بري رئيسا للمجلس.. والمعركة على الحكومة
بالرغم من الضجيج الكبير الذي يأخذه انتخاب رئيس مجلس النواب الجديد، الا ان هذه المعركة المفترضة او الاصح الوهمية واضحة النتائج ولا يمكن لاسباب كثيرة احداث اي فوارق فعلية فيها، لا بل ان الرئيس نبيه بري بات وقبل جلسة الانتخاب رئيسا لمجلس النواب، ان لم يكن من الجلسة الاولى والثانية فمن الجلسة الثالثة حائزا على تأييد عدد لا بأس به من النواب.
اضافة الى كتلتي حركة امل وحزب الله وحلفائهما اللصيقين، يبدو ان من سيصوتون للرئيس نبيه بري سيقتربون من عتبة الستين صوتا في حال استمر التيار الوطني الحر على موقفه المعارض لانتخاب بري، خصوصا ان “نواب المستقبل الحاليين” سيكونون من بين من يؤيد وصول بري وكذلك نواب الحزب التقدمي الاشتراكي وبعض النواب المستقلين الذين سيصوتون لبري مجددا.
حتى اشكالية ايصال بري ضعيفا الى رئاسة المجلس تكتسب اهميتها المفترضة من انها تمثل اضعافا لاحد حلفاء الحزب وبالتالي للحزب نفسه، لكن الواقع يظهر ان عدم حصول بري على عدد كاف من الاصوات هو نتيجة خلافات حلفاء الحزب في ما بينهم وليس بسبب تراجع الواقع النيابي المؤيد للحزب في الدورة الحالية وبعد الانتخابات الاخيرة.
لا معركة حقيقية على رئاسة المجلس وحتى ان تعطيل الجلسة غير ممكن اضافة الى عدم وجود اي مرشح شيعي ينافس بري ويمكن للمعارضين التصويت له . كما ان المعركة على نيابة الرئيس تفقد زخمها في ظل وجود خلافات داخل قوى المعارضة حول اهميته وجدواها، وبسبب انسحاب القوات اللبنانية الظاهر من خوضها.
المعركة الفعلية هي بعد انتخاب رئيس المجلس وستبدأ عند الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس للحكومة، خصوصا ان هناك توجها ، لم ينضج بعد، لدى نواب المجتمع المدني بتسمية السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، وهذا امر قد لا يوافق عليه حزب الله ويعتبره محاولة لتغيير قواعد اللعبة ما يجعله امام عدة خيارات.
الكباش الحقيقي هو في تسمية رئيس الحكومة، ففي حال لم يستطع نواب المجتمع المدني تأمين الاكثرية لمرشحهم، فإنهم قد يتجهون للمعارضة، وهذا ما لن يرغب به اي من الاحزاب التقليدية لانهم يفضلون ان يكون هؤلاء النواب جزءا ممن يتحمل مسؤولية اتخاذ القرارات في ظل الازمة الحالية.
بعض الحسابات والتوقعات السياسية توحي بأن الكباش المقبل سيكون عبارة عن عملية تعطيلية كاملة للمؤسسات ما يعني ان الواقع الاقتصادي والمعيشي سيدخل في مستوى اخر من الانهيار من دون اي قدرة على ادارته والسيطرة عليه او حتى البدء بمسار الخروج منه.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook