آخر الأخبارأخبار محلية

ابي المنى في الملتقى السعودي اللبناني: اغتيال المفتي خالد كان رسالة لمن يريد السلام

شارك شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في “الملتقى السعودي اللبناني الخامس”، بمناسبة ذكرى استشهاد المفتي الشيخ حسن خالد، تحت عنوان “شهيد الرسالة”، بدعوة من السفير السعودي في لبنان وليد بخاري في دارته في اليرزة، والقى الكلمة التالية:

 
“بسم الله الرحمن الرحيم
“ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون” صدق الله العظيم.
  
وكم هي العبرة غزيرة والعبرة وفيرة، ونحن نستذكر شهيد الرسالة، ونقف عند شخصه الفذ وموقعه الأرفع وحضوره الأرقى، لنتذكر أن اغتياله المفجع في العام 1989 لم يكن جريمة عادية، يوم كانت الحرب الأهلية تلفظ آخر أنفاسها ونيرانها، ويوم كانت البلاد تعيش مخاض ولادة الاتفاق وعودة السلام والوئام إلى الربوع، بل كان اغتياله واحدا من أبشع الجرائم وأكثرها دلالة وحقدا، إذ كان رسالة دموية لاغتيال صوت الحكمة والاعتدال، وقتل إرادة السلام والوطنية والموقف الأخلاقي النبيل.

 
لقد كان اغتيال سماحة المفتي محاولة من أنظمة الحقد والتسلط للإيحاء بأن لبنان لا يمكن أن يكون بلد الاعتدال في المنطقة، وأن المسلمين لا يمكن أن يلتقوا، وأن الإسلام والمسيحية والمذاهب المتعددة لا يمكنها أن تعيش معا، وبأن حوار الأديان والثقافات على قواعد الإيمان والقيم والمفاهيم الاجتماعية المشتركة يصطدم بحتمية الصراع والإرهاب، لذلك برعوا في استهداف قائد من هنا وعالم من هناك، أو في تفجير كنيسة أو جامع، أو في تكفير وتخوين وكراهية لا تعرف الحدود.
 
لم يكن الاغتيال حادثة عابرة، بل كان رسالة من ضمن سلسلة رسائل موجهة إلى من يريد السلام ويطالب بالحق ويصرخ عاليا في وجه الظلم، فقبل اغتيال المفتي  الشيخ حسن خالد اغتالوا المفكر المستنير كمال جنبلاط، القائد الوطني والعروبي وصاحب البرنامج المرحلي للإصلاح السياسي، اغتالوه واغتالوا بعده بوحشية وإجرام رؤساء وعلماء وصحافيين ومناضلين وأبرياء، وكأنه لم تكن هناك من وسيلة للتخاطب مع هؤلاء النخبة إلا وسيلة القتل والتفجير، رغم محاولات التهدئة والعقلنة التي قام بها آنذاك رجال خيرون مسالمون كالشهيد الشيخ حسن خالد، لكن الهيمنة الإجرامية كانت أقوى، وإرادة الشر والعبث كانت أكثر طغيانا وفق مخططات جهنمية رسمت للبنان ما رسمت بكل عدوانية وصفاقة.

 
 
أيها الأخوة الكرام،
لماذا قتل الشيخ حسن خالد؟ وهو القائل بلبنان الرسالة، قبل أن يعلن العبارة عالية مباركة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، وهو كذلك الإنسان العالم المسالم، والرمز الديني المعتدل، بانفتاحه على الحوار والمصالحة، وبموقعه الإسلامي الأول كمفت للجمهورية اللبنانية، وبصراحته في قول الحق ورفضه السكوت عن الظلم، وبمطالبته الدائمة باستقلال لبنان ووحدته.

لماذا قتل؟ وهو من ترأس أكثر من قمة روحية في دارته في عرمون، وعقد أكثر من اجتماع حواري تشاوري في دار الفتوى، من أجل أن “يبقى لبنان سيدا وعزيزا وقويا”، كما يقول، وهو من كان صاحب رسالة ناطقة بالحق، قائلة بالوطنية الصافية والعروبة الصحيحة والإنسانية السمحاء.
 

تحية لروح المفتي الشهيد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى