آخر الأخبارأخبار محلية

إستعدادًا للأحد الكبير… عِبَر 6 أيار

إنتهت المرحلة الأولى من الإمتحان الإنتخابي بسلام وهدوء. لم يتخللها أي ضربة كفّ. وهذا أمر طبيعي. لأن الناخبين اللبنانيين الذين صوتوّا أمس الأول يعيشون في دول بكل ما لهذه الكلمة من معنى، أي أن الأمن مؤّمن ومستتب. وهذا لا يعني بالطبع أن الجيش والقوى الأمنية في لبنان لا يقومون بعملهم ولا يسهرون على أمن المواطن، بل بالعكس. ولكن المناخ العام المسيطر في البلاد لا يسمح للمواطن بالتعبير عن آرائه بحرية تامة، لأنه يخشى من أي ردّة فعل عنفية ممن يسمحون لأنفسهم بحمل السلاح “على عينك يا دولة”، ونعني بهذا السلاح السلاح الفردي المتفلت الموجود تقريبًا في أيدي معظم اللبنانيين. 

المهم أن تجربة اليوم الأول كانت مشجّعة، على أمل أن يمرّ اليوم الثاني بسلام أيضًا، إستعدادًا ليوم الأحد الكبير. وإستنادًا إلى ما تجمّع لدى المراقبين من معطيات اليوم الأول يمكن إستنتاج الملاحظات التالية: 
أولًا، على رغم المشكّكين والمعرقلين والمتضررين فإن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي نجحت في تخطّي كل العقبات التي وضعت في طريقها، وتمكّنت من الوصول إلى يوم الإستحقاق النيابي بسلام وآمان كما سبق لها أن وعدت، وإستطاعت أن تحقّق هذا الإنجاز بإمكانات متواضعة، ولكن بإرادة صلبة. 

ثانيًا، يمكن إعتبار نسبة الإقبال المرتفعة نسبيًا على الإقتراع مؤشرًا إلى رغبة الناس في التعبير عن آرائهم، سواء أكانت تصبّ في خانة الأحزاب التقليدية أو لمصلحة القوى التغييرية، خصوصًا في الدول التي يُعتبر فيها الصوت السنّي أكثر ترجيحًا من غيره. وهذا يعني أن دعوة الرئيس سعد الحريري لمقاطعة الإنتخابات لم تفعل فعلها، ويؤمل أن تشهد إنتخابات اليوم في دولة الإمارات العربية وفي الدول الأفريقية والأوروبية وفي الأميركيتين وأستراليا إقبالًا متزايدًا، الأمر الذي يعطي الناخب المقيم أكثر من حافز للإقبال بكثافة على صناديق الإقتراع. 
ثالثًا، ما يميز الناخب اللبناني غير المقيم عن الناخب المقيم هو أنه لا يخضع للإبتزاز الذي يخضع له المقيم، سواء عبر حملات التهويل والترهيب والترغيب، سواء بالضغط على بعض المرشحين للإنسحاب من بعض اللوائح، أو بإغراءات مادّية، أو ما يسمّى شراء الأصوات. ويُحكى أن هذه العملية تأخذ حيزًّا واسعًا من حملات بعض القوى، مع تسجيل غياب شبه كامل لهيئة الإشراف على الإنتخابات، مقابل نشاط لافت لجمعيات المجتمع المدني، التي تراقب بدّقة وتسجّل كل المخالفات التي تحصل على أرض الواقع. 

وهذا الأمر يجعل الناخب غير المقيم أكثر تحرّرًا من الناخب المقيم، ومن شأن ذلك أن يُترجم في صناديق الإقتراع إنتخابًا صحًّا. 
رابعًا، يمكن الإفادة من تجربة يوم الجمعة، وبالطبع من تجربة اليوم الأحد لتعميم هذه الأجواء الإيجابية على إنتخابات “اليوم الكبير”، أقله لناحية إحترام خيارات الناس، أيًّا تكن هذه الخيارات، وأن تجري في أجواء ديمقراطية وتنافسية وبروح رياضية، مع العلم أن الحملات الإعلامية التي سبقتها، والتي سترتفع وتيرتها في الأيام الأخيرة، لم تكن في مستوى معاناة الناس. 
المهمّ من كل هذه العملية بالنسبة إلى المواطن المكتوي بما يعانيه من ضيق معيشي أن يكون يوم 16 أيار بداية إنفراج في مسيرة الألف ميل، وأن يتمكّن من إستعادة ودائعه من المصارف، وأن يطمئّن إلى غده، وأن يطوي صفحة التفكير الدائم بالهجرة لتأمين مستقبل أولاده. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى