بعلبك الهرمل بعد الانتخابات.. لتبدأ معركة الانماء
يأسف كثيرون من اهالي بعلبك – الهرمل للمشهد الذي يحاول البعض تصويره على أنّ دائرة البقاع الثالثة، كانت مسرحاً لـ”الترهيب” بوجه الاحزاب والشخصيات المنافسة للثنائي الشيعي في قلب البقاع الذي اعتاد على احتضان “العشيرة” قبل أي اعتبارات حزبية، والشخصيات “الاوادم” على حد تعبيرهم قبل اي ارتباط بفريق سياسي، ومن بينهم النائب انطوان حبشي الذي يحظى بمحبة من قبل كثيرين من بيئة “الشيعة”، ولكن المعركة التنافسية تفرض اختيارات محددة دون أن “يفسد في الود قضية”.
باختصار، هكذا يحاول كُثر من اهالي بعلبك الهرمل تصويب الرؤية نحو مسار ابعد من بعض الاستعراضات الاعلامية والاخبار “المزيفة” التي تنقل ما مضمونه انّ اهالي المنطقة فُرض عليهم التصويت بقوة السلاح. المشهد مختلف على الارض، فالمعركة اصلا متشابهة مع الانتخابات السابقة، اللوائح المتنافسة هي نفسها، فلماذا يحاول البعض تشويه الحقيقة؟ يسأل اهالي بعض القرى وخصوصاً في غربي البقاع، بعدما اُشيع عن حدوث مشاكل بين حزبيين، مع التأكيد على أنّ الاشكالات في فترات الاستحقاقات تحدث في كل المناطق واحياناً بين الحلفاء انفسهم. “فلماذا يُصار دائماً الى اظهار البقاع وكأنها منطقة خارجة عن القانون والنظام؟” يسأل أحد سكان منطقة شعث البقاعية، مؤكداً انّ الاجواء التنافسية الشريفة سادت في مختلف المناطق، وشعث هي من القرى الاقرب اضافة الى الكنيسة وريحا الى بلدة دير الاحمر، حيث يؤكد سكان المناطق أنهم “أهل وعيلة وحدة”، ومن انتخب لاسقاط حبشي أنمّا فعل من منطلق معركة سياسية وليس شخصية.
الثقل المسيحي
وفي دير الاحمر، حيث الثقل المسيحي، لا يزال العرس الانتخابي مستمراً بعد اعلان فوز حبشي، فالمعركة كانت “كسر عظم”. يقول أحد سكان الدير، “وكأننا خرقنا الحزب في كل المناطق”، ففوز حبشي لم يكن بالسهل في ظل غياب الناخب السنّي، وتشتت اصوات المعارضة ما بين 5 لوائح مختلفة حضنت مختلف اطياف بعلبك الهرمل، وضمت شخصيات من خارج التموضعات السياسية حظيت بدعم شعبوي.
ومن بلدة مقنة البقاعية، المشهد مشابه ، “الكلمة والصوت للحزب”، المنطقة ذات الغالبية لـ”حزب الله”، تعلن اليوم تجديد البيعة لنهج المقاومة. يعيد اهالي المنطقة تكرار سيناريو “النصر بتحرير الجرود”، فلولا الحزب “الدواعش فاتوا عبيوتنا”، كما يجمع سكان المنطقة. ومن منقة الى جارتها الكنيسة، يؤكد سكان البلدة انّ الاشكال الذي حصل مع مندوبي “القوات” لا يتعدى مجرد “التلاسن”، وبأنّ الكنيسة والدير قرية واحدة، و”سيدة بشوات” شاهدة علينا.
معركة انماء
تكاد تكون الصورة ايجابية الى حد كبير بعد المعركة الانتخابية التي أدت الى فوز 9 من لائحة “الامل والوفاء” وخرق النائب حبشي من لائحة “بناء الدولة”، وإن كان هناك اختلافات في الاراء والتوجهات السياسية، الا انّ التوافق الوحيد بين الاضداد هو على المعركة الانمائية.
فبعد أن أُعلنت النتائج يأمل البقاعيون من النواب السابقين والجدد منهم أنّ يرأفوا بمنطقة عانت ما عانته ولا تزال من فقر وحرمان. يسخر أحدهم بقول عبارة تكاد تختصر الحال ليس فقط في البقاع بل في كل مناطق لبنان، “متل ما استنفروا وسكروا الجور عضهر البيدر قبل بيوم من الانتخابات.. يضحكوا علينا بعد ويكملوا معروفهم”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook