نبيه بري رئيسا للبرلمان اللبناني …في أطول عهدة بالعالم العربي
نشرت في: 31/05/2022 – 14:16
انتخب مجلس النواب اللبناني الجديد نبيه بري رئيسا للبرلمان، في جلسته الأولى الثلاثاء وذلك للمرة السابعة على التوالي. ويعتبر بري صاحب أطول ولاية في رئاسة مجلس النواب في العالم العربي والأرجح في العالم. ورغم ظهور حركة شعبية غير مسبوقة تطالب برحيل كامل الطبقة السياسية اللبنانية، حافظ بري على منصبه مستفيدا من تحالفات مكنته من الفوز بـ65 صوتا من إجمالي 128صوتا .
انتخب مجلس النواب اللبناني الثلاثاء نبيه بري رئيساً له للمرة السابعة على التوالي، في أول جلسة يعقدها البرلمان الجديد الذي بات يضم بعد الانتخابات النيابية الأخيرة كتلاً غير متجانسة لا يحظى أي منها بأكثرية مطلقة.
وفاز برّي بأصوات 65 نائباً من إجمالي 128 يشكلون أعضاء البرلمان مقابل 23 ورقة بيضاء و40 ورقة ملغاة. وكان المرشح الوحيد لرئاسة البرلمان التي تعود في لبنان إلى الطائفة الشيعية، وذلك كون حزب الله وحركة أمل التي يترأسها بري حصدا مجمل المقاعد النيابية الشيعية في المجلس البالغ عددها 27.
ويأتي انتخاب بري (84 عاماً)، صاحب أطول ولاية في رئاسة مجلس النواب في العالم العربي والأرجح في العالم، بعد سلسلة أزمات شهدها لبنان خلال السنوات الأخيرة بينها انهيار اقتصادي متسارع واحتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة وانفجار كارثي في مرفأ بيروت.
وأتاحت الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في 15 أيار/مايو وصول 13 نائباً مستقلاً على الأقل إلى البرلمان، بينهم أطباء ومحامون ومهندس وأساتذة جامعيون انبثقوا من مظاهرات 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 التي طالبت بإسقاط كل الطبقة السياسية التقليدية. رغم ذلك، تمكن بري، حليف حزب الله القوي، من جمع العدد الكافي من الأصوات للبقاء على رأس البرلمان.
وسادت حالة من الهرج والمرج عند بدء فرز الأصوات بعد امتناع بري عن قراءة أوراق الاقتراع التي تضمنت عبارات عدة تعد ملغاة. واعترض عدد من النواب بينهم المستقلون على ذلك قبل أن يعود بري ويوافق على قراءتها علناً. وقد جاء في بعضها “العدالة لضحايا انفجار المرفأ”، في إشارة إلى عرقلة التحقيق في انفجار المرفأ الذي وقع في الرابع من آب/أغسطس 2020، و”العدالة للمودعين”، في إشارة الى الانهيار الكامل واحتجاز ودائع اللبنانيين في المصارف، و”لقمان سليم”، الناشط المعارض لحزب الله الذي اغتيل من دون أن يكشف منفذو الجريمة حتى الآن، و”الجمهورية القوية”.
وفي خطوة رمزية سبقت انعقاد الجلسة، انضم النواب المستقلون إلى أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من مئتي شخص، في مسيرة على وقع هتافات “ثورة، ثورة” انطلقت من المرفأ، مروراً بساحة الشهداء التي شكلت مهد مظاهرات 2019، وصولاً إلى مقر البرلمان في وسط بيروت.
وقال النائب المستقل فراس حمدان لوسائل الإعلام “هذه الساحة هي التي تعطي شرعية للناس ولأي سلطة موجودة في البلد”، مضيفاً “ستكون هذه الساحة مرجعنا”.
وأكّد بري في كلمة إثر انتخابه احترامه للنتائج. وقال: “سأعمل بهدي كل رأي أو نقد بناء وسوف ألقي خلفي كل إساءة وسنلاقي الورقة البيضاء بقلب أبيض ونية صادقة ويد ممدودة للجميع بالتعاون المخلص من أجل إنقاذ لبنان”.
ودعا النواب الـ128 إلى العمل معاً من أجل “إنجاز الاستحقاقات الدستورية في موعدها” والحؤول دون حصول “الفراغ في أي سلطة”.
ومنذ العام 1992، هذا أدنى عدد أصوات يحصل عليه نبيه بري.
وخسر حزب الله، القوة السياسية الأبرز في البلاد التي تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، مع حلفائه الأكثرية البرلمانية في الانتخابات الأخيرة. وبين القوى التقليدية، تمكن حزب القوات اللبنانية، أبرز خصوم الحزب، من الفوز بمقاعد إضافية وبات يشكل مع نائب حليف كتلة مسيحية وازنة من 19 نائباً.
ووصل بري (84 عاماً) الذي كان يصنّف خلال الحرب الأهلية (1975-1990) بين “أمراء الحرب”، إلى رئاسة البرلمان عام 1992 خلال فترة النفوذ السوري. ونجح في فرض نفسه أحيانا كوسيط بين القوى السياسية المختلفة، لكنه يبقى الحليف الأول والثابت لحزب الله.
وعلى وقع انهيار اقتصادي مستمر منذ خريف العام 2019، تقع على عاتق البرلمان الجديد مسؤولية إقرار مشاريع قوانين وإصلاحات ملحّة يشترطها صندوق النقد الدولي من أجل دعم لبنان.
فرانس 24 / أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook