آخر الأخبارأخبار محلية

ماذا تحقق “الاكثرية” من اكثريتها؟

بالرغم من كل التحليلات والتوقعات التي تشير الى ان قوى الثامن من اذار بالتحالف مع التيار الوطني الحر ستفوز بالاكثرية النيابية، وان بنسب محدودة، الا ان اوساط هذه الاكثرية لا تزال قلقة وترى ان الحفاظ على اكثريتها غير مضمون وان كل الاحتمالات واردة في الانتخابات خصوصا ان الفوارق ليست كبيرة وان اي مفاجأة جدية قد تقلب النتائج بشكل شبه جذري وغير متوقع.

لكن الفوز بالاكثرية هو هدف رئيسي لطرفي النزاع في لبنان يسعيان الى تحقيقه بشكل حثيث، فماذا تحقق الاكثرية النيابية في السياسة، سواء اكانت لصالح قوى الثامن من اذار او لقوى الرابع عشر منه؟ وهل تأمل هذه القوى احداث تغييرات فعلية في الحيز السياسي اللبناني، في حال فازت بالاكثرية النيابية؟

اولى اسباب رغبة قوى الثامن من اذار بالفوز بالاكثرية تعود الى اصرارها على اظهار نفسها غير متأثرة شعبيا جراء الازمة الاقتصادية والضغوط السياسية والاعلامية وعليه محاولة انهاء مفاعيل هذه الضغوط  ما سيدفع ممارسيها الى التراجع عنها والبدء بمرحلة البحث عن تسوية مناسبة للواقع اللبناني.

اما السبب الثاني فهو اثبات حزب الله انه لا يزال قادرا على السيطرة على الواقع المؤسساتي بالطرق الديمقراطية ما ينهي اي امكانية تنازل سياسية سعت اليها الولايات المتحدة الأمريكية عبر ابعاده عن الحكومة مثلا واحراز اكثرية معادية لسلاحه او حتى ايصال رئيس جمهورية جديد يكون رأس حربة في مواجهة الحزب.

كما ان الحزب يرغب بتكريس شرعيته امام المجتمع الدولي من خلال تمثيله السياسي فهو لا يريد خسارة ما كسبه بعد زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون الى لبنان من اعتراف سياسي اوروبي واضح بدوره وبإعتباره ممرا اساسيا لاي تسوية تطال الساحة اللبنانية بشكل جذري او سطحي.

أما القوى المعادية لحزب الله، فإن فوزها بالاكثرية النيابية، وان انقسمت الى كتلتين، كتلة المجتمع المدني وكتلة الرابع عشر من اذار التقليدية، سيعني اعادة عقارب الساعة الى ما قبل التسوية الرئاسية الاخيرة، من حيث الاكثرية النيابية التي تخاصم الحزب او من حيث القدرة على فرض المعادلات الحكومية والرئاسية  بسهولة نسبية.

الاهم ان استعادة الاكثرية سيعطي فاعلية اضافية للضغوط الاقتصادية والسياسية وسيظهر نجاحها بشكل كبير ما يعني ان الاستثمار على الساحة اللبنانية سيستمر لصالح قوى التغيير  اولا ولصالح كل خصوم حزب الله ثانيا مع تأمين الدعم الاقليمي والدولي الكامل ، كما سيتاح لبعض القوى ملء فراغ غياب قوى سياسية اخرى في الساحة اللبنانية ما دام الواقع السياسي الى تحسن على حساب حزب الله.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى