إعادة فتح الحدود للمغاربة العاملين في جيبي سبتة ومليلية
نشرت في: 31/05/2022 – 21:58آخر تحديث: 31/05/2022 – 22:01
بعد إغلاق استمر نحو عامين، أعيد فتح المعابر الحدودية بجيبي سبتة ومليلية أمام المغاربة العاملين بالمدينتين، وفق ما أعلنت السلطات الإسبانية والمغربية الثلاثاء. ولن يتمكن من العودة للعمل سوى نحو 230 مغربيا “وضعيتهم قانونية” وهو ما يعتبر عددا ضئيلا بعد كان عدد العاملين يقارب 4400 عند إغلاق الحدود في آذار/مارس 2020.
في إطار المصالحة بين البلدين، أعاد المغرب وإسبانيا الثلاثاء فتح معابرهما الحدودية بجيبي سبتة ومليلية أمام المغاربة العاملين بالمدينتين بعد توقف استمر عامين. لكن القرار لا يشمل حاليا سوى عددا محدودا ممن ما زالت تأشيراتهم سارية الصلاحية.
وأشارت سلطات المدينتين أنه لم يتمكن من العودة سوى قرابة 230 مغربيا “وضعيتهم قانونية” ومعظمهم نساء عاملات بيوت في سبتة ومليلية.
ويذكر أنه بلغ عدد هؤلاء العاملين نحو 4400 عند إغلاق الحدود في آذار/مارس 2020، وفق مصادر رسمية إسبانية. في حين تقول نقابة العمال الحدوديين بالمغرب أن هذا العدد يفوق الثمانية آلاف. وظل هؤلاء محرومين من مصدر دخل منذ إغلاق الحدود بسبب جائحة كوفيد-19، ثم بسبب الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين المغرب وإسبانيا ربيع العام التالي.
وتفاءل هؤلاء خيرا بعد توصل الرباط ومدريد مؤخرا لاتفاق مصالحة من بين بنوده إعادة فتح هذه المعابر منذ منتصف آذار/مارس للمسافرين، وابتداء من الثلاثاء بالنسبة للعمال. لكن جلهم فقدوا وظائفهم ولم يعد بإمكانهم الرجوع إلى سبتة بناء على رخص العمل التي انتهت صلاحياتها. وبات عليهم بالتالي الحصول على تأشيرات للتمكن من الدخول بدل رخص العمل التي كانت كافية لذلك قبل إغلاق الحدود.
من جانبها أوضحت السلطات المحلية بسبتة أنها ستسمح بدخول 35 إلى 40 شخصا يوميا ابتداء من الغد “لتسوية وضعيتهم وطلب تأشيرة”، مشيرة إلى أن القرار يهدف إلى “استئناف تدريجي ومنظم لفتح الحدود وإنهاء الاقتصاد غير المنظم”.
لكن نقابة العمال الحدوديين المغاربة تعتبر هذا القرار “جائرا”، وتطالب حكومتي الرباط ومدريد بالتراجع عنه، وتمكينهم من الدخول بناء على رخص العمل السابقة لتسوية أوضاعهم مع مشغليهن أو البحث عن وظائف أخرى، فق ما أوضح المسؤول في النقابة شكيب مروان لوكالة الأنباء الفرنسية.
صباح الثلاثاء تجمعت عشرات النساء، اللواتي فقدن وظائفهن خلال الأزمة، على مقربة من الطريق المؤدي إلى معبر سبتة وسط مدينة الفنيدق للاحتجاج على “منعهن من الدخول”.
“لا للتأشيرة”
ورددت العاملات “لا للفيزا” وقد شهرن رخص العمل. وجلهن كن عاملات بيوت يحصلن على أجور أفضل مما يمكن أن يحصلن عليه لقاء العمل نفسه في المغرب.
وقالت لطيفة (45 عاما) التي جاءت من مدينة تطوان المجاورة لوكالة الأنباء الفرنسية “انتظرت بفارغ الصبر هذا اليوم… لكننا فوجئنا بفرض التأشيرة علينا”. مضيفة “لا يُعقل أن يُطلب مني تأشيرة بعدما عملت 15 عاما مربية أطفال في سبتة، أريد الدخول لأنني متأكدة من الحصول على عمل لم أجده هنا”. وتعيل لطيفة أسرة من ثلاثة أبناء.
بدورها أعربت عزيزة (53 عاما) عن خيبة أملها قائلة “عشنا ظروفا قاسية خلال الأزمة التي فاجأتنا دون أن تكون لدينا أي مدخرات… لا يعقل أن يفرضوا علينا تأشيرة لدخول مدينة نطل عليها من أسطح بيوتنا”.
وقالت هي الأخرى إنها “واثقة” من العثور على عمل في سبتة لإعالة أسرتها التي تضم 6 أفراد. سبق أن نظم العاملون احتجاجات في العامين الماضيين لمطالبة السلطات بإعادة فتح الحدود وتمكينهم من الحصول على دعم في مواجهة البطالة عن العمل.
وجاء استئناف مرور العمال المغاربة نحو سبتة ومليلية كأحد بنود اتفاق المصالحة الذي توصلت إليه الرباط ومدريد في نيسان/أبريل، وأنهى أزمة دبلوماسية حادة استمرت طيلة عام. وهي المصالحة التي أتاحها تغيير مدريد موقفها المحايد إزاء نزاع الصحراء الغربية، لصالح مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب حلا وحيدا لإنهاء النزاع.
والخطوة هي الثالثة بعد استئناف الرحلات البحرية بين البلدين منتصف نيسان/أبريل، والتعاون في محاربة الهجرة غير النظامية وفي تنظيم عملية عبور المغاربة المقيمين بأوروبا عبر موانئ البلدين ابتداء من 15 حزيران/يونيو.
أنهت هذه المصالحة أزمة حادة بسبب استضافة مدريد زعيم جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، إبراهيم غالي للعلاج.
وتفاقمت الأزمة حينها مع تدفق نحو 10 آلاف مهاجر معظمهم مغاربة، وبينهم الكثير من القاصرين، على جيب سبتة، مستغلين تراخيا في مراقبة الحدود من الجانب المغربي.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook