هل نشر الفلسطينيون صورا مضللة لإصابة أحد أطفالهم؟ احذروا هذا الخبر الكاذب

نشرت في: 29/04/2022 – 17:42آخر تحديث: 03/05/2022 – 17:19

خلال الأسبوعين الماضيين، جرت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية أوقعت أكثر من 250 جريحا في محيط المسجد الأقصى. ومنذ منتصف نيسان/ أبريل، لم تتوقف الأوضاع عن التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتم استهدف إسرائيليين بعدة هجمات دامية تم نسبها للفلسطينيين فيما نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات عنيفة في الضفة الغربية المحتلة.

وفي هذا السياق من التصعيد المستمر، نشرت حسابات مساندة لإسرائيل مقطع فيديو يقولون إنه يثبت أن الفلسطينيين يقومون بفبركة صور كاذبة لمصابيهم.

عملية التحقق في سطور

• يؤكد مستخدمو إنترنت أن فلسطينيين نشروا صورا مضللة تظهر إصابة طفل فلسطيني.
• تم تصوير مقطع الفيديو خلال تصوير فيلم فلسطيني قصير يحمل عنوان “مكان فارغ” والذي يروي قصة أحمد مناصرة المراهق الفلسطيني الذي اتهم بالاعتداء بسكين على إسرائيلي وحكم عليه بالسجن 9 سنوات وما زال معتقلا إلى حد الآن.

عملية التحقق بالتفصيل

في 24 نيسان/ أبريل، تم نشر مقطع مصور من قبل عدة حسابات على تويتر تتهم فلسطينيين بفبركة صور مضللة لمصابين من جانبهم بهدف جلب التعاطف مهم. ويظهر مقطعا الفيديو فريق تصوير فيلم بصدد العمل مع طفل صغير يرتدي قميصا وسروال دجين ونراه ممددا على ظهره وقد ثنى ساقه إلى الخلف فيما بدا الدم يسيل من رأسه.

وتم نشر هذا الفيديو هنا على سبيل المثال، وفي هذه التغريدة أيضا، كما تم تداول المقطع المصور في حسابات ناطقة بالإسبانية على غرار هذا الحساب.

_{“الفلسطينيون يعرضون مسرحية لعملية قتل من خلال استخدام ممثلين على أنه يهود. يتم استخدام هذه الصور المضللة للحث على العنف والإيهام بالمعاناة” هذا ما نقرؤه في هذا المنشور لصاحب محل تجاري في نيويورك. تغريدة نشرت على تويتر في 24 نيسان/ أبريل. صورة مراقبون.}

 _{صورة ملتقطة من الشاشة لتغريدة نشرت على تويتر في 24 نيسان/ أبريل ويتهم فيها صاحبها الفلسطينيين بتمثيل (باليود) “هوليودي” “باليود” لإصابة ضحية فلسطينية. صورة مراقبون}

“Pallywood” (باليود) هي عبارة تستخدم لوصف مشهد سينمائي مثله الفلسطينيون بهدف تشويه السياسة الإسرائيلية. وتم ابتكار هذه العبارة من قبل المؤرخ الأمريكي ريتشاد لانديس الذي يدرس في إسرائيل.

مقطع فيديو من تصوير فيلم

ويشير مقطع الفيديو المنشور على تويتر إلى حساب على تيك توك وتم رسم خطوط زرقاء على الفيديو ولكن يمكن لنا أن نقرأ بصعوبة اسم “محمد” ورقم “938”. وتمكن هذه المؤشرات من العثور على الحساب الذي نشر هذا الفيديو على تطبيق تيك توك.

وعندما ندخل إلى الحساب على تيك توك، نجد نفس المقطع المصور مع النص التالي بالعربية “في كواليس تصوير مشهد اعتداء المستوطنين على أحمد المناصرة.”

كما تم تصوير مشهد الطفل من زاوية أخرى ونشر على هذا الحساب في تيك توك.

ومن خلال البحث عن الكلمات المفاتيح “فيلم” و”أحمد المناصرة” يمكن لنا العثور على المشهد الترويجي لفيلم “مكان فارغ” الذي أخرجه عوني إشتوي ويروي الأحداث التي أدت إلى سجن الشاب الفلسطيني أحمد مناصرة. وتتطابق الصور في الدقيقة 1:15 ثانية في الفيلم القصير مع المشاهد التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي وتظهر الطفل المصاب ممدودا على الأرض.

وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، أكد المخرج عوني إشتوي أن هذه الصور نشرت بالفعل للإيهام بأن الفلسطينيين يوهمون بإصابة أحد أطفالهم فيما يتعلق الأمر في الحقيقة بتصوير مشهد سينمائي في فيلم قصير.

ويروي فيلم “Empty Place” (مكان فارغ) قصة أحمد مناصرة وهو مراهق فلسطيني حكم عليه بالسجن 9 أعوام بعد إدانته بالاعتداء على يهودي بسكين في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2015.

وكان أحمد مناصرة يبلغ من العمر 13 عاما لحظة وقوع الأحداث وتم إيقافه بعد أن صدمته سيارة عندما كان يحاول الهرب من الشرطة في حي بيسغات زئيف في منطقة تقع تحت سيطرة إسرائيل في القدس الشرقية. وقد شهدت العملية مقتل ابن عمه حسن المناصرة، 15 عاما، الذي كان يرافقه على يد الشرطة الإسرائيلية.

وقد نشر في ذلك الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للمراهق الفلسطيني وهو ملقى على الأرض.

وهو ما يعني أن المشهد السينمائي من فيلم “مكان فارغ” هو إعادة تمثيل لنفس هذا الفيديو الذي تداولته وسائل الإعلام في ذلك الوقت على غرار قناة سي بي إس نيوز الأمريكية في هذا الرابط بتاريخ 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2015.

ولا تتوقف عائلة أحمد مناصرة منذ ذلك الحين عن التأكيد ببراءة ابنها مشددين على أن اعترافات المراهق الفلسطيني تم انتزاعها بالتهديد.