جدري القرود… هل من الممكن تقليص مدة العوارض؟
ويعد جدري القردة – أحد أقارب الجدري – مرضا فيروسيا نادرا يمكن أن ينتقل من لدغات الحيوانات أو استهلاك اللحوم المطبوخة بشكل غير صحيح، ويمكن أن ينتشر من شخص لآخر عن طريق الاتصال الوثيق. ويمكن أن تشمل الأعراض الأولية للعدوى قشعريرة وإرهاق وحمى وآلام في العضلات – مع ظهور حالات أكثر شدة في كثير من الأحيان بطفح جلدي على الوجه والأعضاء التناسلية، ويمكن أن ينتشر في أماكن أخرى من الجسم قبل الجرب.
وأبلغت منظمة الصحة العالمية (WHO) عن 131 حالة مؤكدة من جدري القردة في جميع أنحاء العالم – و106 حالات أخرى مشتبه بها – ظهرت مع أول حالة خارج البلدان التي ينتشر فيها عادة في 7 مايو.
وفي الوقت الحالي، لا توجد علاجات محددة ومرخصة لجدري القردة.
وفي دراستهم، حلل الدكتور هيو أدلر من مؤسسة NHS التابعة لمستشفيات جامعة ليفربول وزملاؤه، سبع حالات من جدري القردة تم تشخيصها في المملكة المتحدة في الفترة من 2018 إلى 2021 – من بينها أولى الحالات المسجلة للانتقال داخل المستشفى وكذلك الانتقال المنزلي خارج إفريقيا.
ووصلت أربع من الحالات من غرب إفريقيا، و3 حالات نتيجة انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان. وكان أحد المرضى عامل رعاية صحية ظهرت عليه الأعراض بعد التعرض لمريض مصاب.
ووجد الفريق القليل من الأدلة التي تشير إلى أن علاجات brincidofovir كانت مفيدة، ولكن على النقيض من ذلك، خلص إلى أن tecovirimat يبدو أنه يقصر مدة أعراض جدري القردة، وبالتالي قد يقلل أيضا من مقدار الوقت الذي يكون فيه المرضى المصابون معديين.
ورُخّص Tecovirimat داخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لعلاج جدري القردة، ولكن لم يتم التصريح به بعد من قبل وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA).
ومع ذلك، نظرا للفوج الصغير الذي تم تحليله في الدراسة، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول إمكانات tecovirimat للتحقق من صحة النتائج.
وقال الفريق أيضا إنه من الممكن أن يؤدي تناول عقار brincidofovir في وقت مبكر من مسار المرض – أو وفقا لجدول جرعات مختلف – إلى نتائج مختلفة، وبالتالي قد يستحق مزيدا من الاختبارات.
وقال الدكتور أدلر: “يحاول مسؤولو الصحة العامة فهم سبب تفشي مرض جدري القردة في مايو 2022 في أوروبا وأمريكا الشمالية. وتقدم دراستنا بعض الأفكار الأولى حول استخدام مضادات الفيروسات في علاج جدري القردة لدى البشر. وعلى الرغم من أن هذا التفشي الأخير أثر على عدد أكبر من المرضى مما واجهناه سابقا في المملكة المتحدة، إلا أن جدري القردة تاريخيا لم ينتقل بكفاءة عالية بين الناس، وبشكل عام فإن الخطر على الصحة العامة ضئيل”.
وأضاف زميله الدكتور نيك برايس، من مؤسسة NHS التابعة لـ Guy’s & St Thomas: “كانت الحالات التي لاحظناها صعبة وتتطلب موارد مكثفة لإدارتها، حتى في بيئة الدخل المرتفع في المملكة المتحدة. ومع عودة السفر الدولي إلى مستويات ما قبل الجائحة، يجب على مسؤولي الصحة العامة والعاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم أن يظلوا يقظين لإمكانية ظهور حالات جديدة من جدري القردة”.
وكجزء من دراستهم، أبلغ الفريق أيضا عن اكتشاف فيروس جدري القردة في كل من الدم وعن طريق مسحات الحلق.
ويمكن أن تساعد هذه النتائج خبراء الصحة العالمية وهم يسعون لتحديد أفضل استراتيجيات مراقبة ومكافحة العدوى لهذا المرض.
ووفقا للباحثين، سيكون من المهم الحفاظ على مراكز الاستجابة لإدارة تفشي مرض جدري القردة في المستقبل.
ونُشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة The Lancet Infectious Diseases.”إكسبريس”
مصدر الخبر
للمزيد Facebook