كيف تهرب يخوت الأثرياء الروس من العقوبات في أوروبا نحو تركيا؟
نشرت في: 05/05/2022 – 19:15آخر تحديث: 10/05/2022 – 14:33
بعد أكثر من شهرين على بداية الحرب الروسية في أوكرانيا، ما هو مصير يخوت رجال الأعمال والسياسية الروس الذين فرضت عليهم عقوبات أمريكية وأوروبية؟ للإجابة على هذا السؤال استخدم محققون عبر الإنترنت معلومات متاحة على الشبكة لتتبع أثر هذه السفن الترفيهية. ويوضح هؤلاء المحققون أن عددا كبيرا من اليخوت نجحوا في الفرار من المياه الأوروبية نحو تركيا، فيما وصلت أخرى حتى روسيا.
التقط سياح هولنديون في 24 نيسان/ أبريل 2022 صورا بمنتجع ياليكافاك في تركيا إلى جانب يخت “ماي سولاريس” الضخم الذي هيمن على المكان بطوله البالغ 140 مترا وهو ملك الملياردير رومان أبراموفيتش الرئيس السابق لنادي تشيلسي الإنكليزي وهو من الأوليغارش الروس الخاضعين لعقوبات أوروبية منذ 15 آذار/ مارس 2022.
Having lunch today in #Yalikavak with Abramovitsj yacht #Solaris in the background. Love ❤️ Turkey 🇹🇷 pic.twitter.com/pWBiBelMnk
— 🇺🇦 🇳🇱 (@renetiemo) April 24, 2022
Ces photos montrant le yacht My Solaris ont été publiées sur Twitter le 24 avril 2022.
تظهر هذه الصور يخت ماي سولاريس ونشرت على تويتر في 24 نيسان/ أبريل 2022.
عندما تتحرك من مكانها، تستخدم السفن أنظمة أي إيه إس للإعلام عن مكانها الجغرافي جي بي إس ولتفادي الاصطدامات. وتتيح مواقع مثل مارين ترافيك MarineTraffic وفيسيل فايندر VesselFinder الاطلاع على هذه المعطليات. وبالتالي يمكن لنا الاطلاع على مغادرة يخت ماي سولاريس لميناء برشلونة في 8 آذار/ مارس. ومن ثم أرسلت إشعار بوجودها في ميناء ياليكافاك في 23 نيسان/ أبريل وهو المكان الذي ما زالت متواجدة به في 5 أيار/ مايو حسب موقع مارين ترافيك.
في هذه الصورة المثبتة من الشاشة من موقع متابعة السفن مارين ترافيك التقطت في 5 أيار/ مايو، يمكن لنا أن نرى يخت ماي سولاريس في سواحل ميناء ياليكافاك في تركيا. صورة من موقع مارين ترافيك.
“اعتقدت أن متابعة الأثرياء الروس يمكن أن يجلب معلومات مفيدة”
ويتابع أصحاب حسابات على تويتر على غرار @PutinIsAVirus يخوت الأثرياء الروسي بفضل عشرات الأدوات المتاحة على الإنترنت. وبحكم عمله كمطور مواقع إنترنت، يوثق صاحب هذا الحساب في خارطة تفاعلية تحركات هذه السفن الترفيهية. ورغم أنه أعرب عن رغبته في الاحتفاظ بهويته لأسباب مهنية، إلا أنه يوضح ما يلي لفريق تحرير مراقبون:
بدأت في التحقيقات عبر المصادر المفتوحة منذ سنة 2016 كهواية. وعندما اندلعت الحرب في أوكرانيا، زدت من مجهوداتي. واعتقدت أن متابعة الأوليغارش الروس وتحركاتهم يمكن أن تجلب معلومات مفيدة.
وفي البداية، تطلب الأمر بعض الوقت حتى يتحرك أصحاب هذه اليخوت. وهو ما جعل عدة يخوت تتعرض للمصادرة في موانئ أوروبية. في الحقيقة، لم يكن من السهل العثور على فريق إبحار للانطلاق في آخر دقيقة. زد على ذلك أن حسابات الأوليغارش الروس في البنوك كانت قد جمدت. حيث أن عملية الانطلاق بمركب يكلف ملؤه بالبنزين نحو 200 ألف دولار يمكن أن تكون عملية صعبة جدا بدون امتلاك حساب بنكي.
اليوم، يمكن أن نرى عدة مواقع اتجهت إليها هذه المراكب الخاضعة لعقوبات بعد أن نجحت في الهرب ويتعلق الأمر بالأساس بالإمارات العربية المتحدة وتركيا.
Fleeing sanctions, Putin’s inner circle seeks safe ports for their superyachts: Roman Abramovich’s 🇧🇲yachts are portside, Eclipse in Marmaris & Solaris in Bodrum. Dmitry Medvedev’s 🇰🇾yacht Universe was in Marmaris. Maxim Shubarev’s 🇨🇰yacht Polaris is in Göcek’s Skopea Marina. pic.twitter.com/DNlEGAZDvi
— Yörük Işık (@YorukIsik) March 23, 2022
Des photos prises par Yörük Işık dans plusieurs ports de plaisance turcs montrent des yachts soupçonnés d’appartenir à des oligarques russes.
صور التقطها يوروك إيزيك في عدة موانئ ترفيهية تظهر يخوتا من المرجح أن تعود ملكيتها لأثرياء روس.
ولكن في المقابل، توقفت عدة يخوت تعود لأوليغارش روس عن إصدار إعلامات أي إيه إس لعدة أسابيع ما جعل عملية تحديد مكانها على مواقع مارين ترافيك وفيسيل فايندر أمرا مستحيلا، ومن الضروري أن تستخدم السفن نظام تحديد المواقع للإبحار ولكن ليس من النادر أن يخرق أصحاب السفن هذه القاعدة لإخفاء تحركاتها. ولكن صور الأقمار الصناعية وصور الهواة يمكن أن تتيح العثور عليها.
بعض اليخوت تمر عبر الموانئ التركية في طريقها إلى روسيا
في تركيا، يبحث يوروك إيزيك عن السفن التي تعبر مضيق البوسفور الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأسود في إسطنبول. وبحكم عمله كمحلل لمتابعة السفن وباعث موقع بوسفوريس أوبزرفر، نجح في التقاط عدة صور ليخوت تعود لأثرياء روس خلال الأسابيع الماضية. ويقول:
أسكن في منطقة ملائمة جدا لمتابعة تحرك السفن حيث أتمكن من التقاط صور لها في عين المكان. وإلى حد الآن، رأيت نحو عشرة يخوت لأثرياء روس في المنطقة. ويأتي معظمها إلى تركيا لأن البلاد تمتلك خدمات عسكرية ذات جودة عالية لأن هذه اليخوت تحتاج إلى صيانة دورية.
وبعد قضائها بعض الوقت في تركيا، يعبر عدد منها مضيق البوسفور مجددا للاتجاه نحو سوتشي [فريق التحرير: على الساحل الروسي في البحر الأسود] فيما ما زالت أخرى متواجدة في تركيا في مدن ساحلية.
وقام يوروك إيزيك بالتالي بتصوير يخت يونيفرس في ميناء أتاكوي بإسطنبول في 28 آذار/ مارس 2022. ويعتقد أنه تعود ملكية هذه السفينة الترفيهية لرئيس الوزراء الروسي السابق دميتري مدفيديف، وغادرت ميناء إمبراي في إيطاليا في 2 آذار/ مارس. وفي 22 نيسان/ أبريل، تم تصوير هذا اليخت من قبل متتبع هاو للسفن في مدينة سوتشي الروسية.
Cayman Islands 🇰🇾 flag 74m mega yacht Universe, likely owned by Dmitry Medvedev @MedvedevRussia, former President & former PM and current Deputy Chairman of the Security Council of Russia, is in Istanbul’s Ataköy Marina. pic.twitter.com/QAChVghCrP
— Yörük Işık (@YorukIsik) March 28, 2022
Ces photos ont été publiées sur Twitter par Yörük Işık le 28 mars 2022.
تم نشر هذه الصور على تويتر من قبل يوروك إيزيك في 28 آذار/ مارس 2022.
هذه الصور المثبتة من الشاشة في موقع مارين ترافيك تظهر موقع يخت “يونيفيرس” في يوم 23 نيسان/ أبريل حيث كان متواجدا في مدينة سوتشي في روسيا. صورة من موقع مارين ترافيك
وإذا ما كانت الموانئ الأوروبية والتركية تحتوي على بنية تحتية متطورة وعدة خدمات عالية الجودة لاستقبال اليخوت، فإن الأمر ليس كذلك في روسيا حسب ملاحظة صاحب حساب @PutinIsAVirus الذي يقول:
روسيا ليست مجهزة لاستقبال هذا العدد الكبير من السفن الضخمة. إنها تملك بالتأكيد موانئ سياحية مهمة على البحر الأسود ولكن يخوت الملياردير رومان أبراموفيتش يبلغ طولها أكثر من 150 مترا وعدد قليل من الموانئ عبر العالم قادر على استقبال هذا الحجم. كما أن هذه اليخوت عند بنائها لم يكن من المخطط لها أن تبقى في روسيا حيث صنعت لكي تتجول في البحر الأبيض المتوسط أو في الكاريبي أو في المحيط الهندي.
أصحاب اليخوت يتخفون وراء شركات وهمية
أليكس فينلي هي ضابطة سابقة في وكالة الاستخبارات الأمريكية سي أي إي ومؤلفة روايات أيضا، يقوم بتتبع يخوت الأثرياء الروس من مدينة برشلونة. وحسب هذه العميلة السابقة، فإن أهم التحديات هي تحديد مالك سفينة ما بالدقة المطلوبة:
يمكن لنا أن نشتبه في أن شخصا ما هو المستفيد من الشركة التي تملك اليخت لكن يتبقى على السلطات فيما بعد إثبات ذلك. وهو ما يعني أيضا البحث عن مختلف الشركات الوهمية للتأكد في الأخير من المالك الحقيقي لليخت. وهو أمر بالغ الصعوبة لأن عملية تسجيل ملكيتها تمت بطريقة تبقي على هوية صاحبها الحقيقي مجهولة إلى حد ما.
وفي 5 أيار/ مايو 2022، تمت مصادرة يخت يعود لأحد الأوليغارش الروس الخاضعين لعقوبات في جزر فيجي بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية. ويتعلق الأمر بيخت أماديا الذي تقدر قيمته بنحو 300 مليون دولار والمشتبه في أن ملكيته تعود لسيلمان كريموف. وحسب مساعدة المدعي العام في الولايات المتحدة، لزيا موناكو فإن “عملية المصادرة هذه يجب أن تؤكد لكل الأوليغارش الروس الفاسدين أنه لا يمكن أن يختبئوا حتى في أبعد الأماكن في العالم. سنستخدم كل الوسائل المتاحة بحوزتنا لتطبيق العقوبات”.
وتنص العقوبات الأوروبية على تجميد ممتلكات مئات الشخصيات الروسية التي من المفترض أنها تدعم الحكومة الروسية أو المستفيدة من سلطات موسكو التي يتهمها الاتحاد الأوروبي بانتهاك سيادة أراضي أوكرانيا. وفي فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، تمت مصادرة عدد كبير من اليخوت. وقد وجدت بعض هذه الدول نفسها مضطرة إلى توفير الإمكانات المالية الكبيرة لضمان صيانة اليخوت المصادرة والتي يمكن أن تصل إلى مبلغ يتراوح بين 150 و200 ألف يورو شهريا.
//platform.twitter.com/widgets.js
مصدر الخبر
للمزيد Facebook