آخر الأخبارأخبار محلية

الفاتيكان – حزب الله: حوار يتقدّم

كتبت “الاخبار”: كل الضجة الإعلامية التي أُثيرَت حول حقيقة موقف “الفاتيكان” ومحاولات نفي الإيجابية التي يحملها تجاه حزب الله لم تؤثّر على خطوط التواصل المفتوحة بينَ الطرفين، إذ علمت “الأخبار” أن ثلاثة لقاءات عقِدت في مقر السفارة البابوية مع وفود من حزب الله، تزامن أولها مع تعليق الحزب وحركة أمل حضورهما جلسات الحكومة على خلفيّة أزمة ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، ويومها، كانَ لافتاً انتقاد السفير البابوي جوزف سبيتيري تسييس الملف وتطييفه، وجرى طرح إمكانية القيام بدور في هذا الموضوع.

مطّلعون على أجواء هذه اللقاءات يؤكدون أن السفير البابوي كانَ دائم التنويه بالحوار القائم مع حزب الله، من منطلق أن الحوار هو ضرورة بينَ اللبنانيين بمن فيهم الحزب، علماً بأن “الفاتيكان” تعرّض لانتقادات كثيرة بعدَ زيارة غالاغير، الذي دعا الى تعزيز التواصل مع الحزب، وقال هؤلاء إن السفير البابوي أكد أنهم في “الفاتيكان” يبحثون عن كيفية دعم لبنان بالتعاون مع دول عدة، ويرون أنّ ما يُميّز لبنان عن جواره العربي، الذي يضمّ مسيحيين، هو مساحة الحرية التي يتمتّع بها. وبينما أشارت مصادر إلى أن اللقاء الكنسي في سوريا، مطلع شهر آذار الماضي، الذي رعاه “الفاتيكان” وحضره رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، إضافة إلى رئيس هيئات الدعم الاجتماعي في “الفاتيكان” وحضور عدد من القادة المسيحيين في سوريا، كانَ حاضراً في اللقاءات لأهميته، حيث أظهر النية الجدية لدعم الشعب السوري بمختلف طوائفه، أكدت أن ملف النازحين السوريين يحتل مساحة واسعة من الاهتمام، إذ كانَ السفير يؤكد أهمية حل هذه المشكلة في دول الجوار، لذا يبلغ ممثلو “الفاتيكان” المسؤولين الأوروبيين دائماً أن الوقت أصبحَ مؤاتياً.
بكثير من الحرص والإيجابية، يتلقّف حزب الله المبادرة الفاتيكانية تجاهه، وقد عبّر الوفد عن ارتياحه للإشارات الصادرة عن “الفاتيكان”، مؤكداً في اللقاءات أن حزب الله ليسَ لديه أعداء في لبنان، بل خصوم سياسيون، لذا هو يؤيد فكرة أن اللبنانيين محكومون بالحوار والتفاهم، وأشار أكثر من مرة إلى استعداد الحزب للتعاون في شتى المجالات، بما في ذلك ميدان الدعم والمساندة الاجتماعية. وفي ملف النازحين، تطرّق وفد الحزب إلى الحصار المفروض على سوريا والعقوبات الاقتصادية التي تحول دون عودة النازحين الى ديارهم، مشدداً على أنّ أكبر مساعدة يمكن أن يقدّمها المجتمع الدولي للبنان هي تسهيل هذه العودة. كما جرى التطرق إلى دور الحزب في حماية المسيحيين في العراق وسوريا والعلاقات التي نشأت مع الشخصيات المسيحية في هذه الدول، فضلاً عن علاقات واسعة نسجها الحزب مع المجتمع المسيحي في لبنان، مبدياً اهتماماً بموضوع هجرة الشباب، وخاصة الشباب المسيحي وما يترتّب على ذلك من تفريغ للبنان من طاقاته.
يبدو “الفاتيكان” مُصرّاً على استكمال هذا التواصل في المجال السياسي المتّصل بدور المكوّنات الأساسية في لبنان ومسؤوليتها، ويُمكن أن يتطور إلى المجالين الاجتماعي والإنساني في ما بعد، علماً بأن هذا الأمر لا يزال قيد البحث والنقاش!ويثير هذا الأمر تساؤلات شتّى عن تأثير هذا التواصل على العلاقة بينَ حزب الله وبكركي، حيث تتّسم الاتصالات بينهما بطابع بروتوكولي فقط. وبعدَ تصريحات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في ما خص سلاح المقاومة وتحميل الحزب مسؤولية ما يحصل في البلاد. هذا التوتر لم يكُن حاضراً في اللقاءات، حيث لم يصدر عن الحزب أيّ انتقاد للبطريرك، علماً بأن السفير البابوي لمّح إلى إمكانية القيام بوساطة بين الحزب وبكركي.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى