آخر الأخبارأخبار محلية

مناخ محلي وعربي يشجع على المشاركة في الانتخابات وعدم الاعتكاف

كتب اسعد بشارة في” نداء الوطن”: لم يكن واضحاً بعد تعليق الرئيس سعد الحريري لعمله السياسي، إذا ما كان هذا التعليق سيشمل مقاطعة الاستحقاقات الدستورية وفي طليعتها الانتخابات النيابية. لقد اقتصر الانسحاب على تحريم المشاركة في الانتخابات ترشيحاً على أي من المنتسبين لتيار المستقبل حتى الأقربين منهم.

وتدحرجت كرة الانسحاب شيئاً فشيئاً واستباقاً للانتخابات، لتصل الى حد الدعوات الصريحة لمقاطعة، وهو ما أثار أسئلة كثيرة، حول النتائج الكارثية لخيار المقاطعة، الذي لم تشهد له الطائفة السنية مثيلا في تاريخها، منذ الاستقلال والى اليوم، باستثناء انتخابات العام 1992 التي دعا فيها الرئيس صائب سلام لعدم المشاركة، انسجاماً مع المقاطعة المسيحية الشاملة التي استظلت ببكركي.

على الارجح لن تكون نتائج الدعوة للمقاطعة كما توقعها الداعون اليها، لأسباب عدة لا تتصل فقط بالمعادلة الداخلية، بل بما يمتد الى المناخ العربي والسعودي تحديداً الذي بات يشدد خصوصاً بعد عودة السفير البخاري، على تشجيع المشاركة في الانتخابات، وعدم الاعتكاف ورفض الحرد، وبالتالي على مواجهة الدعوات الى المقاطعة، بالتعامل مع الوقائع كما هي، وعلى الاستعداد للتعامل مع نتائج الانتخابات خصوصاً على صعيد التمثيل السني، كما ستفرزها الصناديق.

فمن نتائج عودة السفير البخاري الى بيروت قبل الانتخابات احتواء الدعوات الى المقاطعة، وإعطاء المشاركين فيها خصوصاً على الصعيد السني جرعة دعم، ترجمت فيما بعد بلقاءات واتصالات بين سفير المملكة وعدد من رؤساء اللوائح، دون تخصيص أي منهم بدعم حصري، وهكذا تكون الرسالة قد وصلت، اما لبنانياً فقد توجت بموقف مفتي الجمهورية الشيخ دريان الذي دعا فيه للمشاركة الكثيفة، وقد كان بإمكانه تجنب هذا الموقف لكنه جاهر به، لعدم ترك الساحة السنية فريسة للفراغ ومن يخططون لملء الفراغ بالنواب غير المناسبين، الذين سيشكل بهم حزب الله اكثريته، لا بل معادلته الجديدة التي سيؤكد فيها امتلاك ما يزيد عن ثلث التمثيل السني في البرلمان، وعندها تكون الدعوات للمقاطعة قد ادت الى تحقيق هدف ثمين في استراتيجية الحزب الذي يسعى في هذه الانتخابات الى تأكيد ان شرعيته لا تنبثق من البندقية بل من التمثيل النيابي وخصوصاً منه الذي يتجاوز الطائفة الشيعية.

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى