آخر الأخبارأخبار محلية

لماذا يُعَّول على الصوت الإغترابي لإحداث الفرق؟

اليوم الجمعة هو أول ايام الإمتحان الإنتخابي. اليوم يتوجّه اللبنانيون المقيمون في الدول العربية والإسلامية، بإستثناء دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى صناديق الإقتراع ليقولوا كلمة الحقّ بعد أول يوم صَمتَ فيه الجميع عن الكلام المباح أحيانًا وغير المباح أحيانًا كثيرة. 

اليوم حلّ اليقين مكان الشكّ. وبه تبدأ مسيرة الإنتخابات النيابية بمراحلها الثلاث. الأولى بدأت اليوم، على أن تليها بعد غد الأحد المرحلة الثانية في المغتربات الغربية. وتتوج يوم الأحد المقبل في 15 أيار في 15 دائرة إنتخابية، حيث يبان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وحيث تختلط ألوان الأحزاب والتيارات السياسية، على أن يكون يوم 16 أيار يومًا جديدا، حيث تعود دورة الحياة إلى الدوران حول ذاتها، وحيث يعود الهمّ الحياتي ليأخذ المكان الذي إحتّله في يوميات اللبنانيين المثقلين بالأحمال الثقيلة، بعد أن يكون غبار المعارك الإنتخابية قد إنقشع، وبعد أن يفوز من إختاره الناس ليكون وكيله لأربع سنوات جديدة ستكون حافلة بالتطورات والمستجدّات والإستحقاقات، وفي طليعتها إنتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفًا للرئيس الثالث عشر العماد ميشال عون. 

اليوم يفتتح المغتربون في الدول التي تعتمد نهار الجمعة يوم عطلة أسبوعيّة، ومنها السعودية وقطر والكويت وسوريا والعراق، المرحلة الأولى من هذا الإختبار، على أن يكون أنموذجًا لإنتخابات الأحد في 8 أيار، مع ما للصوت الإغترابي من أهمية في المعادلات السياسية، لأن إختياره سيكون مقسومًا بين فئتين: الأولى، الفئة الحزبية التي ستقترع لأحزابها، وهو أمر بديهي، مع العلم أن ثمة وعيًا حتى بين الحزبيين أنفسهم، بأن هذه الأحزاب مسؤولة في مكان ما عن الخلل والإنهيار، بإعتبار أن جميع هذه الأحزاب كانت مشاركة بطريقة أو بأخرى بالسلطة وبمنظومة الفساد. 
أمّا الفئة الثانية فهي الفئة التي تُعتبر حرّة في خياراتها الأساسية. وعلى هذه الفئة وعلى أمثالها في الداخل يُعَّول عليها في مسيرة التغيير، التي ستبدأ في 16 أيار وتستمر في عملية تراكمية تمتد حتى العام 2026. 
  فعدد الناخبين المغتربين وصل الى 225114 ناخبًا بحسب الأرقام النهائية لمديرية الأحوال الشخصية في وزارة الداخلية والبلديات من أصل 230466 طلباً وردت اليها من البعثات الديبلوماسية في دول الخارج. وقد انخفض عدد الناخبين بعد تنقيح الطلبات واستبعاد كلّ من لا تتوافر في طلباتهم الشروط القانونية اللازمة للمشاركة في العملية الإنتخابية، من دون أن تتوضح هذه العملية في شكل جلي. 

الإجراءات المتخذة في وزارة الخارجية أصبحت جاهزة لمواكبة عملية إقتراع المغتربين، حيث تمّ تجهيز صالة كبيرة إفتتحت بالأسم في حضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تتوسّطها شاشة عملاقة لنقل وقائع انتخابات المغتربين مباشرة من 58 دولة في العالم، وذلك بحسب توقيت كلّ منها. وستبقى هذه الصالة مفتوحة أمام الإعلاميين الحاصلين على بطاقات تسمح لهم بالتغطية ونقل عملية الإقتراع من داخلها، منذ افتتاح مراكز وأقلام الإقتراع حتى إقفال الصناديق، وذلك على غرار ما حصل في الدورة الماضية.  
في المقابل توضع اللمسات الأخيرة في السفارات والقنصليات اللبنانية إستعدادًا لليوم الانتخابيّ، وفق آليات لوجستية من شأنها تنظيم توافد الأعداد الكبيرة من النّاخبين المرتقب مجيئهم للإدلاء بأصواتهم. 
 ويتوقّع أن تصل نسبة الاقتراع إلى الـ70 في المئة، خاصّة أن قسماً كبيرًا من المغتربين قد أصبح على يقين بأن صوته سيحدث الفرق المطلوب، في ضوء حملات التوعية بضرورة المشاركة بكثافة في هذه الإنتخابات، التي يعتبرها الجميع مصيرية. 

مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى