الوكالة الوطنية للإعلام – باسيل: من يفكر أن يقايضنا رئاسة المجلس بنيابة الرئاسة فهو يخطئ ويسترخصنا
وطنية – أقام “التيار الوطني الحر مهرجان الانتصار مساء اليوم بعنوان “كنا… وبقينا هون”، في Seaside Arena في بيروت، تخلله كلمة لرئيس التيار النائب جبران باسيل، وحضره نواب التيار وشخصيات قيادية وحشود من مناصري التيار ومؤيديه.
باسيل
وبعد عرض وثائقي لأهم نشاطات التيار الوطني الحر القى الوزير جبران باسيل الكلمة التالية:
“التقدير لكل من صمد في وجه التضليل والتشويه والتنمير. تنمروا عليكم 30 شهرا، نمّرتم عليهم بالصندوق في نهار واحد قدن كلن. التقدير لكل من تغلب على زعله وخيبته. حرضوكم وحملونا المسؤولية، رفضتم الظلم وصوتم صح للتيار. التقدير لكل من حافظ على كرامته وحريته ولم يبع صوته. حاولوا أن يشتروكم بالرخيص، مهما دفعوا غاليا قاومتم ولم تقعوا. التقدير لكل من ترشح، ولم تفرق معه اذا خسر. كان همه ان يجعل بمشاركته التيار يفوز. التقدير لكل التياريين الذين ترشحوا بالنظام ولم يوفقوا، ولكن التزموا المناقبية الحزبية وتكرموا، والأسف للذين لم يلتزموا وتبهدلوا. التهنئة لكل الناجحين الذي عملوا شغلهم صح وفهموا ان المقعد للتيار وللتكتل، لا لهم. الشكر لكل من انتخب معنا أو ضدنا، واجبنا نعطيهم الاحساس اننا نمثلهم بأعمالنا”.
أضاف: “الشكر لأهلنا في كل المناطق وخصوصا المسنين الذي حملوا معهم ثقل عمرهم ليصوتوا لنا، وخصوصا عكار التي أعطتنا 4 نواب يعكسون تنوعها بمذاهبها الأربعة، وأخصص الطائفة العلوية التي أعطتنا 4000 صوت لمرشح من التيار لم يفرضه أحد علينا وعلى أهلها، هم اختاروه واعطوه. الشكر للأجهزة الأمنية والقضائية والإدارية، ولوسائل الاعلام المناضلة للحق وعلى رأسها OTVصوت المدى وTayyar.org. ، الذين منذ زمن يشتغلون ويضحو للقضية، لا للمال”.
وتابع: “أعتذر من كل من قصرنا معهم بسبب الظروف الاستثنائية التي مرت علينا، ورغم هذا الشي واجبنا نصحح. أعتذر من الخائب املهم لأننا لم نقدر أن نحقق في 6 سنوات كل احلامهم. حاولنا كل شي ولكن كانت المنظومة أقوى منا. نحن مضطرين لأن نشتغل معهم لأن الناس اختارتهم في الانتخابات، ولكن نحن مصممون على أن نكمل وننجح طالما تعطوننا ثقتكم. ربما أخطأنا باختيار بعض من كلفناهم مسؤوليات داخل التيار وداخل الدولة، وأخطأنا بالآمال الزائدة التي وضعناها ببعض المواقع وبمن تفاهمنا معهم، ولكن الأكيد، لم نخذلكم بأخلاقياتنا ووطنيتنا. هاجسنا دائما أن ننجز اكثر من أن نحكي، في الوقت الذي معظم الناس في لبنان يهمها الكلام الجميل لا الشغل الجيد. قصرنا بالاعلام ولكن هذه قدرتنا. حزين على جزين الجريحة التي انسرق تمثيلها، وانا قلبي جريح معها. كنت متخوف من أن نصل إلى هنا بسبب التمادي بالأنانية والحصار الذي تعرضنا له. ما زلنا الأوائل فيها، وجزين تبقى قلعة عونية، والطعنات التي تعرضنا لها، نجمع عناصرها لنردها بطعن. وفي الأخر، اعتذر من كل الذين توهموا باسقاطنا وبإسقاطي انا شخصيا. لم أكن أريد أن اتسبب لكم بصدمات ووهلات هزات، ولا أريد ان تضبوا الشنط وترحلوا لأننا نريد أن نعيش سوية. هذا كله لأنكن فكرتم وحسبتم وتمولتم خطأ بشي اكبر من اموالكم (من استثمروا بكم، لم يجمعوا رأس المال). نبهناكم إلى ان التيار لا ينتهي، لم تصدقونا. الآن تصدقونني، احسن من أن تتفاجأوا بصدمات اكبر”.
وقال: “هناك خمس كذبات، تأملوا بكل واحدة منها تعرفون أين صرنا. 1 – الأكثرية، أين هي وغدا ترون بالممارسة. 2 – الاحتلال الإيراني، كيف وغدا تتابعون مواقفنا. 3 – كتلة التيار هي لحزب الله. اسمعوا ديفيد هيل وترقبونا في المجلس والحكومة. 4- الصرف الانتخابي: لم يبق أحد لم يعرف واحدا دفع او قبض؟ 5- انخفاض الدولار، أين؟ ألم يقولوا عندما يربحون ينخفض الدولار، ويدعون انهم ربحوا؟ أين صار الدولار؟ طلوع، او لم تربحوا لذلك يرتفع؟ في الحالتين كذب، لا هم ربحوا ولا الدولار انخقض. القصة ليست هنا… القصة اكبر! صدقوا”.
أضاف: “هذه التجربة الانتخابية تعطينا الكتير من العبر، أذكر بعضها: 1- التيار اكبر من اي واحد فينا: كل منتسب للتيار يعتبر نفسه اكبر من التيار، او يتشاطر ليميز حاله عن التيار ويتذاكى على الرأي العام، او يخرج من التيار ليخوض انتخاباته، ولاحقا يرجع! الرأي العام والتيار حاسبه. من يغادر التيار يبرد، اهل التيار يعرونه من الأصوات، ويصبح عاريا ومشرشحا بأصوات قليلة. الامثلة أمامكم كتيرة من كسروان، للمتن، لبعبدا، للشوف وبيروت وغيرها. ان شاء الله يكون تعلم من لا يزال يفكر فيها. 2- الخيانة آخرتها وخيمة: قليلو الوفاء كثر، وكل واحد غلط معنا وتعامل بقلة اخلاق، او تصرف على اساس اننا انتهينا ولم يعد يريد أن يتعاون معنا، او صار يتعاطى بفوقية على أساس ضعفنا وفي نهاية عهدنا، الناس ونحن حاسبناه. عدّوا معي: من الذين التزموا معنا في عكار وغيرها وهربوا، من الذي في طرابلس المنية الضنية حسبوها خطأ واختاروا غيرنا علينا، في الشمال الثالثة وبيروت الأولى وزحلة وكسروان وغيرها هربوا منا بسبب تفاهمنا مع حزب الله، للذين طعنونا بتأليف اللوائح بالمتن وبالشوف وعاليه وبجزين… كلهم اكلوا نصيبهم وتعرفونهم واحدا واحدا، وأولهم رأس الخيانة في البقاع الغربي، صار درسا لكل من يخرج من بيئته ويصبح مستولدا في كنف الآخرين، بيئته تلفظه والبيئات الثانية تعرف انه غير أهل للثقة لأنه غدر بأهله الذين احتضنوه”.
وتابع: “يا صغار السياسة، يا متلونين، يا حربايات، يا اصحاب المصالح المتقلبة، يا مراهنين على زعامة أو رئاسة كتلة، انكشفتم انتم وكتلكم الوهمية في كل مكان، من كسروان، لزحلة، لزغرتا، وأكيد لا أقصد بكلامي سليمان فرنجية الذي مهما اختلفنا معه، يبقى اصيلا. 3- قانون الانتخاب: انا لا أستحي اني مساهم اساسي بقانون الانتخابات الحالي المعمول على قياس لبنان، لا على قياسي، ولا على قياس التيار، والبرهان النتائج التي توزعت على الكل. القانون هو على قياس نظامنا وتركيبتنا الطائفية، وانا غير مستعد للتخلي عنه الا اذا كان هناك افضل منه لتحسين تمثيلنا، او اذا انتقلنا فعلا للدولة العلمانية (ساعتئذ نذهب إلى الدوائر الكبيرة بالنسبية). غير ذلك، نحن متمسكون بالقانون وبخاصة اقتراع المنتشرين لنوابهم الـ 6 (وأعتقد الكل عرف قيمتها)، واعتماد البطاقة الممغنطة والميغاسنتر، ومستعدون لتحسينه، وتحديدا في امر اساسي رفضوه سنة 2017، بالرغم من اصراري عليه. اليوم الكل اكتشف، ان مطلبي كان محقا وهو الزامية حصول المرشح على عتبة حد ادنى من الأصوات التفضيلية حتى ينجح. يعني كما هناك حاصل انتخابي للائحة، يكون هناك حاصل تفضيلي للمرشح، ولا يعود ينجح بعشرات او مئات الاصوات بينما المنافس يسقط بالألوف”.
وقال باسيل: هناك قراءات انتخابية كثيرة، وكل واحد يراها في ضيعته او دائرته او طائفته، ولكن هناك اشياء جامعة لكل اللبنانيين ويجب التوقف عندها واهمها: 1- الوضع السياسي السني غير سليم. صحيح نحن مع التنوع لا مع احتكار فريق لطائفة، ولكن التشرذم بهذا الشكل خطير. ممنوع الاحباط والمس بحقوق هذه الطائفة المؤسسة والهيمنة على قرارها، ونحن الى جانبها. 2- الوضع الشيعي ما زال متماسكا رغم التحريض لإختراقه بأمر عمليات خارجي عبر عنه شينكر بلؤم ونعاه هيل بحكمته. صحيح نحن مع التنوع داخل الطائفة الشيعية، ولكن لسنا مع التآمر لضرب وعزل مكون اساسي. لذلك نحن ساهمنا بمنع الاختراق وتحديدا بالمقعد الشيعي في جبيل، وهم ساهموا بمنع حصارنا الانتخابي. نذكر بأن عزل اي مكون هو ضرب للبنان، بالمقابل، الإمساك بالقرار الشيعي لا يشرع الامساك بالقرار الوطني. 3- الوضع الدرزي نتعاطى معه باحترام ارادة ابنائه والتطلع دائما للشراكة الصادقة والمتوازنة معهم. ولكن لا يجوز تجاهل التحول في المزاج الانتخابي عنده، ولا يجوز تجاهل موقع ووزن الذين سقطوا بالأرقام لا بالقيمة، ولو غلطوا معنا. 4- الوضع العلوي لا يجوز استمرار التعاطي معه بدونية وبأقل من حقوق كاملة، نحن معهم كما هم سيكونون معنا. 5- الوضع المسيحي زاد فيه التنوع لدرجة كييرة، ولاحقا نحكم اذا هذا الشيء مفيد او لا. الجيد أن القانون امن حسن تمثيلهم، نحن بحجمنا الأكبر سنبقى المدافعين عن الحقوق والوجود والدور. كل واحد يجب أن يكون أخذ عبرة من اتكاله على الخارج والمال، أوعلى إلغاء غيره، أو تكبير حجمه… الشغل للقضية يحدد من المستحق. تبقى القراءة الأهم هي تململ كل اللبنانيين، والمشاركة المنخفضة (41%) التي تمس شرعية الانتخابات، هي والمال السياسي، ولكن لا تلغيها، وهنا مسؤوليتنا كلنا بالمعالجة”.
أضاف: “اكيد ان ارقام التيار والتكتل انخفضت من 2018 للـ 2022 والدليل الأول هو اننا كنا 29، صرنا 21، ومع الطعون نتوقع أن نصبح فوق الـ 23. الأسباب كتيرة، أولها حال التململ الشعبي وهذا طبيعي بعد انهيار البلد. هل أحد كان معتقدا ان الناس تفقد كل اموالها وتتبهدل ولا بتتذمر او لا تحملنا المسؤولية، ولو ظلما؟ ثانيها، الفرق بين اول العهد وآخره وهذا أيضا طبيعي مع ان عهدنا مع الناس لا ينتهي. ثالثها التحريض الإعلامي وتشويه الصورة والإغتيال السياسي غير المسبوق في لبنان وربما العالم كله. رابعها الحلفاء الذين صاروا في 2022 اقل بكثير من 2018، وبصراحة من دونهم أريح، لأنهم تركونا من نصف الطريق وأمثالهم سيكررونها. على كل حال، نواب التيار الملتزمون كانوا 12 في 2009، صاروا 18 في 2018، واليوم 17، وسيرتفع العدد مع الطعون، وسنظل طبعا اكبر كتلة حزبية، الا اذا أحب أحد أن يخطىء العد من جديد. وخامسها هو المال الانتخابي السياسي، الذي له الأثر الأكبر وهو سبب اساسي للطعن بشرعية الانتخاب وتحوير إرادة الناس واستغلال حاجتهم لسرقة صوتهم. ومن يريد أن يعد اصوات تفضيلية متقاربة عكس ما يكذبون حتى يعتد بتمثيل افضل للمسيحيين، فليخصم اصوات غير المسيحيين الذي جاءوا بالمال لا بالقناعة السياسية، وسمحولوا له بأن يأخذ بمعونة اضافية، مقاعد إضافية، في جزين وزحلة وبيروت وطرابلس والبقاع الشمالي. في المقابل نوابنا نجحوا بأصواتنا التفضيلية من دون الحاجة لدعمهم بأصوات اضافية لينجحوا. أيضا يجب أن يخصم اصوات المسيحيين الموسميين الذي جاءوا بشراء الأصوات وخرق السقوف المالية كلها وبصرف إنتخابي تخطى كل حدود الاخلاق والمنافسة الشريفة. لو كانوا شرفاء يواجهوننا بتكافؤ الإمكانات، كالمحصن بالدبابة ويقاتل انسانا عاري الصدر. في كل الأحوال، من يتكلم عن الصوت التفضيلي تردون عليه بالمال التفضيلي. هذه ليست اصوات تفضيلية بل اموال تفضيلية. غدا تذهب الأموال وترجع لنا الأصوات. وتبقى الحقيقة الثابتة التي هي أنتم. لا تلغون ولا تتغيرون. والحقيقة اننا الكتلة والتكتل الأكبر بمجلس النواب وسترونه يكبر. عند الحاجة نعلنه، او يعبر عن حاله. تريدون الصراحة؟ لست زعلانا من ان يصغر، ولا ان لا نكون اكبر كتلة بالعدد، لم نجربها. فليكونوا اكبر! برأيكم هل يتحملون مرة واحدة المسؤولية؟ لنر ماذا يستطيعون أن يفعلوا. نحن سجلنا النصر الانتخابي وحفرناه بالتاريخ وختمناه. وبعد ذلك، غير مهم الا ماذا نقدر أن نعمل للبلد، مع نائب او 25”.
وتابع: “من بعد اليوم، نحن نوقف العد، الأرقام تظهر أنها صحيحة وتتبين الحقائق، ونقدم الطعون اللازمة إذ لا يجوز أن نتغاضى عن فضيحة شراء الأصوات والضمائر. هم من وضعوا سقف المعركة بإنهائنا وإسقاطنا. هم من قالوا: “ما بقى في شباب بالتيار وما بقى في تيار وباسيل ما بقى يعمل ناطور ببناية او مختار بالبترون”. هم من لا يرودون أن يوقفونا على رجلينا ويضعونا في الطابق 17 تحت الأرض. نحن معتادين أن نكون فوق الأرض. هم أرادوا دفننا، ولا يعرفون اننا شلش سنديان، نشق الارض ونصل إلى السماء. عملوا كل شي حتى يسقطوننا. كسروا البلد وسرقوا الناس وزرعوا الكذب بعقولهم، وجعلوا قسما يصدق اننا سبب المصيبة. المرتكبون الفعليون اختبأوا وراء الثورة النظيفة والناس المظلومين، بدل أن يصبوا غضبهم عليهم صبوه علينا وطيروا فرصة التغيير. عملوا كل شي، ولكن نجحنا وعلى اكتافنا حمل كبير، وبقلبنا غصة على الناس الذين دفعوا ثمن المؤامرة. انتصرنا ولكن اي انتصار وبلدنا مهدد وجوديا، اي انتصار وبكل بيت هناك كارثة ووجع؟ انتصرنا ولكن ماذا سنفعل بالانتصار؟ أتينا نحتفل لا لنعاتب او نبرر، ونقول بكل شجاعة وايمان: البلد بخطر ومسؤوليتنا كلنا أن نخلصه. لا أحد قادر أن يلغي أحدا ويحكم لوحده ويخلص البلد لوحده. كل واحد يعرف حجمه الحقيقي، وهذا الجدل بعد اليوم، لا قيمة له ما لم نخلص البلد. ما هو مبرر وجودنا واحجامنا وكتلنا ما لم وقفنا الانهيار؟ بعد أشهر قليلة ينتهي الاحتياطي في مصرف لبنان، وهو في الحقيقة ما تبقى من ودائع الناس. ينتهي ولا نعود نملك حق الطحين والدواء والبنزين والمازوت. هنا التحدي الحقيقي. ما قيمة الانتخابات والحكومة والرئاسة ما لم يكونوا لإنقاذ البلد والناس من الجوع والفقر والمرض”.
وقال باسيل: “انطلاقا من هنا نوجه نداء ونمد يدنا لكل النواب الذين يتشكل منهم المجلس الجديد، لنعمل سوية ونقر القوانين الاصلاحية ونشكل حكومة اصلاح، ونترك الرئاسة لوقتها وظروفها ولا نخرب البلد كرمى لها، وبدل النكد والتفشيل نحول الأشهر الباقية من ولاية الرئيس للشغل على محورين: 1- الحكومة والمجلس النيابي، نستفيد من وجود النواب الجدد وبخاصة من المجتمع المدني، ليتمثلوا بالحكومة ويتحملوا مسؤولية، ويشاركوا بإقرار القوانين الإصلاحية. وغدا نرسل لهم لائحة مفصلة بكل القوانين الـ 299 التي قدمهم التكتل من 2009 لليوم. فليناقشوا ويعدلوا كما يريدون، المهم ان نتعاون ونكون سندا لبعضنا بالإصلاح. 2- بالتوازي، طاولة حوار يشارك فيها الكل بإرادتهم، قبل أن تأتينا دعوة لمؤتمر في الخارج ويجبر الكل على أن يشارك فيه. حوار داخلي عن كل المواضيع الخلافية من الاستراتيجية الدفاعية، للدولة المدنية واللامركزية الموسعة ومجلس الشيوخ والنظام السياسي، والخيارات الاقتصادية والمالية وتحييد لبنان بإرادة أبنائه، والنازحين واللاجئين والحدود والغاز، ونضع سوية معادلة “لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا”.
أضاف: “مشاكلنا لا تحل بالعنف والنكد بل بالحوار، ومن أوهم الناس انها تنحل الانتخابات، كذبوا عليهم. نبهناهم إلى ان التغيير الكبير يتطلب حوارا. مواجهة الازمات الكبيرة تحتاج جرأة ووقف مكابرة. نتحاور لنلاقي حلولا. ومهما كانت الحلول، سنعيش سوية على مساحة 10452 كلم²، بلا اوهام التقسيم والفدرلة. كيف ما كان شكل النظام، الارض باقية لا تتقسم والناس يبقون مرتبطين بروابط اجتماعية ومصالح اقتصادية. الأمن لكل الناس، والاستقرار والازدهار لكل الناس. الحرب والجوع والفقر يصيبون كل الناس، لا تسمحوا لأحد بأن يردنا إلى الحرب ويوصلنا إلى الجوع. لبنان باق في محله. الأرض لا تزيح، سوريا ستبقى جارتنا. ما يتغير هي طبيعة العلاقة. لا نقبل بمس سيادتنا ولا نريد أن نتدخل بشؤونها وبشؤون غيرنا. مطلبنا حسن الجوار واحترام متبادل للاستقلال، طموحنا المشرقية الاقتصادية، والتعاون بالاقتصاد وحماية بعضنا من مخاطر العدوان والإرهاب. مهما كان نظامنا، طبيعة مجتمعنا لا تقبل التسلط والتفرد. الحرية هي اساس وجودنا، واحترام التنوع وبناء المواطنة هو الهدف. لا أحد يفرض على الآخر نموذج العيش، ويهول عليه. سيظل لبنان على شرق المتوسط مفتوحا على الغرب، ودولة مشرقية امتدادها سوريا والعراق والاردن وفلسطين، وشراكتها مع مصر والخليج ومداها الأبعد تركيا وايران، ونريد ان نبني معهم كلهم علاقات اقتصادية واحتراما سياسيا. هذا هو مشروعنا وموقفنا. لا تصموا آذانكم، اسمعونا وناقشونا. اختلفوا معنا ولكن ناقشونا بالعقل والمنطق. لا تقاتلونا بالغريزة والحقد. شعبنا كله في مركب واحد، لا تدعوا العناد والمكابرة يغرقانه. إنزعوا من رأسكم فكرة الغائنا، نحن لا احد يلغينا، ولا نستطيع ولا نريد أن نلغي أحدا. لا نظلم ولا نقبل بظلم. نحن أقوياء بالحق، ودورنا أن نكون همزة الوصل وصلة التواصل. وسنبقى تصالحيين واصلاحيين، ابناء الدولة المحمية بالجيش القادر أن يستفيد من عناصر قوة لبنان، ورواد الدولة المدنية المبنية على الاقتصاد الحر لا الاحتكار، على الانتاج لا على الدين”.
وتابع رئيس “التيار الوطني”: “الاستحقاق الأهم هو وقف الانهيار وخطة الاصلاح، ولكن امامنا استحقاقات دستورية ملزمة متل الانتخابات، ومن المفروض أن نمررها بسرعة وهدوء، ويجب أن تكون مؤشرا لادراكنا ان الأمور تغيرت. الاستحقاق الأول رئاسة المجلس والادارة المجلسية. من جهتنا، نحن جاهزون لإلغاء الطائفية بالكامل، لا فقط الطائفية السياسية. ولكن نفهم ان وقتها ليس اليوم، ولكن ماذا كان يمنع التغيير من الفريق عينه؟ في الآخر هذا قراركم ونحترمه، ولكن ماذا يمنع من إعطاء فرص للآخرين برئاسة المجلس ونيابته طالما أن المقاومين والأوادم كثر؟ ومن يفكر أن يقايضنا رئاسة المجلس بنيابة الرئاسة، فهو يخطىء ويسترخصنا. جربنا نيابة الرئاسة بالمجلس، ومع احترامنا للموقع، عرفنا فعاليته بظل الادارة المجلسية القائمة. نحن أقل شيء يحكى معنا بإقرار اللامركزية الموسعة، بالنظام الداخلي لمجلس النواب وبالتصويت الالكتروني من ضمنه، بفصل فعلي للسلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية، التعاون لا يعني الامساك الكامل بالأولى ومد اليد على الثانية. نحن يحكى معنا باسترداد الأموال المحولة للخارج، والتدقيق الجنائي والكابيتل كونترول وكشف الحسابات والأملاك، برفع اليد عن القضاء وتحقيق المرفأ وغير ذلك، ولك هذا ليس بالكلام والتعهدات لأننا جربناها، ولا بالتواقيع الخطية لأننا اختبرناها بالمياومين والكابيتل كونترول ولا بالضمانات إذ لا أحد قادر أن يعطيها، هل هناك أكثر من المنتشرين والميغاسنتر؟ نحن ثمن صوتنا اكثر بكثير من نائب رئيس، والتياريون آمالهم اكثر بكثير من وعود، واللبنانيون من حقهم التغيير واسترداد اموالهم المهربة والمنهوبة. الأزمة كبيرة، الانهيار ضخم، والأيام تغيرت، ولا نقبل بأقل من هذا. قادر ان يكون هكذا؟”
وقال: “الاستحقاق الثاني السريع هو الحكومة. نذكر باقتراحنا تعديل دستوري بسيط يعطي شهرا واحدا للرئيس لإجراء الاستشارات الملزمة، يتم خلاله التفاهم مع الكتل على شكل الحكومة ونوعها وبرنامجها، وهكذا لا نرى مفاجآت؛ وكذلل الدستور يعطي رئيس الحكومة شهرا للتأليف، وهكذا نضمن حكومة بسرعة. أما اذا عاندتم كالعادة ومن دون سبب، فهذا يؤكد وجود نية من رئيس الحكومة وغيره، نلمسها بوضوح، لعدم تشكيل حكومة وتجاوز الدستور باعتبار الحكومة الحالية حكومة كاملة الصلاحيات. انتبهوا، هذا يسقط الطائف ويجعل كل موقع ومؤسسة دستورية قائمة من دون حدود زمنية. بالمقابل، نحن نريد أن يكون لرئيس الحكومة شرعيته الشعبية ومرضى عنه من طائفته اولا ومن مجموع اللبنانيين ثانيا، لا من الخارج. من حقنا أن نعرف شكل الحكومة ونوعها، بغض النظر، اذا كنا سنشارك فيها او لا. واكيد نطالب باختصاصيين مدعومين سياسيا ليكون عندهم القدرة والمعرفة لحل المشاكل. ونريد أن يكون برنامجها واضحا بالإصلاحات المعروفة والتي يجب استكمالها خلال الصيف، إضافة، نريد أن نعرف موقف رئيس الحكومة من 3 قضايا: 1- رفع الغطاء والحماية منه ومن وزير المال عن رياض سلامة. لا نستطيع أن نعد الناس بالاصلاحات ورأس المنظومة المالية التي سرقتهم باق في مكانه رغم عشرات الدعاوى ضده ومذكرة توقيف بحقه. فكيف سيضمن العملة الوطنية؟ وبالنسبة للبديل، الكفاءات غير الحزبية كثيرة. 2- التزمه ووزير العدل ووزير المال إنهاء تحقيق المرفأ واصدار القرار الظني. ونحن هنا على بعد امتار من موقع الانفجار الذي دمر العاصمة وقتل وجرح الأبرياء، وأدعوكن إلى أن توقفوا لحظة صمت احتراما لهم، وكل منا على طريقته يصلي او يتذكر ويتأمل. الحقيقة مأسورة، التحقيق مأسور، القرار الظني مأسور، أهالي الضحايا مأسورين بحزنهم، مرسوم الهيئة العامة للتمييز مأسور عند وزير المال ومأسور معه مسار العدالة، والموقوفون اصبحوا مأسورين. نعم مطلوب فك اسرهم، بدري ضاهر ورفاقه الكثر اصبحوا اسرى وما عادوا موقوفين، تكفي سنتان من التوقيف الاحتياطي. 3- التزام إنجاز التدقيق الجنائي أينما كان، وبخاصة في وزارة الطاقة، ربما في عجقة الانتخابات لم تسمعوا تسجيل البواخر الذي يدحض كل كذبهم. اسمعوه! وهناك غيره اذا لزم، وأيضا التزام إعادة هيكلة المصارف، باستعادة الأموال المحولة لا شطب اموال المودعين”.
أضاف: “الاستحقاق الثالث رئاسة الجمهورية. صحيح هو غير مستعجل ولكن لا يجوز الفراغ. كثير من الرهانات سقط بالانتخابات والتكهنات التي كانت في غير محلها. تجنب الفراغ يبقى مضمونا باقتراحنا تعديل دستوري محصور بعملية الانتخاب، لتكون بشكل مباشر من الشعب وعلى دورتين، دورة عند المكون المسيحي ودورة ثانية لكل اللبنانيين، لضمان حسن التمثيل وقوة الموقع. لماذا الهروب من رأي الناس ومحاولة المس بحسن تمثيل الموقع؟ الرئاسة ليست اكلة طيبة، لكنها ليست لقمة سائغة. هذه الاستحاقات الثلاثة تدل على اذا كانت هناك ارادة سياسية للتغيير او ما زلنا على النمط عينه، وهنا ننتظر من العناصر الجديدة بالمجلس، موقفها وقدرتها على التعبير والتغيير. انا رأيت مشاهد المقترعين، وشعرت بعطشهم للتغيير وتذكرت ايام التظاهر ضد السلطة. أتأمل أن نساهم كلنا بالتغيير”.
وتوجه إلى مناصري “التيار الوطني”: “انتم فعلا ابطال، تعرضتم لحرب كونية لا يصمد بوجها الا الأبطال. المؤامرة علينا بدأت من زمان، وانا أدعو كل اللبنانيين إلى أن يقرأوا المايسترو شينكر بهدوء ليفهموا كل شيء ويروا كيف اعترف انه اشتغل لانهيار بلدنا، وابتسامته الساخرة وهو يتكلم عن قرارهم بتخفيض تصنيف لبنان، أصدق من اي كلام. هو فرح بعذاباتنا. واقرأوا ديفيد هيل الذي تكلم بملامة عن الحكاية الخيالية عند الاميركيين بمعاقبة حلفاء حزب الله غير الشيعة لإضعاف بنية الحزب. سأضم كلامهم إلى ملف المراجعة عن العقوبات”.
وتابع: “التيار، نحن صمدنا ومرة جديدة انتصرنا. حاولوا أن يدفنونا، ولا يعرفون اننا حبة القمح. التيار ليس جسما فقط، التيار روح، والروح لا تموت. بقينا، ولكن التحديات أما التيار كبيرة وسنتصدى لها ونشتغل سوية لاستنهاضه: 1- وصلت رسالة الغاضبين وسنسمعهم ونشرح لهم ان المؤامرة مستمرة علينا. التياريون الذين تركونا لن نتركهم ولو غلطوا. 2- المحاسبة في التيار صارت ضرورية على كل المستويات، لا نقدر أن نبقى محكومين بنظرية اننا لا نستطيع أن نخسر أحدا لان كلفة بقاء البعض من دون محاسبة ، صارت اكبر بكثير من كلفة خروجهم. انا لم أعمل ولا أعمل شيئا تحت الطاولة، كنت عادلا مع الكل والتزمت بلتوجيهات التي أعطيتها في اللقاءات والاعلام، ولكن الديموقراطية والحرية عندما يزيدان عن حدهما يتحولان إلى فوضى قاتلة. لا مركز نيابيا او وزاريا او اداريا محجوز لأحد. الكل عرضة للتغيير وحق الناس أن تطالب بالتغيير، وبخاصة اذا كان الأداء غير جيد. النواب موجودون بارادة الناس والتيار فقط. 3- يجب على الشباب أن يبسلموا التيار، رأينا في الانتخابات كم عندهم طاقات وقدرات ورغبة بالشغل. يجب أن يأخذوا مكاننا ونبدأ بتحضيرهم. المرأة يجب أن تأخذ موقعها بالنيابة، والتيار يذخر بالسيدات الكفوءات وندى بستاني ليست استثناء. التغييرات المنتظرة كثيرة والتحسينات واجبة. أدعو الشابات والشباب لأن يتقدموا من اليوم، ويأخذوا مراكز قيادية بالهرم الاداري في التيار، ويتحضروا من اليوم بكل المناطق للانتخابات المقبلة، بدءا بانتخابات البلديات. فليتقدموا وانا بجانبهم”.
وقال باسيل: “شبابنا انتم الأمل. أتون إلى ايام صعبة، وسنبقى مع الناس، نحمل لهم الأمل وعنهم الألم. نهدي نصرنا اليوم للعماد عون ونقول له: ناضلت عنا وصار من حقك أن ترتاح ونكمل عنك. اشتغلت كفاية وتألمت كفاية، إطمئن إلى أن الشعلة في أيدي التياريين الذين لا يعرفون التعب ولا اليأس. انت زرعت فينا القضية وحملتنا المسؤولية ونحن قدها. نحن هنا أجيالك. كنا وسنبقى للبنان الحر السيد المستقل. كنا وبقينا وسنبقى تيارا ووطنيا وحرا”.
وتوجه إلى التيار بالقول: “التقدير لكلّ التياريين الذين ترشحوا بالنظام ولم يحالفهم الحظ لكن التزموا بالمناقبية الحزبيّة وتكرّموا، والأسف للذين لم يلتزموا وتبهدلوا.
– التهنئة لكلّ الفائزين الذين عملوا شغلهم صح وفهموا انّ المقعد اتوا به للتيار وللتكتل، وليس لهم.
– الشكر لكلّ الذين انتخبوا معنا أو ضدنا، واجبنا أن نعطيهم الاحساس بأننّا نمثلّهم بأعمالنا.
– الشكر لأهلنا في كلّ المناطق وخصوصاً المسنين الذين حملوا معهم تقل عمرهم ليصوّتوا لنا، وأخصّ بالذكر عكّار التي أعطتنا 4 نواب يعكسون تنوّعها بمذاهبها الأربعة، وأريد أن أخصّ الطائفة العلويّة التي أعطتنا 4000 صوت لمرشح من التيار لم يفرضه أحد علينا ولا على أهلها، هم اختاروه وهم صوتوا له.
– الشكر للأجهزة الأمنية والقضائية والإدارية، ولوسائل الاعلام المناضلة للحق وعلى رأسها الـ OTV صوت المدى و Tayyar.org). التي تعمل منذ زمن وتضحّي للقضيّة، وليس للمال.
احباءنا ورفاقنا، أعتذر من كلّ الذين قصّرنا معهم بسبب الظروف الاستثنائية التي مرّت علينا، ورغم ذلك نعتبر أنه واجبنا ونصحّح.
وأعتذر ممن خاب املهم لأننا ما تمكنا خلال السنوات الست الماضية من تحقيق كلّ احلامهم. حاولنا كلّ شي لكن المنظومة كانت أقوى منّا. نحن مضطرون أن نعمل معهم لأنّ الناس اختارتهم بالانتخابات، لكن نحن مصمّمون على أن نكمّل وننجح طالما أنكم تعطونا ثقتكم.
قد نكون أخطأنا باختيار بعض الذين كلّفناهم بمسؤوليّات داخل التيار وداخل الدولة، وأخطأنا بالآمال الزائدة التي وضعناها في بعض المواقع وفي بعص الذين تفاهمنا معهم، لكن الأكيد أننا لم نخذلكم بأخلاقيّاتنا ووطنيّتنا.
هاجسنا دائماً أن ننجز اكثر مما نحكي، في الوقت الذي معظم الناس في لبنان تؤخذ بالكلام الحلو وليس بالعمل الجيد. قصّرنا في الاعلام لكن هذه قدرتنا.
حزين على جزين الجريحة التي انسرق تمثيلها، وانا قلبي جريح معها. كنت متخوّفا من أن نصل غلى هنا من جراء التمادي بالأنانية ومن جراء الحصار الذي تعرّضنا له. ولكن ما نزال الأول فيها، وجزين تبقى قلعة عونية، والطعنات التي تعرّضنا لها نستجمع عناصرها لنردّها بطعن.
في النهاية أريد أن أعتذر من كلّ الذين توهموا بإسقاطنا وبإسقاطي انا شخصياً، للجدّ ما كنت اريد ان اتسبّب لكم بصدمات ولا وهلات ولا هزّات، وانا لا اريد انّ توضبوا الشنط وترحلوا لأن نريد ان نعيش معا. هذا كلّه لأنكم فكرتم غلط وحسبتم غلط وتموّلتم غلط لشيء اكبر من اموالكم (يلّي استثمروا فيكم، ما طلعوا بالرسمال). نبّهناكم انّ التيار لا ينتهي، فما صدّقتمونا. الآن صدّقوني، افضل من ان تتفاجأوا بصدمات اكبر.
حدثتكم يا ايها اللبنانيين عن خمس كذبات. تأمّلوا بكلّ واحدة منها تعرفون اين صرنا:
1 – الأكثرية، اين هي؟ وغدا ترون بالممارسة.
2 – الاحتلال الايراني، كيف؟ وغدا تتابعون مواقفنا.
3 – كتلة التيار هي لحزب الله، اسمعوا ديفيد هيل وشاهدونا بالمجلس والحكومة.
4- الصرف الانتخابي، هل بينكم من لم يعرف احدا دفع او قبض؟
5 – انخفاض الدولار. اين؟ ألم يقولوا أنهم عندما يربحون ينزل الدولار، وهم يدّعون الربح؟ إذن لماذا صار الدولار طلوع؟ او انهم ما ربحوا لحتّى عم يطلع؟ بالحالتين كذب، لا هم ربحوا، ولا الدولار نزل. القصة ليست هنا… القصة اكبر! صدّقوا!
احبائي،
هذه التجربة الانتخابية تعطينا الكثير من العبر، وسأذكر بعضها:
1 – التيار اكبر من اي واحد فينا: كل منتسب للتيار يعتبر حاله اكبر من التيار، او يتشاطر ليميّز حاله عن التيار ويتذاكى على الرأي العام، او فليخرج من التيار وليعمل انتخاباته، وبعدها يرجع! الرأي العام والتيار حاسبه. من يخرج من التيار بيبرد، اهل التيار يعرّونه من الأصوات، ويخرج عاريا وذليلا باصوات قليلة. الامثلة أمامكم كتيرة من كسروان، للمتن، لبعبدا، للشوف وبيروت وغيرها. ان شاء الله يكونوا تعلّموا…
2 – الخيانة آخرتها وخيمة: قليلو الوفاء كثر، وكلّ واحد اخطأ تجاهنا وتعامل بقلّة اخلاق، او تصرّف على اساس انّنا انتهينا وما عاد يريد التعاون معنا، او صار يتعاطى بفوقيّة على اساس صرنا ضعفاء وبنهاية عهدنا؛ الناس ونحنا حاسبناه.
عدّوا: من يلّي التزموا معنا بعكّار وغيرها وهربوا، من يلي بطرابلس المنية الضنية حسبوها غلط واختاروا غيرنا علينا، ليلّي بالشمال الثالثة وبيروت الأولى وزحلة وكسروان وغيرها هربوا منّا بسبب تفاهمنا مع حزب الله، ليلّي طعنونا بتأليف اللوائح بالمتن وبالشوف وعاليه وبجزين… كلّهم اكلوا نصيبهم وتعرفونهم واحدا واحدا، وأوّلهم رأس الخيانة بالبقاع الغربي، صار أمثولة لكل الذين يخرجون من بيئتهم ويصيروا “مستولدين بكنف الآخرين”، / بيئتهم تلفظهم والبيئات الثانية تعرف انّهم ليسوا أهلا للثقة لأنّهم غدروا بأهلهم يلّي احتضنوهم!
يا صغار السياسة، يا متلوّنين، يا حربايات، يا اصحاب المصالح المتقلّبة، يا مراهنين على زعامة أو رئاسة كتلة، انكشفتم انتم وكتلكم الوهمية اين ما كان، من كسروان، لزحلة، لزغرتا، وأكيد لا اقصد بكلامي سليمان فرنجية الذي مهما اختلفنا معه، يبقى اصيلا.
3 – قانون الانتخاب: انا لا أخجل بكونب مساهما اساسيا بقانون الانتخابات الحالي المعد على قياس لبنان، لا على قياسي، ولا على قياس التيار، والبرهان النتائج التي توزّعت على الجميع. القانون هو على قياس نظامنا وتركيبتنا الطائفية، وانا لست مستعدا أن أتخلى عنه الاّ اذا كان هناك افضل منه لتحسين تمثيلنا، او اذا انتقلنا فعلاً للدولة العلمانية (ساعتها منروح على الدواير الكبيرة بالنسبية). غير ذلك، نحن متمسكون بالقانون وخاصةً باقتراع المنتشرين لنوابهم الـ 6 (وبعتقد الكلّ عرفوا قيمتها)، واعتماد البطاقة الممغنطة والميغاسنتر، ومستعدون لتحسينه، وتحديداً في امر اساسي رفضوه سنة 2017، بالرغم من اصراري عليه. اليوم الكلّ اكتشف، انّ مطلبي كان محقا وهو الزامية حصول المرشّح على عتبة حد ادنى من الأصوات التفضيلية حتى ينجح. يعني متل ما في حاصل انتخابي للائحة، بيكون في حاصل تفضيلي للمرشّح، وما يعود ينجح بعشرات او مئات الاصوات بينما منافسه يسقط بالألوف!
يا كل اللبنانيين،
هناك قراءات انتخابية كثيرة، وكلّ واحد يراها في ضيعته او دائرته او طائفته، لكن هناك اشياء جامعة لكل اللبنانيين ويجب أن نتوقّف عندها، واهمّها:
1 – الوضع السياسي السني غير سليم، صحيح نحن مع التنوّع وليس مع احتكار فريق لطائفة، ولكن التشرذم بهذا الشكل خطير. ممنوع الاحباط والمس بحقوق هذه الطائفة المؤسسة والمهيمنة على قرارها، ونحن الى جانبها.
2 – الوضع الشيعي ما زال متماسكا بالرغم من التحريض لإختراقه بأمر عمليات خارجي عبّر عنه شينكر بلؤم ونعاه هيل بحكمته. صحيح نحن مع التنوّع داخل الطائفة الشيعية ولكن ليس مع التآمر لضرب وعزل مكوّن اساسي. لذلك نحن ساهمنا بمنع الاختراق وتحديداً بالمقعد الشيعي بجبيل، وهم ساهموا بمنع حصارنا الانتخابي. نذكّر انّ عزل اي مكوّن هو ضرب للبنان، بالمقابل، الإمساك بالقرار الشيعي لا يشرّع الامساك بالقرار الوطني.
3 – الوضع الدرزي منتعاطى معه باحترام ارادة ابنائه والتطلّع دائماً للشراكة الصادقة والمتوازنة معهم. ولكن ما لا يجوز تجاهل التحوّل الذي حصل بالمزاج الانتخابي عنده، ولا يجوز تجاهل موقع ووزن الذين سقطوا بالأرقام وليس بالقيمة. (ولو غلطوا معنا).
4 – الوضع العلوي لا بيجوز استمرار التعاطي معه بدونيّة وبأقل من حقوق كاملة، نحن معهم كما هم (رح يكونوا) معنا.
5 – الوضع المسيحي زاد فيه التنوّع لدرجة كبيرة، وبعد حين نحكم ما اذا كان هذا الأمر مفيدا او لا. الجيد انّ القانون امّن حسن تمثيلهم، نحن بحجمنا الأكبر سوف نبقى المدافعين عن الحقوق والوجود والدور. كل واحد يجب أن يكون اخذ عبرة من اتكاله على الخارج، وعلى المال، أوعلى الغاء غيره، أوعلى تكبير حجمه… الشغل للقضيّة يحدّد من المستحقّ.
تبقى القراءة الأهمّ هي تململ كل اللبنانيين، والمشاركة المنخفضة (41%) التي تمس بشرعيّة الانتخابات، هي والمال السياسي، لكنها لا تلغيها، وهننا مسؤوليّتنا كلّنا بالمعالجة.
رفيقاتي ورفاقي التياريين،
اكيد انّ ارقام التيار والتكتل انخفضت من 2018 للـ 2022 والدليل الأوّل هو انّه كنّا 29، صرنا 21 (ومع الطعون نتوقّع أن نصير فوق الـ 23).
الأسباب كتيرة:
أوّلها حالة التململ الشعبي وهذا شيء طبيعي بعد انهيار البلد. هل كان يعتقد أحد انّ الناس يفقدون كلّ اموالهم ويذلون ولا يتذمّرون؟ او لا تحمّلنا المسؤولية، ولو ظلما؟
ثانيها الفرق بين اوّل العهد وآخره وهذا أيضا طبيعي مع انّ عهدنا مع الناس ما بيخلص.
ثالثها التحريض الإعلامي وتشويه الصورة والإغتيال السياسي غير المسبوق بلبنان ويمكن بالعالم كلّه.
رابعها الحلفاء الذين صاروا بـ 2022 اقلّ بكثير من 2018، وبصراحة بلاهم أريح لأنّن تركونا بنص الطريق ويلّي متلهم بيعيدوها. على كل حال، نواب التيار الملتزمين كانوا 12 بالـ 2009، صاروا 18 بالـ 2018، واليوم 17 (ورح يزيدوا بالطعون) ومنضلّ اكيد اكبر كتلة حزبيّة الاّ اذا حدا بيحبّ يغلّط بالعدّ من جديد.
وخامسها هو المال الانتخابي السياسي، الذي له الأثر الأكبر والذي هو سبب اساسي للطعن بشرعيّة الانتخاب وتحوير إرادة الناس واستغلال حاجتهم لسرقة صوتهم…
ومن يريد عدّ اصوات تفضيليّة متقاربة بعكس ما يكذبون حتى يعتدّ بتمثيل افضل للمسيحيين، فليبقَ يخصم اصوات غير المسيحيين الذين أتوا بالمال وليس بالقناعة السياسية، وسمحوا له بأن يأخذ بمعونة اضافية، مقاعد اضافية، في جزين وزحلة وبيروت وطرابلس والبقاع الشمالي. في المقابل نوّابنا نجحوا بأصواتنا التفضيليّة من دون الحاجة لدعمهم بأصوات اضافية. أيضا يجب أن يحسم اصوات المسيحيين الموسميين الذين أتوا بشراء الأصوات وبخرق السقوف الماليّة كلّها وبصرف إنتخابي تخطّي كلّ حدود الاخلاق والمنافسة الشريفة (لو كانوا شرفا بيواجهونا بتكافؤ الإمكانات – مش متل يلّي محصّن بالدبابة وعم يقاتل انسان عاري الصدر).
في كل الأحوال، من يتحدث عن الصوت التفضيلي ردوا عليه “بالمال التفضيلي”؛ هيدي مش اصوات تفضيلية هيدي اموال تفضيلية. بكرا بتروح الأموال وبترجع لنا الأصوات.
وتبقى الحقيقة الثابتة التي هيّ انتم… لا تلغون ولا تتغيّروا. والحقيقة انّنا نحن الكتلة والتكتل الأكبر بمجلس النواب. سوف تروننا نكبر. عند الحاجة نعلن عن ذلك، او يعبّر التكتل عن حاله.
وبدّكن الصراحة؟ انا مش زعلان انّو يصغر، ولا انّو ما نكون اكبر كتلة بالعدد (ما جرّبناها!). دعوهم يكونوا اكبر! باعتقادكم هل يتحمّلون مرّة المسؤولية؟ لنشوف شو بيطلع منهم! نحن سجّلنا النصر الانتخابي وحفرناه بالتاريخ وختمناه. وبعد ذلك، ليس مهمّا الا ماذا نستطيع أن نفعل للبلد (بنايب او بـ 25).
أهلي ورفاقي،
من بعد اليوم نحنا منوقّف العدّ، بتطلع الأرقام الصحيحة وبتبيّن الحقائق، ومنقدّم الطعون اللازمة لأن ما بيجوز نمرّق فضيحة شراء الأصوات والضمائر.
هنّي يلّي وضعوا سقف المعركة بإنهائنا وإسقاطنا. هنّي يلّي قالوا “ما بقى في شباب بالتيار”، “وما بقا في تيار”، “وباسيل ما بقا يعمل ناطور ببناية او مختار بالبترون”، هنّي يلّي بدّن ما يوقّفونا على اجرينا، ويحطّونا بالطابق 17 تحت الأرض – نحنا معوّدين نقعد فوق الأرض. هنّي افتكروا يدفنونا، مش عارفين انّو نحنا شلش سنديان منشقّ الارض ومنوصل للسما.
عملوا كل شي حتّى يسقطونا.
كسّروا البلد وسرقوا الناس وزرعوا الكذب بعقولهم، وخلّوا قسما يصدّق انّنا نحن سبب المصيبة. المرتكبون الفعليون اختبأوا وراء الثورة النظيفة، والناس المظلومين، بدل أن يصبّوا غضبهم عليهم صبوه علينا وطيّروا فرصة التغيير.
عملوا كلّ شي، غير أننا نجحنا! نجحنا وعلى اكتافنا حمل كبير، وبقلبنا غصّة على الناس الذين دفعوا ثمن المؤامرة.
انتصرنا لكن اي انتصار وبلدنا مهدّد وجودياً، اي انتصار وفي كل بيت في كارثة ووجع؟
انتصرنا بس شو بدنا نعمل بالانتصار؟ جايين نحتفل مش لنعاتب او نبرّر، جايين نقول بكل شجاعة وايمان: البلد بخطر ومسؤوليّتنا كلّنا نخلّصه. ما حدا قادر يلغي حدا ولا حدا قادر يحكم لوحده، ولا حدا قادر يخلّصه لوحده.
كلّ واحد بيعرف حجمه الحقيقي، وهذا الجدل بعد اليوم ليس له قيمة اذا لم نخلّص البلد.
ما هو مبرّر وجودنا واحجامنا وكتلنا اذا لم نوقف الانهيار؟
بعد اشهر قليلة ينفد الاحتياطي في مصرف لبنان، وهو في الحقيقة ما تبقى من ودائع الناس، ينفد ولا يعود معنا حق الطحين والدواء والبنزين والمازوت. هنا التحدّي الحقيقي!
شو الها قيمة الانتخابات والحكومة والرئاسة اذا ما كانوا لإنقاذ البلد والناس من الجوع والفقر والمرض؟
انطلاقاً من هنا نوجّه نداء ونمدّ يدا لكل النواب الذين يتشكل منهم المجلس الجديد، لنعمل معا ونقرّ القوانين الاصلاحية ونشكّل حكومة اصلاح، (ونترك الرئاسة لوقتها ولظروفها فلا نخرّب البلد بسببها)، وبدل النكد والتفشيل نحوّل الأشهر الباقية من ولاية الرئيس للعمل على محورين:
1- الحكومة والمجلس النيابي، نستفيد من وجود النواب الجدد وخاصةً من المجتمع المدني، ليتمثلوا بالحكومة ويتحمّلوا مسؤولية، ويشاركوا بإقرار القوانين الإصلاحيّة. وغدا سوف نرسل اليهم لائحة مفصّلة بكل القوانين الـ 299 التي تقدمنا بها كتكتل من 2009 لليوم. فليناقشوا ويعدّلوا ما يشاؤون، المهم انّ نتعاون معا ونكون سندا لبعضنا بالاصلاح.
2 – بالتوازي، طاولة الحوار يشارك فيها الكلّ بإرادتهم، قبل أن تأتينا دعوة لمؤتمر بالخارج ويصبح الجميع مجبرين أن يشاركوا فيه.
نجري حوارا داخليا حول كلّ المواضيع الخلافيّة من الاستراتيجية الدفاعية، للدولة المدنية واللامركزية الموسّعة ومجلس الشيوخ والنظام السياسي، حول الخيارات الاقتصادية والمالية، حول تحييد لبنان بإرادة ابنائه، حول النازحين واللاجئين، حول الحدود والغاز ونضع معا معادلة “لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا”.
مشاكلنا لا تنحلّ بالعنف ولا بالنكد، تنحلّ بالحوار. زمن اوهموا الناس انّها تنحلّ بالانتخابات، كذبوا عليهم. نبّهناهم انّ التغيير الكبير يلزمه حوار. مواجهة الازمات الكبيرة يلزمها جرأة ووقف المكابرة.
نتحاور لنلاقي حلولا. أيا كانت الحلول، وسوف نبقى معا على مساحة 10452 كلم²، بلا اوهام التقسيم والفدرلة. كيفما كان شكل النظام، الارض باقية لابتتقسم والناس سوف يبقون مرتبطين بروابط اجتماعية ومصالح اقتصادية. الأمن لكل الناس، والاستقرار والازدهار لكل الناس. الحرب والجوع والفقر تصيب كل الناس – لا تسمحوا لاحدا أن يردّنا الى الحرب ويوصّلنا الى الجوع.
لبنان باق مكانه. الأرض لا تزيح، سوريا سوف تبقى جارتنا. الذي لا يتغيّر هو طبيعة العلاقة، لا نقبل المس بسيادتنا ولا نريد ان نتدخل بشؤونها وبشؤون غيرنا. مطلبنا حسن الجوار واحترام متبادل للإستقلال، طموحنا المشرقية الاقتصاديّة، وتعاون بالاقتصاد وحماية بعضنا من مخاطر العدوان والارهاب.
ايا يكن نظامنا، طبيعة مجتمعنا لا تقبل التسلّط والتفرّد. الحريّة هي اساس وجودنا، واحترام التنوّع وبناء المواطنة هو الهدف. ما حدا بيفرض على حدا نموذج العيش، وما حدا يهوّل على حدا… سوف يبقى لبنان على شرق المتوسط مفتوحا على الغرب، وسوف يبقى دولة مشرقية امتدادها سوريا والعراق والاردن وفلسطين، وشراكتها مع مصر والخليج ومداها الأبعد تركيا وايران، ونريد أن نبني معهم كلّهم علاقات اقتصادية واحتراما سياسيا.
هذا مشروعنا وهذا موقفنا. لا تسدوا آذانكم، اسمعونا وناقشونا، اختلفوا معنا لكن ناقشونا بالعقل والمنطق، لا تقاتلونا بالغريزة والحقد.
شعبنا كلّه على مركب واحد، فلا تتركوا العناد والمكابرة يغرّقوا المركب. إنزعوا من رأسكم فكرة الغائنا، نحن لا احد يلغينا، ولا نستطيه ولا نريد أن نلغي احدا. لا نظلم ولا نقبل بظلم.
نحن اقوياء بالحق، ودورنا أن نكون همزة الوصل وصلة التواصل. وسوف نبقى تصالحيين واصلاحيين – ابناء الدولة المحميّة بالجيش القادر يستفيد من عناصر قوّة لبنان؛ وروّاد الدولة المدنية المبنية على الاقتصاد الحر وليس الاحتكار، على الانتاج وليس على الإستدانة.
أهلي اللبنانيين،
الاستحقاق الأهم هو وقف الانهيار وخطّة الاصلاح، ولكن امامنا استحقاقات دستورية ملزمة (متل الانتخابات)، ومفروض أن نمرّرها بسرعة وبهدوء، ويجب أن تكون مؤشّرا لادراكنا انّ الأمور تغيّرت.
الاستحقاق الأوّل رئاسة المجلس والادارة المجلسيّة. نحن من جهتنا جاهزون لإلغاء الطائفية بالكامل، وليس فقط الطائفية السياسية. بس منفهم انّو مش وقتها اليوم. لكن ماذا كان يمنع التغيير من نفس الفريق؟ بالآخر هيدا قراركم ونحترمه، ماذا كان يمنع اعطاء فرص للآخرين برئاسة المجلس ونيابته طالما المقاومون والأوادم كثرا؟ اذا في حدا بالغلط عم يفكّر يقايضنا رئاسة المجلس بنيابة الرئاسة، فهو غلطان ومسترخصنا! جرّبنا نيابة الرئاسة بالمجلس، ومع احترامنا للموقع، عرفنا فعاليّته بظل الادارة المجلسية القائمة.
نحن اقلّ شيء بينحكى معنا بإقرار اللامركزية الموسّعة، بالنظام الداخلي لمجلس النواب وبالتصويت الالكتروني من ضمنه، بفصل فعلي للسلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية، التعاون لا يعني الامساك الكامل بالأولى ومدّ الإيد على الثانية.
نحن بينحكى معنا باسترداد الأموال المحوّلة للخارج، والتدقيق الجنائي والكابيتل كونترول وكشف الحسابات والأملاك، برفع الإيد عن القضاء بتحقيق المرفأ وغيرو وغيرو… وهول مش بس بالحكي والتعهدّات لأن جرّبناها، ولا بالتواقيع الخطيّة لأن اختبرناها (بالمياومين وبالكابيتل كونترول)، ولا بالضمانات لأن ما حدا قادر يعطيها (في اكتر من المنتشرين والميغاسنتر). نحنا ثمن صوتنا اكتر بكثير من نائب رئيس، والتياريين آمالهم اكثر بكثير من وعود، واللبنانيين من حقّهم التغيير واسترداد اموالهم المهرّبة والمنهوبة. الأزمة كبيرة، الانهيار ضخم، والإيّام تغيّرت، وما فينا نقبل بأقلّ من هيك. قادر يكون هيك؟
الاستحقاق الثاني السريع هو الحكومة. منرجع منذكّر باقتراحنا بتعديل دستوري بسيط بيعطي شهر واحد للرئيس لإجراء الاستشارات الملزمة، بيتمّ خلاله التفاهم مع الكتل على شكل الحكومة ونوعها وبرنامجها، وهيك ما بيصير في مفاجأت؛ وكمان بيعطي الدستور رئيس الحكومة مهلة شهر للتأليف. هيك منضمن حكومة بسرعة. امّا اذا عاندتوا متل العادة ومن دون سبب، فهيدا بيأكّد وجود نيّة (من رئيس الحكومة وغيره)، نحنا لامسينها بوضوح، لعدم تشكيل حكومة وتجاوز الدستور باعتبار الحكومة الحالية حكومة كاملة الصلاحيّات. انتبهوا، هيدا بيسقط الطائف وبيخلّي كل موقع ومؤسسة دستورية قائمة من دون حدود زمنية. بالمقابل، نحنا بدّنا رئيس حكومة عنده شرعيته الشعبية ومرضى عنه من طائفته اوّلاً ومن مجموع اللبنانيين ثانياً، ومش من الخارج. حقّنا نعرف شكل الحكومة ونوعها، بغض النظر، اذا منشارك فيها او لا. واكيد منطالب بإختصاصيين مدعومين سياسياً ليكون عندهم القدرة والمعرفة لحل المشاكل. وبدّنا يكون برنامجها واضح بالاصلاحات المعروفة ويلّي لازم استكمالها خلال الصيف. وفوق هيك بدنا نعرف موقف رئيس الحكومة من 3 قضايا:
1 – رفع الغطا والحماية منّو ومن وزير المالية عن رياض سلامة. ما فينا نوعد الناس بالاصلاحات ورأس المنظومة المالية يلّي سرقتهم باقي محلّو رغم عشرات الدعاوى ضدّو ومذكّرة توقيف بحقّه. هيدا كيف بدّو يضمن العملة الوطنية؟ وبالنسبة للبديل، الكفاءات المش حزبية كثيرة…
2 – الالتزام منه ومن وزير العدل ووزير المال بانهاء تحقيق المرفأ واصدار القرار الظنّي. (نحنا هون على بعد امتار من موقع الانفجار يلّي دمّر العاصمة وقتل وجرح الأبرياء، بدعيكم توقفوا للحظة صمت احتراماً لهم وكل منا على طريقته يصلّي او يتذكّر ويتأمل). الحقيقة مأسورة، التحقيق مأسور، القرار الظني مأسور، أهالي الضحايا مأسورين بحزنهم، الهيئة العامة للتمييز مرسوما مأسور عند وزير المال ومأسور معه مسار العدالة، والموقوفين اصبحوا مأسورين. نعم مطلوب فك اسرهم، بدري ضاهر ورفاقه الكتار اصبحوا اسرى وما عادوا موقوفين (بيكفي سنتين من التوقيف الاحتياطي).
3 – الالتزام بانجاز التدقيق الجنائي وين ما كان، وخاصةً بوزارة الطاقة – يمكن بعجقة الانتخابات ما سمعتوا تسجيل البواخر يلّي بيدحض كل كذبهم. اسمعوه! (وبعد في غيره اذا لزم)، والالتزام كمان بإعادة هيكلة المصارف، باستعادة الأموال المحوّلة، ومش شطب اموال المودعين.
الاستحقاق الثالث رئاسة الجمهورية صحيح مش مستعجل ولكن ما لازم يصير فيه فراغ. كثير رهانات سقطت بالانتخابات وكتير تكهنات طلعت مش بمحلّها.
تجنّب الفراغ بيبقى مضمون باقتراحنا بتعديل دستوري محصور بعملية الانتخاب، لتكون بشكل مباشر من الشعب وعلى دورتين، دورة عند المكوّن المسيحي ودورة ثانية لكل اللبنانيين، لضمان حسن التمثيل وقوة الموقع. ليش الهروب من رأي الناس ومحاولة المس بحسن تمثيل الموقع؟
بقول بكلمتين: الرئاسة مش اكلة طيّبة، ولكن منّها لقمة سائغة.
هذه الاستحاقات الثلاثة تدلّ اذا كانت هناك ارادة سياسية للتغيير او بعدنا على نفس النمط، وهنا ننتظر من العناصر الجديدة بالمجلس، موقفها وقدرتها على التعبير والتغيير. انا شفت مشاهد المقترعين، وشعرت بعطشهم للتغيير وتذكّرت ايام التظاهر ضد السلطة… بتأمّل كلّنا نساهم بالتغيير.
التيار الوطني الحر،
انتو عن جدّ ابطال، تعرّضتوا لحرب كونيّة ما بيصمد بوجّها الاّ الأبطال. المؤامرة علينا بلّشت من زمان، وانا بدعي كل اللبنانيين يقروا المايسترو شينكر على رواق ليفهموا كلّ شي، ويشوفوا كيف اعترف انه اشتغل لانهيار بلدنا، وابتسامته الساخرة هو وعم يحكي عن قرارهم بتخفيض تصنيف لبنان اصدق من اي كلام. هو مبسوط بعذاباتنا. واقرأوا ديفيد هيل يلّي حكي بملامة عن الحكاية الخيالية عند الاميركان بمعاقبة حلفاء حزب الله غير الشيعة لإضعاف بنية الحزب. رح ضمّ كلامهم على ملف المراجعة تبعي حول العقوبات.
التيار،
نحنا صمدنا ومرّة جديدة انتصرنا. حاولوا يدفنونا مش عارفين انّا حبّة القمح. التيار مش بس جسم، التيار روح، والروح ما بتموت.
بقينا، بس التحديّات قدّام التيار كبيرة بدّنا نتصدّى لها ونشتغل سوا لاستنهاضه:
1 – وصلت رسالة الغاضبين وبدّنا نسمعهم ونشرحلهم انّو المؤامرة مستمرّة علينا. التياريين يلّي تركونا ما رح نتركهم ولو غلّطوا.
2 – المحاسبة بالتيار صارت ضرورية على كل المستويات ما منقدر نبقى محكومين بنظريّة انّو ما فينا نخسر حدا، لانّو كلفة بقاء البعض من دون محاسبة ، صارت اكبر بكتير من كلفة خروجهم.
انا لا عملت ولا بعمل شي تحت الطاولة، كنت عادل مع الكل والتزمت بالتوجيهات يلّي عطيتها باللقاءات وبالاعلام… بس الديمقراطية والحرية لمّا بيزيدوا عن حدّن بيتحوّلوا لفوضى قاتلة.
ما بقى في مركز نيابي او وزاري او اداري محجوز لحدا. الكل عرضة للتغيير وحق الناس تطالب بالتغيير، خاصة اذا الأداء مش منيح. النواب هنّي موجودين بارادة الناس والتيار وبس!.
3 – الشباب لازم يستلموا التيار، شفنا بالانتخابات قدّي عندهم طاقات وقدرات ورغبة بالشغل. لازم ياخدوا محلّنا ونبلّش نحضّرهم لهالشي. المرأة لازم تاخد موقعها بالنيابة والتيار مليان سيدات كفؤة وندى بستاني مش استثناء.
التغييرات المنتظرة كتيرة والتحسينات واجبة. انا بدعي الشابات والشباب يتقدّموا من اليوم، لياخذوا مراكز قيادية بالهرم الاداري بالتيار، وبدعيهم يتحضّروا من اليوم بكل المناطق للانتخابات القادمة بدءاً من انتخابات البلديات. يتقدّموا وانا لجانبهم.
شبابنا انتو الأمل، يمكن حمّلناكم كثير ألم، وحملنا كثير خيبات عنكم. جايتنا ايّام صعبة، وبدنا نبقى مع الناس نحمل لهم الأمل ونحمل عنهم الألم.
بالختام منهدي نصرنا اليوم للعماد عون، ومنقلّه: ناضلت عنا وصار حقّك ترتاح ونحنا نكمّل عنّك. اشتغلت كفاية وتألّمت كفاية، تطمّن انّو الشعلة بايدين التياريين يلّي ما بيعرفوا التعب ولا اليأس. انت زرعت فينا القضية وحمّلتنا المسؤولية ونحنا قدّها.
نحنا هون أجيالك،
كنّا ورح نبقى للبنان حرّ سيّد مستقلّ.
كنّا وبقينا ورح نبقى تيار ووطني وحرّ.
عشتوا، عاش التيار وعاش لبنان.
===============
مصدر الخبر
للمزيد Facebook