آخر الأخبارأخبار دولية

بولندا ترحل المهاجرين إلى الحدود مع بيلاروسيا… “رأينا بينهم عائلات بأكملها وأشخاص يعانون من إعاقات”


نشرت في: 29/04/2022 – 13:46آخر تحديث: 02/05/2022 – 13:51

منذ شهر آذار/ مارس الماضي، أبدت عدة منظمات إنسانية قلقها من حالات ترحيل جديدة لمهاجرين وممارسة العنف على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا. وخلال سنة 2021، حاول آلاف الأشخاص من أفغانستان والشرق الأوسط وأفريقيا الوسطى أيضا الوصول إلى الاتحاد الأوروبي بطريقة غير شرعية. واتهمت وارسو النظام في بيلاروسيا بالمسؤولية عن تواصل توافد المهاجرين.

أرسل رجل قدم من كردستان العراق في 19 نيسان/ أبريل الجاري مقطع فيديو لنشطاء بهدف طلب المساعدة نسمع في الفيديو الرجل الذي التقطه يقول “الساعة الآن الرابعة صباحا، كما ترون لقد تم ترحيلنا إلى بيلاروسيا ونحن مبللون بالكامل”. الظلام حالك ومجموعة (المهاجرين) موجودة في وسط الغابة. “لدينا رضيع معنا أيضا”. ويظهر صاحب الفيديو رفقاء الطريق الذين كانوا يحاولون إنارة المكان بضوء الهاتف كما كانوا يحاولون إيقاد النار لتدفئة أنفسهم.


Dans cette vidéo, un homme originaire du Kurdistan irakien explique que lui et ses compagnons de voyage, dont une femme enceinte et une autre femme atteinte d’un cancer, ont été refoulés côté biélorusse le 19 avril 2022.

في هذا المقطع المصور، يوضح رجل أتى من كردستان العراق أنه كان مع رفاقه في السفر بينهم امرأة حامل وأخرى مصابة بالسرطان تعرضوا للترحيل إلى الجانب البيلاروسي من الحدود في 19 نيسان/ أبريل 2022.


Dans cette vidéo, un homme originaire du Kurdistan irakien – le même homme que dans la vidéo ci-dessus – montre les sacs de couchage mouillés dans lesquels lui et le reste de son groupe ont passé la nuit du 18 au 19 avril.

في هذا المقطع المصور، يعرض رجل قادم من كردستان العراق وهو نفسه الرجل الموجود في الفيديو السابق، أكياس نوم مبللة بالكامل حيث قضى فيها مع رفاقه الليلة الفاصلة بين 18 و19 نيسان/ أبريل 2022.

 

وتلقى تجمع المنظات غير الحكومية “غروبا غرانيكا Grupa Granica رسائل طلب المساعدة يصل عددها إلى نحو 150 في الأسبوع بين 18 و24 نيسان/ أبريل لوحده. وحسب حرس الحدود البولندي، تم تسجيل 977 محاولة عبور للحدود خلال شهر نيسان/ أبريل ونحو 4280 محاولة منذ بداية سنة 2022.

ولكن الرقم يبقى أقل من الحصيلة المسجلة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عندما تجمع نحو 3 أو 4 آلاف مهاجر في غضون أيام قليلة فقط على طول الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، ولكن سياسة بولندا، التي بدأت في كانون الثاني/ يناير 2022 في تشييد جدار على الحدود، لم تتغير حيث يقوم حرس الحدود باقتياد المهاجرين ومن ضمنهم طالبو لجوء باقتيادهم إلى الحدود مع بولندا.

“لقد رأينا عدة عائلات مصحوبة بأطفال وأشخاص مسنين”

مونيكا ماتوس، نشاطة في مجموعة “غروبا غرانيكا” أبدت قلقها من الحالة الصحية للمهاجرين الذين يعبرون الحدود خلال الأسابيع الأخيرة الماضية:

منذ بداية الخريف تم تعليق بعض الرحلات الجوية المتجهة نحو بيلاروسيا. والآن نرى أشخاصا قادمين من أفريقيا وكانوا متواجدين في روسيا وعبروا باتجاه بيلاروسيا للوصول إلى الحدود البرية مع بولندا أملا في بلوغ الاتحاد الأوروبي.

وصل أيضا عدد كبير من المهاجرين الذين قضوا الشتاء في مينسك أوغرودنو في بيلاروسيا وانتظروا إلى غاية ارتفاع درجات الحرارة نسبيا. أعتقد أنه يوجد عدد كبير من المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود خلال هذه الفترة لأنه من جانب بولندا، تقوم السلطات بتشييد جدار من المفترض أن يكون جاهزا بحلول الصيف المقبل.


Vidéo publiée par les gardes-frontières polonais montrant le mur en construction le long de la frontière avec la Biélorussie.

 مقطع فيديو نشره حرس الحدود البولندي ونرى من خلاله الجدار الذي يتم تشييده على الحدود مع بيلاروسيا.

“لقد رأينا مؤخرا مهاجرا شابا يعاني من شلل رباعي”

من المؤكد أن هذا الجدار سيمثل عائقا كبير، إنها ببساطة عملية إغلاق للحدود بالحديد ولكن حالما يكون مجهزا على غرار ما هو الحال في جزء كبير من الحدود الأوروبية، بكل تلك التجهيزات التقنية المتطورة وكاميرات المراقبة، أعتقد أنه سيكون من الصعب عبور الحدود.

بقي بضع مئات من الأشخاص أيضا خلال الشتاء في مستودع قديم تم تحوليه إلى ملجأ من قبل سلطات بيلاروسيا خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وتم إغلاق هذا الملجأ المؤقت في آذار/ مارس الماضي. وقد تم إيواء الأشخاص الذين يعانون من وضع صعب في ذلك المكان.

لقد رأينا عددا كبيرا من العائلات مع أطفالها وأشخاص يعانون من إعاقة، بعضهم يعاني إعاقة ذهنية إضافة إلى مسنين. ومهما كان وضعهم الصحي، يتم ترحيلهم من حرس الحدود البولندي إلى بيلاروسيا وفي بعض الأحيان لمرات عدة. ومن ثم يقوم الجنود وحرس الحدود في بيلاروسيا بمساعدتهم على عبور الحدود مجددا.  لقد شاهدنا مؤخرا حالة لمهاجر شاب يعاني من شلل رباعي كان موجودا في الغابة مع عائلته. ويتوجب نقله في ظروف خاصة من المكان.

وحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية، قامت السلطات البيلاروسية في 20 آذار/ مارس الماضي بإخراج نحو “700 شخص خصوصا من العائلات المرفقة بأطفال صغار وأشخاص يعانون من أمراض عضال أو إعاقات” من مستودع بروزغي على الحدود مع بولندا. ما جعل هؤلاء الأشخاص يجدون أنفسهم “عالقين في الغابة” وتم دفعهم إلى عبور الحدود من قبل حرس الحدود البيلاروسي، حسب تأكيد المنظمة غير الحكومية.

ومن بين المهاجرين الآخرين الذين وجدوا أنفسهم في ذلك المركز بين شهر تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر 2021، غادر كثير منهم المنطقة: فخلال شهر كانون الثاني/ يناير، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية العراقية إجلاء نحو 4 آلاف مهاجر من بيلاروسيا.

“المساعدة الإنسانية تقع بالأساس على كاهل سكان المنطقة الحدودية”

من جهتها، بدأت السلطات في بولندا بتطبيق حالة الطوارئ ومنطقة حظر برية على طول 3 كيلومترات على الحدود وفرضت على المنظمات الإنسانية البقاء بعيدة عن المكان. وحسب مونيكا ماتوس، يبقى من الصعب جدا أن تقدم المنظمات الإنسانية مساعدات:

المساعدة الإنسانية تقع بالأساس على كاهل سكان المنطقة الحدودية. لقد أصبح عدد المتطوعين قليلا جدا حيث لا يمكن أن يقدم أي شخص تطوعه لمدة أشهر طويلة. خصوصا عندما يتعرض النشطاء الإنسانيون للمضايقات من قبل رجال الشرطة وحرس الحدود.

ورغم محاولة النشطاء إطلاق صيحة فزع بشأن وضع المهاجرين في المنطقة على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف منع ترحيلهم، فإنهم يعلمون منذ البداية أن مصير بعض الأشخاص الذين ينجحون في الوصول في الأخير إلى بولندا بهدف طلب اللجوء يبقى مجهولا على نحو كبير.

وتؤكد منظمة العفو الدولية أنه يتم تم احتجاز طالبي اللجوء بشكل آلي لمدة “مطولة وغير محددة” في مراكز اعتقال حيث يتعرضون للمعاملة السيئة والإهانة.


Dans ce tweet, le collectif Grupa Granica affirme qu’une grève de la fin a débuté dans le centre fermé pour demandeurs d’asile de Lesznowola, en Pologne. “Cinq Syriens protestent contre leur maintien en détention, malgré des problèmes de santé documentés”, écrit le collectif.

 في هذه التغريدة على تويتر، يؤكد تجمع المنظمات الإنسانية “غروبا غرانيكا” أن حالات إضراب عن الطعام بدأت في مركز اعتقال لطالبي اللجوء في منطقة ليشنوفولا في بولندا. وتقول هذه المنظمات في التغريدة “احتج خمسة سوريين على الاستمرار في احتجازهم رغم حملهم لوثائق تؤكد معاناتهم من مشاكل صحية”. 

“مازال عدد من الأشخاص معتقلين منذ نحو ثمانية أشهر”

سانا فيغلاروفيتش هي متطوعة في جمعية ” Hope&Humanity Poland” (أمل وإنسانية – فرع بولندا) غير الحكومية. ومازالت سانا على اتصال مع عدد كبير من الأشخاص الذين لا يزالون حبيسي مراكز الاحتجاز وتقول:

الظروف مختلفة من مركز إلى آخر. ولكن المهاجرين موجودون عموما في مراكز احتجاز تشبه السجون حيث لا يمكن لهم استعمال الهاتف النقال المجهز بكاميرا تصوير وليس لهم الحق في أربطة الأحذية. ومنهم من مازال رهن الاعتقال منذ نحو ثمانية أشهر. الأشخاص الذين مازالت على اتصال بهم يعانون من صعوبات كبيرة في الحصول على محامين في حال تم رفض طلبات اللجوء التي قدمها بعضهم. يوجد بينهم أشخاص يعانون من حالة اكتئاب. فيما طلب منا آخرون جلب بعض الملابس لهم لأنهم لا يملكون ما يكفي منها وهنا حتى من طلب الغذاء. يوجد داخل هذه المراكز أيضا أشخاص لا يجب أن يكونوا هناك لأنهم يعانون من إعاقات ذهنية.

وحسب حرس الحدود البولندي، تم تسجيل 39700 محاولة عبور حدود غير شرعية من الجانب البيلاروسي خلال سنة 2021 بينها 17 ألف محاولة عبور في شهر تشرين الأول/ أكتوبر لوحده.

ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير الماضي، تواجه بولندا أزمة إنسانية أخرى على أبواب حدودها. وحسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين، استقبلت البلاد أكثر من مليوني لاجئ أوكراني.

“نحن جد سعداء بأن يلقى اللاجئون الأوكرانيون كل هذا الاستقبال الحار” تضيف مونيكا ماتوس من تجمع المنظمات غير الحكومية “غروبا غرانيكا” لكنها تأسف في المقابل من اختلاف التعامل مع طالبي اللجوء القادمين من بيلاروسيا الذي يكشف حسب رأيها عن توجه يتم ملاحظته في أوروبا بالاكتفاء بقبول “نوع محدد من اللاجئين”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى