الحريري و”المستقبل” والمجهول ثالثهما

كثيرون في الوسط السني وخارجه يتجنبون الخوض في مستقبل الحريري وتياره خشية القسوة على الزعيم الذي لم يحسن إدارة لعبته السياسية بنجاح فكانت الكلفة باهظة عليه سياسياً ومالياً وبدرجة أخف شعبياً بالنظر الى رصيد والده والى موقعه كشخصية محببة لدى شريحة واسعة من اللبنانيين. وابعد من ذلك قد تجد في لبنان من له واسع عتب على المملكة السعودية التي كانت مفتاحاً للحريرية السياسية في لبنان قبل ان تقفل الباب وترمي مفتاحه في المجهول.بعد الانتخابات النيابية، اعتبرت المشاركة الملحوظة للسنة في الانتخابات خروجاً على قرار الحريري ورغبته ولو لأسباب متصلة بالعلاقات العائلية والصداقات وغيرها. وبحكم الطبيعة فان مستقبل التيار من مستقبل رئيسه حكماً. وطالما الحريري غائب عن الحياة السياسية فلا وجود للمستقبل أيضاً. هل انتهى التيار بنهاية زعيمه؟
كان أغلب الظن أن الحريري سيعود بعد الانتخابات وبعد زيارة قام بها الى واشنطن على أمل عقد لقاءات مع مسؤولين اميركيين لكنه عاد خالي الوفاض وتوجه الى فرنسا ومنها سيعود أدراجه الى الامارات حيث إقامته النهائية.في اجتماعاته قال المساعد الاول للحريري احمد هاشمية عن مرحلة الانتخابات وما شهدته «التيار غربل نفسه» واعداً بعقد مؤتمر في تشرين الاول المقبل لاستنهاض المستقبل وهو ما اعتبر بمثابة شد عصب الجمهور لسبب بسيط يسلم به عارفو الحريري وحقيقة وضعه ان مستقبل التيار مرهون بمستقبل رئيسه. كلاهما يحتفظان بوجودهما في الوجدان السني واللبناني لولا ان الطبيعة لا تحب الفراغ بدليل تجربة الانتخابات ونتائجها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook