لبنان يسير نحو الفراغ و الفوضى في ظل الذهنية الجامدة، فالمطلوب ليس تشكيل حكومة وفق اهواء سياسية بقدر الحد من تداعيات الانهيارات المتتالية، و هذا ما يفرض سعيا جديا نحو الإنقاذ تحت طائلة الوصول إلى حالة من الفوضى العارمة تفرض خيارات ليس اقلها عقد مؤتمر تأسيسي، و ذلك يعني الكثير للمسيحيين قبل الفئات الأخرى.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook