ردود الفعل بشأن التحالف اليساري التاريخي وترقب موافقة المجلس الوطني الاشتراكي
نشرت في: 05/05/2022 – 14:46
توصلت أحزاب اليسار الفرنسي، إلى اتفاق يقضي بتحالفها خلال الانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو، ويهدف هذا التحالف، الذي ما زال بحاجة للحصول على موافقة المجلس الوطني الاشتراكي الخميس، إلى عرقلة خطط الرئيس إيمانويل ماكرون. وإن كان قد رأى فيه البعض “أملا هائلا” فآخرون على غرار الرئيس السابق فرانسوا هولاند يعتبرون أنه قد يؤدي إلى اختفاء الاشتراكيين”.
إثر محادثات طويلة، انضم الحزب الاشتراكي الثلاثاء إلى الخضر والحزب الشيوعي خلف حركة فرنسا الأبية اليسارية الراديكالية التي ظهرت كقوة يسارية مهيمنة في الانتخابات الرئاسية في نيسان/أبريل، بهدف خوض الانتخابات التشريعية القادمة على خط موحد.
وقال الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحركة فرنسا الأبية في بيان مشترك “نريد انتخاب نواب في غالبية الدوائر الانتخابية لمنع إيمانويل ماكرون من المضي قدما في سياساته الظالمة والوحشية وإنزال الهزيمة باليمين المتطرف”. وما زال هذا التحالف بحاجة للحصول على موافقة المجلس الوطني الاشتراكي الخميس. وقال مقربون من قيادة الحزب إن نتيجة التصويت ليست محسومة.
“لا يمكن لأحد من اليسار أن يفوز بمفرده”
وقال فابيان روسيل، زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي لراديو فرانس إنتر، “لا يمكن لأحد من اليسار أن يفوز بمفرده”، مشيرا إلى أن التحالف الجديد بحاجة إلى أن يبنى على “الأمل الهائل بين الجمهور الفرنسي وبين العمال وبين الشباب الذين يطالبوننا بأن نتحد”.
وكان زعيم حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلنشون قد سجل نتيجة قوية خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في نيسان/أبريل متقدما على باقي أحزاب اليسار.
تعايش قسري؟
بعد فوز ماكرون، دعا ميلنشون الناخبين على الفور إلى انتخابه “رئيسا للوزراء” ومنح اليسار غالبية في الجمعية الوطنية لعرقلة إصلاحات الوسط، بما في ذلك خطة لا تحظى بشعبية لمد سن التقاعد من 62 إلى 65 عاما.
مثل الانتخابات الرئاسية، تجري الانتخابات التشريعية في 577 دائرة انتخابية في فرنسا على جولتين، وهذا يعني أن التحالفات تقدم أفضل فرصة للتعويض في الجولة الثانية.
سيكون “التعايش” القسري بين ماكرون وميلنشون هو الأول منذ عقدين، لكن المراقبين يقولون إن مثل هذا السيناريو ما زال غير مرجح.
مفاوضات تاريخية
منذ بداية الأسبوع الماضي، أبقت الخلافات السياسية الرئيسية الأجواء متوترة خلال المفاوضات بين الأحزاب اليسارية مع بقاء خصوصا نقطة شائكة حول اقتراح حركة فرنسا الأبية من جانب واحد، “عصيان” أحكام بعض معاهدات الاتحاد الأوروبي.
لكن الحلفاء الجدد اتفقوا على مقترحات ميلنشون السياسية الأساسية بما في ذلك رفع الحد الأدنى للأجور وخفض سن التقاعد إلى 60 عاما وإلغاء إصلاحات سوق العمل التي أدخلت في عهد الرئيس الاشتراكي السابق فرانسوا هولاند.
وقالت مانون أوبري، عضو البرلمان الأوروبي عن حركة فرنسا الأبية لإذاعة أوروبا 1 إن المفاوضات كانت “تاريخية”، ووفرت لكل طرف استقلالية ضمن “إطار سياسة مشتركة”.
هولاند: التحالف اليساري سيخلف “اختفاء” الاشتراكيين
عبر مسؤولون في الحزب الاشتراكي مثل هولاند الذي كان في السلطة قبل خمس سنوات فقط من السقوط السريع للاشتراكيين، بوضوح عن معارضتهم للاتفاق. فقد حذر من أن التحالف اليساري قد يعني “اختفاء” الاشتراكيين.
لكن أوبري قالت الأربعاء إن “تحركهم المهم بإزاء إرث هولاند” هو الذي سمح تحديدا للاشتراكيين بالتوافق مع بقية اليسار.
وبعد التغلب على خلافات اليسار الفرنسي المجزأ تقليديا، يتطلع الشركاء الجدد إلى كيفية توزيع الدوائر الانتخابية بين هذه الأحزاب، إذ يهدف كل منها إلى الترشح على البطاقة الموحدة “القابلة للفوز” بأكبر عدد من المقاعد.
ويبدو وفق الاتفاق النهائي أنه سيتم توزيع حوالى 100 دائرة انتخابية على حزب الخضر و70 للحزب الاشتراكي و50 للحزب الشيوعي.
ومع رفض بعض الاشتراكيين التخلي عن مقاعدهم، قال الوزير السابق ستيفان لو فول إنه مستعد لقيادتهم في حملة منفصلة.
وقالت مرشحة شيوعية واحدة على الأقل، في إحدى ضواحي مدينة ليون في الشرق، إنها لن تفسح المجال أمام نائب بديل يدعمه التحالف الجديد.
لكن هولاند قال لصحيفة لا مونتاني اليومية المحلية إنه “يرفض الاتفاق في جوهره وبما يتعلق بالدوائر”. أما رئيس الوزراء السابق برنار كازنوف فقال إنه نفذ تهديده بترك الحزب الاشتراكي في حالة التوصل إلى اتفاق مع اليسار الراديكالي.
من جانبهم، يرى محللون أن الحزب الرئاسي الذي يحظى حاليا بغالبية مريحة تبلغ 346 مقعدا مع حلفائه الوسطيين، قد يستفيد من الموجة الجديدة التي سيحدثها هذا الاتفاق بين الناخبين وشخصيات اشتراكية ديمقراطية ويحصل على مزيد من التأييد في صفوف الناخبين الذين يقفون إلى يساره.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook