منوعات

قصة سمية تثير جدلاً كبيراً… “حتى العاهرة لا تقابل التحرش بالصمت”!

“فتاة المول” تشعل مواقع التواصل الاجتماعي، تحرك إعلام وإعلاميّي مصر، وتطرح علامات استفهام. كل ذلك لم يكن مقصوداً من فتاة كان همّها عرض قضية التحرش التي طاولتها في إحدى المولات على الشاشات، فوجدت نفسها مذنبة في برنامج “صبايا الخير” بعد أن حكمت عليها الاعلامية ريهام سعيد، مستندة الى الفيديو الذي يُظهر تعرّضها للتحرش والضرب من كاميرا موجودة في “مسرح الجريمة”، فأدانت اللباس الذي كانت ترتديه لتبرّئ المتحرّشين!
واقع مخزٍ اختصرته ريهام بعد أن هاجمت ضيفتها فاعتبرتها جانية لا ضحية، لا بل توّجت فعلتها بعرض صور لسميّة مع أحد الشبان على البحر، معلنة أن مدير إنتاج البرنامج تلقى صوراً عبر “واتساب” للفتاة بأوضاع غير لائقة مع أحد الشبان، قائلة إن فتاة تُقدِم على مثل هذه التصرفات، لا يحق لها أن تشعر بالاشمئزاز من مجرد تحرّش تعرّضت له في حين أكّدت سمية أن ريهام حصلت على الصور من هاتفها الخاص، وطالبتها بتوقيع إقرار بمسؤوليتها عن نشر الصور.

انحطاط إعلامي!
ليس جديداً تعرّض فتيات مصر لتحرّشات، لكن الجديد أن تدافع إعلامية عن المتحرّشين وتعطيهم موافقة مسبقة في حال توافرت “شروط” معينة، عن ذلك علّقت الإعلامية ليليان داود التي تقطن في مصر، لـ “النهار” قائلة: “هذا البرنامج وغيره يعكس ما وصل إليه المجتمع المصري. تسويف القضايا وتفريغها منذ 25 يناير هو الذي سمح بمثل هذه البرامج”. وأضافت “هناك حالة من الانحطاط الاعلامي، الموضوع لا يُفصل عن السياسة، إقطاع سياسي يُمسك بمقدرات البلد، واحد في المئة من الشعب يملكون ثروة مصر، ولديهم كلّ مفاتيح النظام والدولة والملفات الاقتصادية، وهم ممسكون بشبكة الخطوط التي تدير البلد، وطالما لدى صاحب المال قنوات سيشتري إعلاميين للدفاع عن مصلحته والإبقاء على الوضع القائم”، ولفتت إلى أنّ “النظام كله يدعم هذه التجاوزات، وهو نفسه تخلى من ضوابطه المهنية والاخلاقية فأصبح سهلاً عليه استيعاب خطاب كخطاب ريهام وتوفيق عكاشة وأحمد موسى في عملية غسل دماغ جماعي”. وتساءلت “هل هناك جهات تقف وراء الهيصات كما هيصة فتاة المول لإلهاء الرأي العام؟”.
سقطة إعلامية
من جانبه رفض كبير مراسلي قناة المحور تامر مجدي في اتصال مع “النهار” القول بوجود انحطاط اعلامي في مصر، ما حصل بحسبه “سقطة إعلامية من السقطات الكثيرة التي تقع فيها ريهام”. وأضاف “هي تعرض مشاكل لا تهم الشعب المصري وليست من ضمن اخلاقياته، كحلقة العفريات. كل ما تقوم به “show” إعلامي، لذلك كانت هناك حملة لوقف برنامجها وسحب المعلنين، وريهام بالنسبة لنا كإعلاميين أخذت وقتها، وكانت حلقة فتاة المول المسمار الاخير الذي دقته بيدها في نعش مسيرتها”. ولفت الى ان “مشاكل ريهام التي افتعلتها لم تقتصر على المواطن او المجتمع المصري، بل مع زملائها الإعلاميين كمحمود سعد وايمان الحصري وغيرهما، لديها غرور في التعامل مع زملائها ولا تتحمل مسؤولية مجتمعية تجاه ما تقدمه. باختصار هي تسيء إلى المجتمع المصري”.

مقاومة مدنية
الرأي العام المصري أشعل مواقع التواصل الاجتماعي رفضاً لما قامت به ريهام. اعلاميون شنوا حملة تضامن مع سميّة، توّجت بخلاف بين الاعلامية ايمان الحصري التي عادت واستضافت فتاة المول، وريهام التي أعطت مداخلة على الهواء في برنامج “90 دقيقة”. الإعلامي وائل الابراشي ادان خلال برنامجه “العاشرة مساءً” ريهام، مشيراً أن الصور الخاصة للفتاة لا يعني أنها مباحة لأي شخص، قائلاً ” حتّى العاهرة في أوروبا إذا تعرضت للتحرش لا تقابل الموقف بالصمت”، عن ذلك علقت داود “لأول مرة نشعر بأن هناك رأيًا عامًّا في مصر قادرًا على الضغط من دون توجيه من أحد، فرفض منطق وأسلوب سعيد، وما حصل هو مقاومة مدنيّة لكل أشكال الفساد والفوضى”.

بانتظار قرار القناة
في الامس اجتمعت ادارة قناة “النهار” مع ريهام لحلّ الأزمة، وقرّرت بعدها 9 شركات سحب رعايتها للبرنامج. وقال  مجدي”هناك مفاوضات إما لوقف البرنامج أو إدخال سياسة اخرى عليه، الى الآن لا يوجد قرار رسمي من القناة بإيقاف البرامج أو انهاء التعاقد مع ريهام، وكل القرارات الرسمية المتخذة الى الآن تتعلق بوقف تسعة معلنين الرعاية للبرامج للسبب الآتي: إخلاء الشركات مسؤوليتها المجتمعية عما يعرضه البرنامج حيث المحتوى الاعلامي ضد أخلاقيات هذه الشركات التي تعمل على تنمية المجتمع المصري”.
وختم “من المتوقع ان تعتذر ريهام من الجمهور وبعض الاعلاميين الذين تعرّضت لهم بأسلوب مهين بعد ظهورها على الهواء اليوم مع زميلها خالد صلاح على القناة نفسها التي تعمل فيها”.
حين يُبرّأ المتحرّش وتُلام الضحية إعلمْ أنّك في مصر… هذا ما أثبتَتْه الاعلامية ريهام التي غضّت بصرها عن واقع مرير تعيشه فتيات من بلدها، تناست التحرّشات والرجعية في عقول الشباب، ولامت فتاة كل ذَنْبِها أنها قصدت المول بسروال!

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button